عاجل

بـ ..حرية !

لا يأس مع الإيمان

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

كشف «طوفان الأقصى» هشاشة جيش الاحتلال الإسرائيلى، جرف الطوفان الغطرسة الصهيونية، وفضح جبن الجنود الإسرائيليين.. وأثبت الطوفان بأن الفلسطينيين أولى بالعيش فى أراضيهم من المحتلين، وأولى بالدفاع عنها من المتاجرين بالقضية.. فالدول لا تتحرر بأيدى الآخرين، ولا بنوايا المتضامنين والمتعاطفين، ولكن تتحرر بدماء أبنائها، وبصلابة وإرادة شعبها..

السلاح المتطور لا يحسم معركة، ولايكسر إرادة، ولا ينتصر فى حرب.. لكن إيمان المقاتل بالله وبعدالة قضيته، وقوة إرادته وعزيمته واستعداده لبذل روحه فداء لوطنه، هو الذى يحسم المعارك وينتصر فى الحروب.مات ضمير العالم أمام العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، جنود الاحتلال عجزوا عن مواجهة الفدائيين فراحوا يمطرون غزة بالقنابل والصواريخ، ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ العزل ونحسبهم جميعا عند الله شهداء..

أمريكا التى تتغنى بالديمقراطية والحرية، حركت حاملة الطائرات لتستقر أمام سواحل المحتل الإسرائيلى لتثبيت احتلاله لأرض فلسطين ولدعمه فى عدوانه على أهل غزة العزل، دول أوروبا التى لا هم لها إلا إصدار بيانات مغلوطة فى مجال حقوق الإنسان أعلنت تضامنها ودعمها لقتل إسرائيل للمدنيين العزل فى غزة، ولقطع إمدادات الغذاء والكهرباء والمياه للقطاع.

الضمير العالمى مات، ولم يعد هناك أمل فى عودته للحياة.. لكن ستظل روح نصر مصر العظيم فى أكتوبر ١٩٧٣ ملهمة لكل الشعوب المحتلة أراضيها، كما كانت ثورة يوليو المجيدة ملهمة فى التحرر لكل البلدان، وكما كانت ثورة ٣٠ يونيو باعثة للأمل فى نفوس الشعوب التى تم اختطاف بلدانهم من الداخل، وكما كانت جمهوريتنا الجديدة وتجربتنا فى بناء «مصر القوية» ملهمة للشعوب الراغبة فى تقوية أوطانها.

ما يفعله أحرار فلسطين هو الذى سيجبر إسرائيل على إعادة حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، فكما أجبرت انتفاضة الحجارة المحتل الإسرائيلى على اتفاقية «غزة واريحا»، سيجبره «طوفان الأقصى» على الاعتراف بدولة فلسطين.. وتذكروا أن إسرائيل لم تجنح إلى السلام مع مصر إلا بعد أن هزمناها فى ٦ أكتوبر.

لا يأس مع الإيمان.. ولا إيمان مع اليأس.