وصفها بأنها مخطط صهيونى...

اللواء سمير فرج يعلق على دعوات النزوح من غزة إلى سيناء

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية

موقف القاهرة تاريخى وثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية وتخفيف المعاناة عـن الأشقاء

ستبقي فلسطين دائما في قلب مصر .. وستبقي القضية الفلسطينية محط أنظار المصريين .. ومنذ عام 1948 ومصر لها موقف تاريخي لا يتغير تجاه الأشقاء .. وسعت مصر إلي تخفيف المعاناة عن الأشقاء .. وقد حظيت القضية الفلسطينية باهتمام كبير في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ولم تتوقف مساعدات الشعب المصري للفلسطينيين خاصة في مشروع إعادة إعمار غزة عام 2021 بعد القصف الإسرائيلي علي قطاع غزة ..

ولم تتوقف الاتصالات بين الرئيس السيسي والقادة العرب والأجانب لوضع حد للعدوان الإسرائيلي علي القطاع الذي خلف العديد من الضحايا وتسبب في مقتل المئات من الأبرياء منذ نحو 4 أيام وتوعد تل أبيب بالانتقام من غزة وتسويتها بالتراب .

أثارت التصريحات التى خرجت من جيش الاحتلال الإسرائيلى ناصحًا أهالى غزة بالنزوح لسيناء للهروب من الحرب، غضب الأوساط المصرية واصفين إياها بأنها مخططات صهيونية لتحقيق حلمهم القديم وأن القيادة السياسية لن تسمح بذلك وستقف لها بالمرصاد.

فى البداية عبر الخبير الاستراتيجى اللواء سمير فرج، عن استيائه من الدعوات العبرية فى الفترة الأخيرة والتى تحث الفلسطينيين فى قطاع غزة على النزوح إلى سيناء تحت شعار النجاة من المعركة، وشدد على أن الشعب المصرى بكل أطيافه يرفض المساس بالحدود المصرية وظهر ذلك منذ الإعلان عن تلك الأمانى.

وأكد أنه على الفلسطينيين أن يحافظوا على كل شبر من أراضيهم والدفاع عنها وعدم تركها للعدو، وأن الجانب الصهيونى يريد تطبيق تلك الفكرة بنقل أهالى غزة لسيناء وهذا معناه موت القضية الفلسطينية وهذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى يبحث الآن عما يحفظ ماء وجه الكيان الصهيونى، والحفاظ على منصبه الذى زلزل من تحت قدميه بعد العملية الفلسطينية.

وأوضح أن هذه العملية أثبتت فشل الجيش الإسرائيلى واستخباراته فالهجوم الفلسطينى الذى فاجأ الجميع كان جوًا وبحرًا وبرًا فأين كان جيش الدفاع الإسرائيلى من كل هذا بالرغم من الهالة الإعلامية حوله وحول أجهزة استخبارات الدولة العبرية؟.

وأوضح أن المسألة هذه المرة مختلفة؛ فمصر بها العديد من اللاجئين وتحتضن من عدة جنسيات كالسوريين والسودانيين ولكن الوضع هنا مختلف لأن الكيان الصهيونى يريد إزاحة اهل الأرض الأصليين بلا رجعة وتفريغ القضية من مضمونها بلا رجعة.

وأكد السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الفلسطينيين وخاصة أهلنا بغزة هم أكثر الناس حرصًا على أراضيهم ومتمسكون بها ولن يتركوها أبدًا، ولن يستجيبوا لأى محاولات لدفعهم لترك أرضهم، وأن مصر تسعى دائمًا لتوجيه كافة المساعدات الإنسانية لأهلنا بفلسطين.

وشدد حجازى على أن الشعب الفلسطينى يظهر يومًا بعد يومًا تمسكه بأرضه حتى أنهم يتمسكون بأنقاض منازلهم ولن يترك أحد منهم أرضه إلا على حساب روحه. وأشار إلى أن مصر تملك من الأدوات ما يتيح لها إدارة هذا المشهد بحكمة واتزان وستسعى مع الأشقاء وكافة الأطراف الدولية والإقليمية لتقديم المساعدة الممكنة لوقف العبث الجارى حاليًا والانتقال بالمشهد لما يحقق الاستقرار قدر الإمكان لأهالى غزة الذين سيحافظون على استقرار أراضيهم وتستطيع مصر بكل تأكيد الوصول لحل يوقف نزيف الدماء لأهلنا بغزة، وكذلك الانتقال لعملية دعم ومساندة إقليمية ودولية والتواصل مع الأطراف لإيجاد أفق سياسى للتأكيد على أن على إسرائيل لن تجد الأمان إلا من خلال الوصول لصيغة للسلام مثلما تحقق مع مصر والأردن وهذا هو المخرج الوحيد وإلا سيتم تكرار ذلك السيناريو مرات أخرى، فالمخرج الوحيد هو ترك الأرض لأصحابها والتعايش فى محيط إقليمى آمن وإلا ستدفع إسرائيل أثمان مواجهة شعب لا يقهر.

وأوضح الدكتور أحمد فؤاد أستاذ الدراسات العبرية، أن مثل هذه الدعوات التى تتمثل فى مشاريع نقل السكان متكررة وسبق إعادة تدويرها أكثر من مرة من قبل الجانب الإسرائيلى فى إطار ما يسمى بصفقة القرن وهى مشروعات نظرية ومحاولات للضغط السياسى باستخدام القوى العظمى، ولكن لدينا قيادة سياسية تجيد التعامل مع الأزمات وغير قابلة للابتزاز وإن كان الجانب الإسرائيلى يحاول اختبار رد فعلنا، فرد الفعل دفع الجانب الإسرائيلى للتراجع عن التصريحات التى أدلى بها المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام الأجنبى وهو برتبة مقدم وذلك بعد دقائق من إعلانها. وأضاف أن التنبيه بعد ذلك من جانب مصر والتأكيد من مصادر رفيعة المستوى ثم تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسى بنفسه من مثل هذه الدعوات وضرورة توخى الحذر منها ، كل ذلك رسالة للجانب الإسرائيلى الذى سيسعى لإيجاد أى ثغرة ينفذ منها مخططه.

وأشار أستاذ الدراسات العبرية إلى أنه لا يمكن لأى دولة أن تترك مفتاح منفذها الحدودى لأحد ومن غير المقبول أن يكون الدخول أو الخروج لأى دولة مفتوحا دون ضوابط وهذا ردا على تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال بأن المنفذ مفتوح وهذا الأمر يراد به الفوضى أولا ؛لأن هذا المنفذ لا يتحمل مرور 2 مليون شخص وأكثر من ٣٠٠ ألف شخص يفرون من الهجمات و ثانيا لأنه أمر يعفى الاحتلال من الفاتورة الأخلاقية والاقتصادية والقانونية، وأخيرا يمكننا القول بأن هذه المحاولة هى مخطط خبيث ولا يمكن المشاركة فيه لأنه تصفية للقضية الفلسطينية وإهانة للتضحيات الفلسطينية والعربية على مدار سنوات وعقود فهل المطلوب حاليا ترك هذه الأرض للاحتلال بعد كل هذا الصمود بالطبع هو حل إسرائيلى مرفوض سواء من الناحية الفلسطينية أو من الأمن القومى المصرى وخاصة أنها ليست المرة الأولى التى تقوم فيها إسرائيل بطرح مثل هذه الأفكار.