تفاصيل حيثيات الحكم بالمؤبد فى إعادة محاكمة عضو بتنظيم «داعش ليبيا»

المستشار محمد السعيد الشربينى
المستشار محمد السعيد الشربينى

أودعت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ المنعقدة بمجمع المحاكم بمأمورية استئناف مركز الإصلاح والتأهيل بدر، حيثيات الحكم بالمؤبد فى إعادة محاكمة المتهم تامر المسعودى عضو تنظيم داعش ليبيا».

صدرت حيثيات الحكم برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، وعضوية المستشارين غريب عزت ومحمود زيدان، والطاهر رفيق وكيل النائب العام، وأمانة سر ممدوح عبدالرشيد وأحمد مصطفى.

اقرأ ايضاً| ضبط المتهمين باقتحام فيللا رجل أعمال وسرقتها بكرداسة

قالت المحكمة فى حيثيات حكمها إن وقائع القضية حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من مطالعة الأوراق وما حوته من استدلالات وتحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل فى أن جماعة إرهابية بدأ ظهورها عام2006، خرجت من عباءة تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، واتخذت لنفسها اسم داعش وهو الاختصار الحرفى لدولة إسلامية فى العراق والشام، ومن تسعى للسيطرة على مساحات واسعة لإقامة تلك الدولة الإسلامية وتتبعها عدة إمارات فى دول إسلامية وعربية ومن بين أعضاء هذه الجماعة الذين يعملون لمصلحتها المتهمين عماد أحمد عبد السلام الورفلي، ومفتاح أحمد عبد السلام الورفلي، وعياد أحمد عبد السلام الورفلي، ومروان الغريب، وهم ليبيو الجنسية، وتامر رمضان عبد الحفيظ إبراهيم ويكنى تامر المسعودي، يعاونهم أعضاء كتيبتهم المسلحة التابعة للجماعة عقدوا العزم على القيام بتجارة آثمة هى خطف المصريين العاملين بدولة ليبيا واحتجازهم وتعذيبهم بدنياً بغرض حمل ذويهم على دفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم لتمويل الجماعة بالمال.

وأضافت الحيثيات أن المتهم محمد رجب عبد الواحد وهو مصرى الجنسية، سعى للعمل لدى المتهمين ، وتفاهم معهم وتحدد دوره بأن يقوم بجمع المعلومات عن المصريين العاملين بدولة ليبيا وإمدادهم بها تمهيداً لخطفهم واحتجازهم والتعدى عليهم بغرض الحصول على فدية من أهلهم لإطلاق سراحهم، وقد اشترك معه فى هذه الجريمة المتهمون من الثانى للخامس بطريقى الاتفاق والمساعدة بأن اتفقوا معه على أن يقوم بجمع معلومات عن المصريين العاملين بدولة ليبيا وإمدادهم بها، وساعدوه بأن أمدوه بوثائق سفر المصريين المخطوفين وأرقام هواتف ذويهم لجمع المعلومات عنهم لتقدير مبالغ الفدية واستلامها وإرسالها إليهم.

وأكدت الحيثيات أن الجريمة وقعت بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة فقد حدث فى نهاية عام ٢٠١٦ أن كان المجنى عليهم اتخذوا طريقهم نحو دولة ليبيا بحثاً عن الرزق، فتسللوا من الحدود الغربية للبلاد عبر طرق ودروب غير شرعية، وتبادل أشخاص نقلهم من مكان لآخر حتى وصلوا إلى السلك الشائك الفاصل بين الحدود المصرية والحدود الليبية، حيث تسلمتهم مجموعة أخرى من المسلحين الليبيين وتوجهوا بهم إلى مخزن كبير فى الصحراء، وجرى تسليمهم من مجموعة إلى أخرى، ومن مخزن إلى آخر على مدى إحدى عشر يوماً، وحال تنقلهم بين المخازن الكائنة فى الأراضى الليبية على نحو ما سبق اختطفهم بالقوة عدد من الليبيين يرتدون زياً عسكرياً ويحملون أسلحة آلية وأخبروهم أنهم يتبعون تنظيم داعش، وأنزلوهم من السيارة بغرض إيذائهم وإلقاء الرعب بينهم وتعريض حياتهم وحقوقهم وحرياتهم وأمنهم للخطر، واحتجزوهم فى أحد المقرات التابعة لهم بمنطقة بنى وليد الليبية، وأحكموا وثاقهم وكبلوهم بالأصفاد واحتجزوهم قرابة الخمسة أشهر تحت التهديد بالقتل والأذى الجسدى والنفسى حال حملهم أسلحة نارية، وأنزلوا بهم من العذاب صنوفاً، فنزعوا عنهم أرديتهم، وكشفوا عوراتهم، وكبلوهم بقيود حديدية (جنزير) وقيدوهم خلف ظهورهم، وضربوهم بالعصا، وأجبروهم على شرب بولهم، وهتكوا عرضهم  فما كان من ذويهم إلا أن استدانوا وباعوا ما لديهم ليجمعوا ثمن إنقاذ أبنائهم 120 ألف جنيه هى ثمن حياة جديدة لهؤلاء وقد نتج عن هذه الجريمة الإرهابية وفاة المجنى عليه محمد جاد الذى لم يتمكن نجله من تجهيز كامل مبلغ فديته المطلوبة والتى تبلغ 71 ألف جنيه، استطاع أن يدبر منها 31 ألف جنيه أعطاهم للمتهم عبد الحميد النبوى محمد عبد الله (السابع) أحد شركاء الخاطفين فى مصر لتحويلها إليهم كطلبهم، إلا أن ذلك القدر اليسير من المال لم يشبع نفوسهم، فدلف إليه المتهمون (الثاني) عماد أحمد عبد السلام، و(الثالث) مفتاح أحمد عبد السلام، و(الرابع) عياد أحمد عبد السلام وانهالوا عليه ضرباً لإجبار أهليته على استكمال السداد ولإرهاب الباقين بأنهم سيلاقون ذات المصير حال تقاعسهم عن السداد.

وأشارت الحيثيات إلى أن المتهم الأول محمد رجب عبد الواحد لم يكن فقط هو الذى يتولى جمع مبالغ الفدية من أهلية المجنى عليهم، بل كان يسبقه فريق آخر فى مصر يجمع ويتلقى مبالغ الفدية من أهلية المخطوفين على زعم أنهم أصحاب مكاتب تحويلات ثم ينقلونها للمتهمين أعضاء تنظيم داعش الإرهابى ومن هذا الفريق المتهم السادس تامر رمضان عبد الحفيظ إبراهيم واسمه الحركى «تامر المسعودي» الذى أمد المتهم الخامس بالأموال التى يقوم بتحصيلها من المصريين المخطوفين.