«تلك البلاد» قصيدة للشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام

قصيدة للشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام
قصيدة للشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام

يَحكونَ

أنَّ بلادًا خيرُ مَنْ فيهَا

لمْ يلقَ في حِضْنِهَا

إلَّا مَنَافِيهَا

مليكُهَا

مَا رأى في النَّوْمِ

سُنْبَلَةًخضراءَ

تَبْسِمُ يومًا في فَيَافِيهَا

 

يتلُو النَّهَارُ بها

حُبًّا لَهَا سُوَرًا

واللَّيْلُ

يمحُو مِرارًا ما تَلَا فِيهَا

 

وَقِيلَ

إنَّ رِيَاحًا

جَوَّهَا عَبَرَتْ

لمَّا رَأتْهَا اسْتَرَابَتْ

مِنْ خَوَافِيهَا

 

قَالَتْ لِسُحْبٍ

وَكَفُّ الرِّيحِ تَدْفَعُهَا

إذَا مَرَرْتِ بِهَا

خَيْرٌ تَلَافِيهَا

 

يُقَالُ

إنَّ نَهَارًا

كَانَ يَعْشِقُهَا

أرْسَى سَفِينًا كَثِيرًا

في مَرَافِيهَا

 

لَكِنَّ

كَفَّ ظَلامٍ

ظَلَّ يَخنُقهُ

فانداحَ من قلبها

حتَّى حوافيهَا

 

كَمْ من رجالٍ لها

في أرضها قُبِرُوا

وليسَ ثمَّ

دموعُ الغَيثِ تكفيها

 

مَا التَفَّ أيتَامُهَا

يَوْمًا بِقِدْرِهِمُ

إلَّا وهبَّتْ رياحُ الغَدرِ

تَكفيهَا

 

لَهَا دموعٌ

على الخدَّينِ دَائِمَةٌ

لَكِنَّهَا تَسْتَحِي مِنَّا

فَتُخْفِيهَا

 

بالطَّيِّبَاتِ

تَمُدُّ الكَفَّ مُشْرِقَةً

وَلَمْ تَضَعْ غَيْرَ مُرِّ الصَّبْرِ

في فِيهَا

 

تَظَلُّ

مَهْمَا اكْتَوَتْ بِالنَّارِ

بَاسِمَةً

عَلَى يَقِينٍ

بِأنَّ اللهَ كَافِيهَا

 

عَشَاقُهَا كُثُرٌ فِي الأرْضِ

مُذْ خُلِقَتْ

فَلَيْسَ ذُو هِمَّةٍ

إلَّا يُصَافِيهَا

 

تلكَ البلادُ

لهَا في الدَّهْرِ منزِلَةٌ

مهمَا تعاظَمَ

مَنْ بالجَهْلِ يَنْفِيهَا

 

كَأنَّهَا الشَّمْسُ

لا تَنْفَكُّ سالِمَةَ

مَنْ يُطفئُ الشَّمسَ يومًا

سَوْفَ يُطْفِيهَا