أصحــاب النـــــصــــر

اللواء عبد العظيم يوسف: حضرت أكبر معارك الدبابات في العالم

اللواء عبد العظيم يوسف
اللواء عبد العظيم يوسف

«نعم لم نكن نعلم موعد الحرب وساعة الصفر بالرغم من أننا كنا ننتظرها على أحر من الجمر.. يحلم كل منا بلحظة الانتصار أو الشهادة  ففى الحالتين نكون قدمنا كل ما نملك للوطن».. هكذا بدأ اللواء أركان حرب عبد العظيم محمد يوسف أحد أبطال حرب أكتوبر حديثه لـ «أخبار اليوم» بعد أن قدم التحية لكل شهداء الوطن الذين حموا الوطن بدمائهم الزكية.

قال اللواء عبدالعظيم: نكسة يونيو لم تواجه فيها القوات المصرية القوات الإسرائيلية فى قتال حقيقي، وحرب الاستنزاف كانت بداية البطولة في ملحمة أكتوبر 1973 المجيدة، حيث تم إعداد الدولة فيها للحرب وكانت تشمل الإعداد لعمليات هجومية ودفاعية إضافة الى الإعداد السياسي والاجتماعي والاقتصادي للشعب المصري.

وأكد اللواء أركان حرب عبد العظيم محمد يوسف المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا أن الإعداد السياسي قبل حرب اكتوبر لتجميع القوى الذاتية والعلاقات المصرية العربية ساهم فى الانتصار واشاد بالدعم العربى منذ مؤتمر قمة الخرطوم بعد نكسة 1967 والذى اعلن الصمود ومؤازرة مصر وامتد ذلك حتى تحقيق التضامن العربى الكامل فى حرب اكتوبر سواء فى مشاركة القوات العربية أو المقاطعة العربية وتمنى ان تشهد المنطقة العربية حالياً مثل هذه الدرجة من التضامن.

وأشاد بطل حرب أكتوبر بفكرة رفع مستوى الجنود والأفراد فى القوات المسلحة بإشراك أصحاب المؤهلات العليا فى الحرب كجنود لرفع مستوى الوعى والتعامل مع السلاح والأداء القتالى. كما أشاد بالرغبة الاصيلة للجنود والضباط فى القتال والتسابق على التضحية.

وأشار الى وجود أربع مراحل لاعداد القوات المسلحة، أول مرحلة كانت الصمود بعد النكسة مباشرة ورفع الروح المعنوية استعداداً لمرحلة الدفاع، فكانت معركة رأس العش بشرق بورسعيد والتى أدارها أبطال الصاعقة وكبدوا الإسرائيليين خسائر كبيرة وأجبروهم  على الانسحاب، إضافة الى تدمير المدمرة إيلات، والمرحلة الثانية كانت الدفاع النشط بهجمات سريعة وانزال خلف خطوط القوات الإسرائيلية فى سيناء لتكبيدها خسائر والحصول على المعلومات.

أما المرحلة الثالثة فكانت حرب الاستنزاف والتى كانت المرحلة الرئيسية لاستعداد القوات المصرية لخوض الحرب فى أكتوبر والتى أجبرت أسرائيل بسبب الخسائر على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.. وقال: فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ كنت برتبة نقيب قائد سرية دبابات أثناء الحرب لواء ١٤ م /الفرقة ٢١م فى القطاع الأوسط.. حضرت أكبر معارك الدبابات فى العالم يوم ٤ اكتوبر بمنطقة الطالية، ومنذ الحرب وخلال ٥٠ عاماً مرت مصر بمنعطفات كثيرة منها انتشار الإرهاب فى فترة الثمانينيات والتسعينيات فى هذه الفترة تم استهداف السياحة كما حدث فى الاقصر ودهب والأهرامات  فضلاً عن استهداف الكنائس لمحاولة نشر الفتنة الطائفية، وقد تم القضاء على الإرهاب فى هذه الفترة بتضافر والتفاف الشعب المصرى مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

وأشاد بقدرة القوات المسلحة على مواجهة الموجة الثانية من الإرهاب التى ضربت البلاد بعد ثورة 30 يونيو، وهذه الموجة أقوى بكثير من الأولى التى شهدتها القاهرة فى تسعينيات القرن الماضى ونجحت الدولة المصرية فى مواجهة تنظيمات العنف والتطرف، ومصر لم تنجح فقط فى مواجهة العنف ولكنها نجحت كذلك فى رسم خريطة للمواجهة ضمن استراتيجية وضعتها صارت دليلاً لكل من يُريد أن يواجه هذه التنظيمات فى أى مكان من الأرض، وهنا نجحت الدولة فى استهداف قادة العنف وتفكيك بعض التنظيمات المتطرفة. وتبدو استراتيجية الدولة فى مواجهة هذه التنظيمات العتيدة فى الإجرام أكثر عقلاً وحكمة ودليلاً فى الوقت ذاته على قدرتها فى مواجهة العنف والتطرف بصوره وأشكاله المختلفة.
استمرت موجة الإرهاب الحالية 10 سنوات كاملة منذ أن ضربت بجذورها فى البلاد بعد العام 2013،  وهنا واجهت مصر الإرهاب فى وقت زمنى قياسى مقارنة بحجم وقوة هذه التنظيمات التى أطلّت على البلاد فى ظرف تاريخى ربما زادها قوة!

ما قامت به مصر فى مواجهة الإرهاب يحتاج إلى قراءة دقيقة للتجربة واستخلاص نتائجها وعرض نقاط قوتها ثم استنساخ واستدعاء التجربة فى حال تكرار الخطر، ليس فقط لنجاحها، ولكن لقوتها وتأثيرها ومدى احتياج العالم إلى مثل هذه التجارب الناجحة، خصوصاً أن الإرهاب لم يعد ظاهرة محلية فقط ولكنه بات يضرب كل دول العالم أو على الأقل يؤثر فيها، وهنا تبدو أهمية التجربة الناجحة وتسليط الضوء على نقاطها الإيجابية.

مصر لم تنتصر فقط على الإرهاب ولكنها نجحت فى إرساء استراتيجية أمنية وعسكرية كانت الأقوى والأكثر حضوراً بين كل النظريات الأمنية والعسكرية فى المنطقة، ولا نبالغ إذا قلنا فى العالم؛ فمصر رسمت خرائط مواجهة الإرهاب على المستويين الأمنى والعسكرى ومن قبلهم على المستوى الفكري، فالتنمية لا يمكن أن تتحقق من دون مواجهة الإرهاب.