حبر على ورق

السينما وحرب أكتوبر

نوال مصطفى
نوال مصطفى

احتفلنا فى السادس من أكتوبر بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر. كرم الرئيس عبد الفتاح السيسى قادة أفرع القوات المسلحة اعترافا بالدور التاريخى لهؤلاء الأبطال فى هذه الحرب التى انتصرت فيها إرادة الشعب المصرى على الهزيمة، وحقق أبطال القوات المسلحة المصرية نصرا مذهلا، تحدث عنه العالم كله، وظل مادة تدرس فى معاهد الفكر الاستراتيجى.

حرب أكتوبر التى جرت أحداثها قبل نصف قرن من الزمن، عاشت فى قلوب المصريين ولا تزال من خلال قصص أبطالها الملحمية، التى تعبر عن المعدن المصرى الأصيل، وتضحيات شباب الوطن بالدم والروح فداء للأرض والكرامة.

فى رأيى لم تجسد السينما المصرية تلك القصص الواقعية التى يصلح الكثير منها لأن يكون فيلما عالميا بامتياز. اللقطات والتفاصيل الإنسانية فى حياة الفرقة 139 على سبيل المثال تهز القلوب، وتؤكد على معانى الوطنية الحقيقية وتشحن مشاعر الشباب فى حب الوطن. 
صحيح ظهرت أفلام بعد الحرب، وكانت جميلة، لكننى أرى أن القصص المؤثرة، العميقة، لم تظهر بعد. وأتمنى أن تتبنى الشركة المتحدة للإنتاج هذه النوعية من الأفلام التى تحكى ما حدث بأسلوب فنى راقٍ، ومستوى سينمائى عالى.

فى الغرب يحتفون بتلك النوعية من الأفلام، ونجد عشرات الأفلام التى يعاد إنتاجها برؤى مختلفة لنفس الحرب، وذات الأحداث، والسبب فى ذلك إنها مادة إنسانية لا تنضب، والفضول يتجدد دائما عند الأجيال الجديدة لمعرفة ما حدث فى تلك الأحداث الفارقة فى تاريخ أوطانهم.
ربما كانت الأغنية، هى التى عبرت بصورة أقوى عن فرحة الشعب بالنصر، واسترداد الكرامة، بعد سنوات الانكسار والهزيمة. «وأنا على الربابة باغنى» للفنانة وردة. «يا حبيبتى يا مصر» للفنانة شادية. «عاش اللى قال» و»صباح الخير يا سينا» للفنان عبد الحليم حافظ. «بسم الله» للكورال. «رايحين.. شايلين فى إيدنا سلاح».

عاشت تلك الأغانى ولا تزال رغم مرور نصف قرن على إبداعها، وهذا دليل قاطع على صدق المشاعر التى خرجت من قلوب المصريين، وترجمها المبدعون من مؤلفين، وملحنين ومطربين.

أسعدنى الفيلم التسجيلى الذى قدمه الفنان أحمد عبد العزيز العام الماضى، الذى تناول فيه قصة أبطال المجموعة «139» صاعقة الذين شكلوا بأجسادهم الصلبة حائط صد ضد دبابات القوات الإسرائيلية فمنعتها من التدخل فى مراحل العبور وإقامة رءوس الكبارى.

ولتكن هذه بداية مشجعة لاختيار قصص من داخل تلك الملحمة المتدفقة بالإنسانية والوطنية لإنتاج فيلم سينمائى طويل بإنتاج سخى. حرب أكتوبر تستحق أن تخلد بأكثر من وسيلة، فهى الحرب التى قهر فيها المصريون المستحيل، وحطموا خط بارليف المنيع، كما أثبتوا أن لا شيء يقف أمام إرادة شعب قرر أن يسترد كرامته بشرف وشموخ.

تحية إلى أبطالنا وشهدائنا الأبرار فى حرب أكتوبر المجيدة. تحية لقائد الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وتحية للرئيس الراحل محمد حسنى مبارك بطل حرب أكتوبر وقائد القوات الجوية. رحم الله شهداءنا جميعًا، هم أحياء عند ربهم يرزقون.