الفريق عبد المنعم رياض.. وضع خطة الحرب واستشهد وسط جنوده

الشهيد البطل الفريق عبد المنعم رياض
الشهيد البطل الفريق عبد المنعم رياض

حفر شهداء القوات المسلحة ممن حاضروا حرب أكتوبر، أسمائهم في سجل المجد، بعد البطولات التي قدموها أثناء حرب أكتوبر عام 1973، والتي حقق فيها الجيش المصري، النصر على العدو الإسرائيلي، في ملحمة تحدث عنها العالم أجمع، وأثبتت قدرة وكفاءة الجيش المصري، في مواجهة العدوان.

ويعد الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، أحد أبرز قادة القوات المسلحة، والذي تقلد منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في عام 1969، كما شغل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية، وعُيّن عام 1964 رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967 عُيّن قائدًا عاما للجبهة الأردنية.

تدمير خط بارليف

ويعتبر الفريق عبد المنعم رياض، واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.

أشرف الفريق عبد المنعم رياض، على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، وفي صبيحة يوم 8 مارس قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً ثم انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده وانفجرت إحدى قذائف المدفعية بالقرب من الحفرة وتوفي متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة.

اقرأ أيضا| «قادة النصر».. المشير «محمد علي فهمي».. رجل الصواريخ الأول حول العالم

وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بتكريم عبد المنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر.

الجنرال الذهبي

ولد الجنرال الذهبي فى 22 أكتوبر 1919 فى قرية سبرباى بمدينة طنطا وكان والده القائم مقام رتبة عقيد حاليًا محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية وبدأ عبد المنعم رياض حياته العسكرية بالالتحاق بالكلية الحربية، التي تخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا. 

شغل الفريق عبد المنعم رياض عدة مناصب ففي عامي 1947 — 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك كما تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951، وكان وقتها برتبة مقدم، ثم عين قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، عام 1953، وفي العام التالي اختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الإتحاد السوفييتي عام 1958 وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وحصل على لقب الجنرال الذهبي وتمت ترقيته في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا. 

تطوير الجيش وتدمير إيلات

وفي 30 مايو 1967، عين الفريق قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، وأعلن قائداً عاماً للجبهة الأردنية، لكن لم يمض أسبوع حتى استدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليعينه فى 11 يونيو رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها، بعد أن تأثرت بالنكسة. 

حقق الجنرال الذهبى انتصارات عسكرية في المعارك والحروب التي خاضها وشارك في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 كما أنه صمم الخطة 200 الحربية التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر وكان على يقين أن العرب لن يحققوا النصر إلا في إطار إستراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية. 

وفي صباح يوم 9 مارس قرر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، فأنطلق يطوف المواقع في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية ويرفع من الروح المعنوية للجنود ثم قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق وفجأة بدأ الضرب يقترب، وبدأت النيران تغطي المنطقة كلها، وكان لابد أن يهبط الجميع إلى حفر الجنود في الموقع.

الدقائق الأخيرة في حياته

وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة أصيب ونقل إلى مستشفى الإسماعيلية والتي توفي فيها عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثراً بجراحه. 

وأقيمت للشهيد البطل جنازة عسكرية كبيرة فى القاهرة حضرها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وجميع قادة القوات المسلحة آنذاك.

وحصل الجنرال الذهبى على العديد من الأوسمة والأنواط كميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام نجمة الشرف ووسام الجدارة الذهبي ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان ووسام الكوكب الأردني من الطبقة الأولى كما تم تكريمه بوضع أسمه على الكثير من الميادين العامة والشوارع فى مصر والدول العربية كما وضع له تمثالاً في أحد أكبر ميادين القاهرة بمنطقة وسط البلد وأطلق عليه أسمه ميدان عبدالمنعم رياض كما تم اختيار يوم 9 مارس من كل عام بعد انتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري الشهيد عبد المنعم رياض.

تكريم الجنرال الذهبي

- نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ووسام نجمة الشرف العسكرية.

- اعتبر يوم 9 مارس من كل عام هو يومه تخليدا لذكراه.

- أطلق اسمه على أحد الميادين الشهيرة بوسط القاهرة بجوار ميدان التحرير ووضع به نصب تذكاري للفريق.

- أطلق اسمه على أحد شوارع المهندسين وأكبر شارع بمدينة بلبيس.

- وضع نصب تذكاري له بميدان الشهداء في محافظة بورسعيد والإسماعيلية ومحافظة سوهاج.

- سُمّيت باسمه إحدى المدارس الابتدائية التابعة للأزهر الشريف بمنطقة الإبراهيمية بالأسكندرية.

- سُمّيت باسمه مدرسة إعدادية للبنين في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.

- أسس له مسجد كبير في مدينه الغردقة

- سُمّيت باسمه العديد من المدارس والشوارع والأماكن الهامة الأخرى.

- أطلق اسمه على أحد شوارع العاصمة الأردنية عمان ومحافظة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية.

 - أطلق اسمه على أحد شوارع الكويت في محافظة العاصمة بالتقاطع مع شارع مبارك الكبير وشارع عثمان بن عفان.

- أطلق أسمه على أحد الشوارع في مدينة بنغازي في ليبيا.

- أسس له مسجد كبير في مدينة الإسكندرية.

- سُمّيت باسمه إحدى المدارس الثانوية في ريف دمشق، سوريا

- أسس له العديد من المساجد باسمه في الكثير من محافظات ومراكز مصر من بينها مسجد عبد المنعم الرياض في مدينة أبوتيج 

أوسمة وأنواط حصل عليها الشهيد البطل

- ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة

- وسام نجمة الشرف

- وسام الجدارة الذهبي

- وسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان

- وسام الكوكب الأردني طبقة أولى