عندما استنسخت المقاومة الفلسطينية روح أكتوبر 73 فى يوم 7 أكتوبر الجارى، تذكرت الخداع الاستراتيجى المصرى لإسرائيل والذى قلب الموازين فى المنطقة، وأدركت قيمة الكرامة وحلاوة النصر، واسترداد الأرض من المغتصب.
وعندما حققت المقاومة ضربات مؤلمه فى العمق الاسرائيلى من الاراضى الفلسطينية التى احتلتها فى يونيو 67، وما احدثته فى المجتمع الاسرائيلى من دهشة وذهول، وخسائر افقدت حكامهم توازنهم ودفعتهم الى البكاء لراعيهم الأول والرسمى، فجاءوا مهرولين، وحركوا أساطيلهم ومارسوا أعتى وأخطر آلاتهم العسكرية الباطشة بدك غزة على رءوس أهلها، تذكرت خطاب الجسور المنتصر الراحل أنور السادات فى الكنيست فى 20 نوفمبر 77، فأعدت قراءته، ولتذكير العالم أقتبس منه بعض العبارات:
جئت اليكم على قدمين ثابتتين، لكى نبنى حياة جديدة، ونقيم السلام معا. وطرح الحقائق التالية:
انه لا سعادة لأحد على حساب شقاء الاخرين، إننى اتعامل بوجه واحد وسياسة واحدة، ان المواجهة المباشرة أنجح للوصول الى الهدف، إن دعوة السلام الدائم العادل أصبحت تعبيرا واضحا لإرادة المجتمع الدولى، وإن الامة العربية لا تتحرك فى سعيها نحو السلام الدائم من موقف ضعف او اهتزاز، إن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة لم تعد موضع تجاهل او انكار حتى من أمريكا حليفكم الأول والتى تحمل قمة الالتزام لحماية وجود إسرائيل وامنها والتى قدمت وتقدم لكم كل عون مادى ومعنوى وعسكرى اختارت أن تواجه الحقيقة وتعترف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وان القضية الفلسطينية هى لب الصراع، وأن السلام لن يتحق بدون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه وإقامة دولته، وطالما بقيت معلقة دون حل فإن النزاع سوف يتزايد ليبلغ أبعادا جديدة.
● التاريخ يعيد نفسه
عندما حقق الجيش المصرى نصره الساحق فى حرب السادس من أكتوبر صرخت جولدا مائير طالبة العون والمدد من أمريكا، وعندما أذهلت المقاومة الفلسطينية صلف نتنياهو استصرخ بايدن، ومن صفحته اقتبس:
تحدث نتنياهو مع الرئيس بايدن عدة مرات، الذى أعاد التأكيد على وقوف أمريكا إلى جانب إسرائيل ودعمها الكامل لحقها فى الدفاع عن نفسها، وشكر نتنياهو الرئيس الأمريكى على دعمه موضحًا أنه يجب خوض معركة قوية طويلة ستنتصر إسرائيل فيها.
نتنياهو مخاطبًا الرئيس بايدن خلال حديثهما: أشكرك على دعمك المتواصل وعلى كل المساعدات الأمريكية، إن العاطفة التى أبداها الأدميرال كيربى أثرت على قلب الشعب فى إسرائيل فى صميمه، وكان ذلك مؤثرًا للغاية، وقد رمز إلى مدى التزامك والتزام إدارتك والتزام الشعب الأمريكى بإسرائيل.
نتنياهو لجو: لقد تعرضنا فى يوم السبت لهمجية لم يشهدها العالم منذ الهولوكوست، حيث تم ذبح مئات الأشخاص، وتم قتل عائلات بأكملها فى بيوتها، وتم اغتصاب النساء لم نشهد مثل هذه الهمجية على مدار تاريخ إسرائيل.
● وتبادلت سارة نتنياهو والسيدة جيل بايدن الرسائل منذ اندلاع الحرب، ففى رسالة كتبتها السيدة بايدن بخط يدها: سارة، مثل الكثير من الأمريكيين، أشعر بقلق عميق تجاه شعب إسرائيل، الذين يواجهون هجومًا إرهابيًا.
وكتبت سارة نتنياهو إلى السيدة بايدن: رسالتك بمثابة شعاع الضوء. كلماتك دخلت وأدفأت قلبى المكسور، أنا وبيبى نقدر ذلك كثيرًا.
