فى الصميم

إسرائيل.. وثمن الاحتلال!!

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن "أكتوبر" أصبح موعدا معتادا لإسرائيل مع الصدمات المؤلمة والهزائم القاسية. كل العالم ظل يحذر إسرائيل من أن سياستها الغاشمة واستمرار احتلالها للأرض الفلسطينية، وممارساتها العنصرية وجرائمها ضد شعب فلسطين لا يمكن أن تؤدى إلا لانفجار الموقف.

ورغم ذلك ظلت إسرائيل - وهى فى عهدة حكومة زعماء عصابات اليمين- فى تصعيد انتهاكاتها لكل القوانين الدولية التى تمنع الاستيطان وترفض سياسة التهويد وانتهاكات الأماكن المقدسة والتى تدين استمرار الاحتلال العنصرى. وما كان لإسرائيل أن تمضى فى هذا الطريق لولا الدعم الأمريكى والصمت على جرائم الكيان الصهيونى!!

ولم يكن ممكنا أن يستمر القتل الصهيونى اليومى للفلسطينيين بلا رد، ولا أن تصبح ساحات الأقصى المبارك مستباحة من جانب الإسرائيليين تحت حماية الشرطة وبحضور الوزراء المسئولين عن حفظ الأمن!! ولا أن تحرق قرى الضفة الغربية وتقتحم المخيمات فيها ويشيع الشهداء يوميا. ثم تتوقع إسرائيل أن يسود الهدوء ويتحقق لها الأمن!!

بالأمس، وفى أيام الاحتفال بنصر مصر والعرب فى أكتوبر المجيد قبل خمسين عاما.. جاء الانفجار المتوقع من الجميع إلا من حكام إسرائيل!! واقتحم رجال المقاومة كل خطوط الدفاع الإسرائيلى مع غزة، واحتلوا مستوطنات ومواقع عسكرية وأسقطوا المئات بين جرحى وقتلى، وأسروا العشرات كما اعترفت المصادر الإسرائيلية.

وحتى ظهر أمس لم يكن هناك أى تقرير رسمى إسرائيلى عما حدث حتى خرج نتنياهو ليعلن "حالة الحرب"، لأول مرة على الفلسطينيين بعد أن كان الرد فى الحالات السابقة هو الإعلان عن عمليات عسكرية وهو ما يعنى أن الضربة الفلسطينية هذه المرة كانت شديدة، وأن عواقبها على الكيان الصهيونى صعبة، وأن رهانات كثيرة تسقط أمام العالم كله.

 الرهان على استمرار الاحتلال بأقل ثمن كان رهانا خاسرا من البداية وسيبقى كذلك. والرهان على أن القوة الإسرائيلية قادرة على فرض الأمر الواقع على الجميع هو أيضا رهان ساقط من يومه. والرهان على أن ما يسمى السلام الإبراهيمى يمكن أن يحل القضية على حساب الفلسطينيين هو بدوره رهان خائب، والأدهى والأمَر أن يكون رهان الكثيرين هو أن بعض المكاسب الاقتصادية المقترحة يمكن أن تجعل الفلسطينيين ينسون وطنهم أو يتخلون عن دولتهم المستقلة أو قدسهم الأسيرة.

الحقيقة الأساسية التى ينبغى أن تكون واضحة أمام العالم كله أن الاحتلال الإسرائيلى هو المسئول عن انفجار الموقف، وأن من يدعمونه ويحمونه من العقاب هم شركاء فى كل الجرائم التى وقعت.. والتى ستقع!!