نبض السطور

التاريخ يتكلم ويكشف المؤامرة

خالد ميري
خالد ميري

مصر على قلب رجل واحد والشعب يثق فى قيادته

لا تصفية للقضية الفلسطينية ولن يكون ذلك على حساب مصر

مصر الكبيرة جمعت العالم فى قمة السلام.. والرسالة وصلت

الريادة للإعلام المصرى.. ورقة التوت سقطت
عن إعلام الغرب.. والإخوان فى خدمة الصهاينة

الجمعة الماضى كانت مصر على موعد مع مظاهرات مليونية حاشدة.. الشعب المصرى على قلب رجل واحد.. جميعنا مع القضية الفلسطينية العادلة ونفوض قائدنا وزعيمنا الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لحظة تاريخية فارقة.. الأحداث تشتعل فى غزة والاحتلال يصب الزيت على النار.. لكن الهدف النهائى لهذه العملية الإجرامية بدا واضحاً لكل صاحب قلب ولو كان أعمى أنه مصر.
مصر هى الهدف.. التاريخ يرسل إشاراته قوية.. والشعب المصرى فهم الرسالة واستوعبها، ولهذا كان الالتفاف حول قيادتنا ودولتنا فرض عين وليس خياراً أو اختياراً.


بعد سنوات الاستعمار الطويلة استعادت مصر قوتها وريادتها فى سنوات قليلة مع محمد على.. انطلقت النهضة المصرية الحديثة فتكالبت كل قوى الاستعمار ضد مصر.. فاحتلال دول المنطقة ونهب ثرواتها لا يمكن أن يتم ومصر قوية.. توالت المؤامرات وصولاً إلى اتفاقية لندن ١٨٤٠ التى أُجبر محمد على بعد هزيمة جيشه على قبولها ليعود بجيشه داخل حدود مصر وتعربد قوى الاستعمار فى منطقتنا العربية.. ومع انطلاق الحروب العالمية الأولى والثانية توالت مؤامرات الاستعمار بإطلاق وعد بلفور واتفاقية سايكس − بيكو لتقسيم المنطقة.. واكتملت المؤامرة بنكسة ١٩٤٨ وإقامة دولة إسرائيل فى قلب منطقتنا العربية.
ومن جديد عادت مصر لتنفض عنها سواد الاحتلال فى ثورة يوليو المجيدة بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر.. مصر قادت حركات التحرر العربى والأفريقى وبدأت تبنى نهضة جديدة.. فكان الاستعمار بالمرصاد.. لتُواجه مصر بالعدوان الثلاثى ١٩٥٦ وبعدها النكسة عام ١٩٦٧.. لكن مصر الكبيرة لا تستسلم.. فى ٦ سنوات استعادت قوتها وعزيمتها.. وببطولات شعبها وجيشها تحقق النصر المبين فى حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣.. نصر انطلقنا بعده للسلام وبقيادة الزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام، استعدنا كامل ترابنا وعادت سيناء كاملة لنا.. وكان السلام ومازال عقيدة راسخة.


بعدها عاشت مصر سنواتٍ من الاستقرار.. لكن محاولات قوى الاستعمار لم تتوقف.. وكانت سيناء الأرض المصرية الطاهرة هدفهم.. وعرض نتنياهو على الرئيس الراحل حسنى مبارك تسليمه قطعة من جسد سيناء الطاهر لتهجير أهل غزة إليها.. وكان رده القاطع.. انسي.. لتدور الأيام وتدفع مصر ثمناً غالياً فى أحداث ٢٠١١ − الخريف العربى− ويخسر اقتصادها ما لم يخسره من قبل.. مبالغ تجاوزت ٤٥٠ مليار دولار.. وتعانى مصر وشعبها الأهوال مع وصول جماعة إخوان الإرهاب إلى الحكم.. الجماعة المنظمة التى أسستها المخابرات البريطانية قبل ٩٥ سنة لضرب وحدة شعب مصر وخدمة أغراضهم الخبيثة.. وقتها وافق محمد مرسى رئيس الإخوان وجماعته على التنازل عن جزءٍ من سيناء لإسرائيل لتهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية.. مؤامرة فضحها الرئيس الفلسطينى محمود عباس.. الإخوان وافقوا على بيع مصر فى مزاد الاستعمار والفلسطينيون هم من رفضوا التنازل عن أرضهم وشرفهم ودماء الآباء والأجداد.


الجيش المصرى وقتها بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع كان بالمرصاد للمخطط الجهنمى.. وصدر قرار بمنع تملك أو انتفاع أى أجنبى لذرة رمل واحدة من أرض سيناء.. الأرض الطاهرة التى تشربت بدماء الشهداء الأبرار من الجيش والشعب المصرى.. الأرض الطاهرة التى تجلى فوقها رب الأرض والسماء.. والتى تكلم فوق ثراها ربنا سبحانه وتعالى.


بعدها خرج الشعب المصرى فى ثورته العظيمة ٣٠ يونيو ليسترد دولته من جماعة إخوان الإفك.. وانحاز الجيش إلى شعبه بقيادة الزعيم البطل المشير عبدالفتاح السيسى.. لتتحرر مصر من حكم جماعة الإرهاب.. وبعدها يختار الشعب المصرى بإرادته الحرة زعيمه عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية بأغلبية كاسحة.


وفى ٩ سنوات مع الرئيس السيسى حققت مصر ما كان يظنه الصديق قبل العدو مستحيلاً.. نهضة شاملة فى كل المجالات.. صناعة وزراعة وتعمير وقضاء على العشوائيات ومواجهة للفقر والبطالة.. نهضة فى الصحة والتعليم ورعاية الشباب والنساء والشيوخ.. نهضة فى تحديث وتقوية الجيش العظيم وتعمير سيناء، وكل شبر من أرض الوطن.
نهضة واكبها حرب شاملة على الإرهاب الأسود الجبان حتى تم دفن كلاب النار تحت رمال مصر الطاهرة.. مصر استعادت ريادتها ودورها عربياً وأفريقياً وعالمياً.


ورغم الحرائق المشتعلة حول كل حدودنا فى ليبيا والسودان وفلسطين المحتلة والصراع على ثروات الغاز والبترول بالبحر الأبيض المتوسط .. استعادت مصر أمنها كاملاً واستكملت مسيرة البناء لجمهوريتها الجديدة وتوفير الحياة الكريمة لكل شعبها.. حدث ذلك أيضاً رغم الهزة الاقتصادية الكبرى التى ضربت العالم ومصر بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية.
بعدها بدا واضحاً لكل صاحب قلبٍ حى .. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الحالية أن مصر كانت وستظل مُستهدفة.. تقارير اقتصادية لمؤسسة موديز وصندوق النقد الدولى ضد مصر.. والاتحاد الأوروبى يصدر بياناته للتدخل فى شئوننا الداخلية وقضائنا المستقل.. مع كل صباح تقرير جديد لا يستهدف إلا مصر وشعبها.. وكتائب إخوان الإرهاب الإلكترونية تمارس جرائمها وترويج الفتن والأكاذيب والشائعات ليل نهار.. دولتنا هى الدولة الوحيدة فى العالم التى يستهدفها هذا الكم من الشائعات والأكاذيب ليل نهار عبر قنوات مُوجهة ووسائل التواصل الاجتماعى.


بعدها استيقظنا يوم ٧ أكتوبر على عملية حركة حماس وهى تضرب إسرائيل فوق أرضها.. شعب محتل من حقه الدفاع عن نفسه وأرضه.. لكننا فى عالم لا يعرف إلا لغة القوة ومعايير مزدوجة كما لم يحدث من قبل.. وبدأ الدعم الأمريكى والأوروبى لإسرائيل على الفور.. وانطلقت آلة الحرب الإسرائيلية تقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتهدم المنازل فوق رءوس أصحابها الأبرياء. ليسقط ٥ آلاف شهيد فلسطينى وآلاف المصابين فى أقل من أسبوعين.. وترددت سراً ثم علناً خطة إسرائيل المدعومة من أصدقائها لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهل غزة قسراً إلى مصر وفى مرحلة لاحقة تهجير أهل الضفة إلى الأردن..

ليستغل المحتل الإسرائيلى عملية حركة حماس لفرض أجندته وتصفية القضية الفلسطينية فى نكبة جديدة تفوق نكبة ١٩٤٨ واتفاقية جديدة تفوق اتفاقية سايكس − بيكو لتقسيم المقسم وتقطيع أوصال وطننا العربى.
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى كانت القيادة المصرية فى قلب الحدث.. الرئيس السيسى يتابع التطورات منذ اللحظة الأولى فى غرفة القيادة.. والتحركات المصرية والاتصالات بدأت فوراً لوقف جنون الحرب والإبادة للشعب الفلسطينى.


مصر استقبلت كل قادة العالم وجميعهم اتصلوا بالرئيس السيسى وكان موقفنا واضحاً عبر عنه قائدنا لأمريكا وكل قادة العالم.. إسرائيل تجاوزت حق الدفاع عن النفس إلى عقابٍ جماعى لمواطنين أبرياء فى وطنهم المحتل.. وأن التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر لن يتم− هذا خط أحمر− لا يمكن تجاوزه.. سيناء مصرية كانت وستظل.. ونقل الفلسطينيين لسيناء يعنى نقل المواجهة العسكرية لسيناء ودخول مصر فى الحرب.. وأننا لا نقبل تصفية القضية الفلسطينية ولا حل إلا بالسلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.


وبعد تسويف ورفض إسرائيلى طويل.. وفرضٍ للحصار الكامل على غزة وتجويع وقتل الشعب المحتل البريء .. نجحت مصر فى فرض إرادتها بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية من ماء وغذاء وأدوية وخيام لأهالينا فى فلسطين لإنقاذ الأبرياء من حرب مجنونة تزهق أرواحهم ليل نهار.. وقبلها كانت مصر والأردن وفلسطين رفضوا جماعة عقد قمة مع الرئيس الأمريكى فى عمان.. فما فائدة القمة وآلة القتل الإسرائيلية تعمل ليل نهار.


بعدها نجحت مصر بثقلها الدولى الكبير فى استضافة قمة السلام فى عاصمتها الإدارية الجديدة بالقاهرة.. حضر العرب جميعاً وشاركت كل دول العالم.. مشاركة واسعة تكشف حجم ودور وقوة مصر.. العالم استمع لكلمة رئيس مصر قاطعة.. لا تصفية للقضية الفلسطينية ولن يحدث ذلك أبداً على حساب مصر.. العالم استمع لقادة العرب يناصرون شعبهم الفلسطينى.. وبدا واضحاً الاتفاق الدولى على إدخال المساعدات بشكل مستدامٍ للفلسطينيين فى غزة وأنه لا سلام بالمنطقة إلا بالحل العادل الذى يطبق الشرعية الدولية بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان معاً فى سلام.. فبغير ذلك ومع استمرار قرارات الشرعية الدولية مجرد حبرٍ على ورق ستظل النار مشتعلة.
مصر الكبيرة نجحت فى أن تجمع العالم بالقاهرة.. فاحترقت قلوب الصهاينة والإخوان بغيظهم.. وانطلقت شائعاتهم وأكاذيبهم لكنها إلى قلوبهم ارتدت وستظل ترتد.
رسالة مصر القوية كانت واضحة − رسالة سلام للعالم − رسالة لوقف الحرب.. العالم يتسع لنا جميعاً.. ضمير العالم يجب أن يستيقظ .. ازدواجية المعايير يجب أن تنتهى.. رسالتنا السلام من مصر بلد السلام.
قادة الغرب ما زالوا فى انحيازهم الأعمى لإسرائيل.. التى تقتل الأبرياء يومياً ومشاعرهم متحجرة.. حتى أوروبا التى كانت أحيانا ما تنحاز للإنسانية تماهى موقفها مع الموقف الأمريكى بدعم إسرائيل بلا حدود.. وعرقلة أى قرارٍ من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار ليستمر سقوط الشهداء الأبرياء كل يوم.


ومنذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى سقطت ورقة التوت عن الإعلام الغربى ومنظماته لحقوق الإنسان.. انحياز كامل يفتقر لأى مهنية وموضوعية للعدوان الإسرائيلى.. ومحاولة تبريره بأكاذيب فاضحة كما فعلت بى بى سى وغيرها من القنوات الشهيرة.


يكذبون ويروجون للباطل ثم يعتذرون بعد أن يستقر الباطل.. هذا نهج الإعلام الغربى.. أما منظماتهم لحقوق الإنسان فلا إدانة للعدوان الهمجى وقتل الأطفال والنساء.. هدفهم الوحيد ترويج أكاذيبهم عن دولنا العربية لترويج أجندتهم السياسية ونشر الشذوذ الجنسى وأفكارهم المنحرفة. ورغم هبة شعوب العالم لنصرة أهل غزة الأبرياء.. لكنهم يتجاهلون تغطية هذا الحشد العالمى.
هنا كانت مصر على الموعد أيضاً.. قناة القاهرة الإخبارية وقنواتنا المصرية تصدرت الحدث.. الشعب المصرى والعربى ينتظر الحقيقة من القاهرة الإخبارية.. نقل حى للأحداث والحقائق وكشف للجرائم الإسرائيلية والقتل الوحشى للأبرياء الفلسطينيين.. نجح الإعلام المصرى وعاد لريادته المُستحقة.


نتانياهو يخشى وقف الحرب البرية حتى لا يتم مساءلته والغرب المنحاز لا يتدخل لمجرد طلب وقف إطلاق النار.. لكن مصر ستظل تقوم بدورها لنصرة الأشقاء فى فلسطين.. وقوفاً مع الحق  والعدل، والله غالب على أمره.


الشعب المصرى على قلب رجلٍ واحدٍ خلف قيادته السياسية.. ولهذا عادت كتائب إخوان الإرهاب لتنفذ أجندة الصهيونية العالمية لمحاولة اختلاق الأكاذيب ونشر الشائعات.. لا دين لهم ولا وطن لهم.. يخدمون من يدفع لهم.. لكن الشعب المصرى يعرف الحقيقة كاملة.. الشعب فى رباط إلى يوم الدين.. يثق فى حكمة وقوة وقدرة قائده الرئيس السيسي.. وجميعنا معه حفاظاً على كل حبة رمل من أرضنا الطاهرة ودفاعاً عن الشعب الفلسطينى الشقيق.


حفظ الله فلسطين
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها