نفذتها السلطات الأسبانية.. اعتقال 197 مشتبهًا من 34 جنسية في حملة دولية لمكافحة المخدرات

حملة دولية لمكافحة المخدرات
حملة دولية لمكافحة المخدرات

مى‭ ‬السيد

  أعلنت السلطات الإسبانية، عن إسقاطها لعدة منظمات دولية دفعة واحدة، فى ضربة وصفتها بالقوية ضد الشبكات الإجرامية المتورطة فى تهريب المخدرات وغسل الأموال والاحتيال والفساد، تتخذ من إسبانيا مقرًا لانطلاق عملياتها، وذلك بعد أكثر من 20 تحقيقًا مختلفًا من قبل الشرطة الوطنية، بالتنسيق والتعاون المباشر مع دول الاتحاد الأوروبى واليوربول، وتمكنت خلالها من ضبط أطنان ضخمة من المخدرات المختلفة، وعدد كبير من المتورطين فى الجرائم، بينهم أشخاص رفيعو المستوى داخل تلك المنظمات الإجرامية.

وكشفت الأجهزة الأمنية عن قيامها بتسعة وعشرين تحقيقًا جنائيًا، شاركت فيه دول أعضاء وأخرى من خارج الاتحاد الأوروبى؛ استهدفت خلاله على وجه التحديد شبكات إجرامية كبيرة تمثل تهديدًا خطيرًا لأمن الاتحاد الأوروبى، مثل تلك التى تستخدم الفساد والعنف باستخدام الأسلحة النارية غالبًا ولديها القدرة على استيراد كميات كبيرة من المخدرات.

وأدت التحقيقات إلى اعتقال 197 عضوًا مشتبها به فى منظمات إجرامية من 34 جنسية، كان من بين المعتقلين ما يصل إلى 33 اكتشفوا  بالتعاون مع الشبكة الأوروبية، و6 أعضاء رفيعى المستوى فى الشبكات الإجرامية، كما أجريت 114 عملية تفتيش للمنازل والعديد من المضبوطات.

بلغ مجموع المضبوطات ما يقرب من 5 أطنان من الكوكايين، وأكثر من 3 أطنان من الحشيش، و1.7 طن من الهيروين، و53 كيلوجرامًا من المخدرات التخليقية، و28 سلاحًا ناريًا، و57 مركبة، وأكثر من 4 ملايين يورو نقدا، وعقارات تقدر قيمتها بنحو 12 مليون يورو، وما يقرب من 10 ملايين يورو فى حسابات مصرفية مجمدة.

وفى نفس التوقيت تقريبا كانت العمليات المشتركة تجرى على قدم وساق بدولة البرازيل، حيث احبطت عملية دولية كبرى ضد مجموعة إجرامية منظمة تهرب الكوكايين بين البرازيل وأوروبا، وأسفرت نتائجها عن سقوط زعيم العصابة نفسه والمسمى بكارتال البلقان، والعديد من المتورطين، الذين ربطتهم التحقيقات بالعديد من المضبوطات.

كارتال البلقان

وتبين من التحقيقات أن الجماعة الإجرامية المستهدفة، معروفة بشبكتها المعقدة الممتدة على جانبى المحيط الأطلسى، متورطة فى تهريب الكوكايين على نطاق واسع من أمريكا الجنوبية إلى وجهات أوروبية مختلفة، وعلى مدار عام ونصف، تعاونت السلطات فيما بينهم ضمن عملية سميت بكارتال البلقان، جمعت خلالها السلطات المعلومات الاستخباراتية لتحديد خيوط التحقيق ضمن فريق يضم سلطات إنفاذ القانون من 11 دولة.

وفى الساعات الأولى من يوم 5 أكتوبر، تم تنفيذ سلسلة من المداهمات فى مواقع مختلفة فى البرازيل، ونتيجة لذلك قبض على 16 متهمًا تابعين للمنظمة الإجرامية، كان من أهمهم زعيم العصابة الصيربى الجنسية، والذى يعتبر أهم الأهداف وصيد ثمين لدوره فى تنظيم العديد من شحنات المخدرات بين القرات.

وتمكن المحققون البرازيليون من ربط هذه العصابة الإجرامية بضبطتين كوكايين حديثتين، واحدة من 5.7 طن من الكوكايين على متن سفينة صيد فى الرأس الأخضر فى ابريل، والثانية من 1.3 طن من الكوكايين على متن سفينة صيد فى فورتاليزا، البرازيل، فى أغسطس وتم القبض على 12 مشتبها به بينهم  10 مواطنين برازيليين ومواطنين من الجبل الأسود.

أيضا فى إسبانيا تمكنت الشرطة الوطنية، من تفكيك شبكة إجرامية متورطة فى تهريب المخدرات وغسل مبالغ كبيرة من الأرباح الإجرامية، يقودها  مواطنون ألبانيون وكانت نشطة فى إنتاج وتهريب الماريجوانا، ولكنها نظمت أيضا أنشطة غسيل أموال واسعة النطاق لمنظمات تهريب المخدرات.

حوالات سرية

استخدم المجرمون ما يسمى بنظام الحوالة للخدمات المصرفية السرية، بينما كانوا يعملون بشكل وثيق مع المواطنين الصينيين، وأدت إجراءات إنفاذ القانون إلى 27 عملية اعتقال فى عموم إسبانيا فى أليكانتى وبرشلونة ومدريد وملقة وإشبيلية وفالنسيا؛ و مصادرة ساعات ومجوهرات فاخرة تقدر قيمتها بأكثر من 400 ألف يورو؛ ومصادرة سيارات فاخرة وهواتف محمولة مشفرة ومبلغ نقدى قدره 615 ألف يورو.

وقدر المحققون أن الشبكة الإجرامية قامت بغسل أكثر من 65 مليون يورو من أنشطة تهريب المخدرات فى أقل من عام واحد، بين مايو 2020 ومارس 2021 فقط، ولعب المواطنون الصينيون دورًا رئيسيًا فى هذه الأنشطة الإجرامية من خلال غسل كميات كبيرة من الأصول الإجرامية من خلال أعمال تجارية قانونية.

أكدت الشرطة أن تلك المبالغ الكبيرة كانت تمر أولا عبر هذه الهياكل القانونية ثم تعوض فى مكان آخر، وأخيرا، تصل الأصول الإجرامية إلى بلد المنشأ ثم تستثمر هناك، وكانت «الحوالات»، من أصل ألبانى، يعملون ككيان مصرفى غير قانونى؛ حيث نفذوا التحويلات وأخفوا مبالغ كبيرة من المال من بيع المخدرات.

وحول تلك العمليات أكد اليوروبول؛ أن سلسلة الاعتقالات فى البرازيل تمثل انتصارًا كبيرًا فى الحرب ضد الجماعات الإجرامية فى غرب البلقان العاملة فى جميع أنحاء العالم، كاشفين أنهم قدموا تطويرًا وتحليلا مستمرًا للاستخبارات لدعم المحققين الميدانيين فى البرازيل والوكالات المشاركة فى العملية.

وأكد اليوروبول أن مشاركته فى العمليات وتيسير تبادل المعلومات بين وكالات الشرطة، يأتى ضمن استراتيجية الاتحاد الأمنى للاتحاد الأوروبى لتوفير بيئة أمنية وحماية الأوروبيين من الإرهاب والجريمة المنظمة، ونظام بيئى أمنى أوروبى قوى. ولتحقيق هذه الأهداف، تلقت الإجراءات التى نفذت فى هذا الإطار تمويلا مشتركًا من الاتحاد الأوروبى كجزء من الدعم المقدم للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى فى مكافحة الشبكات الإجرامية التى تشكل أهم التهديدات لسلامة وأمن مواطنى الاتحاد الأوروبى ككل.

اقرأ أيضا : إحباط عملية لتهريب المخدرات من لبنان إلى أوروبا 


 

;