حبر على ورق

نوال مصطفى تكتب: حكاية وطن

نوال مصطفى
نوال مصطفى

حضرت مؤتمر «حكاية وطن» الذى انعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة على مدى ثلاثة أيام من السبت إلى الإثنين الماضى. توقفت عند أكثر من نقطة مهمة سواء فى محتوى العروض التى قدمها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ووزراء حكومته، أو ما صدر عن الرئيس عبد الفتاح السيسى من تعليقات ومداخلات أثناء المؤتمر.

أول شىء توقفت عنده كانت الأحداث الكثيرة المتعاقبة التى مرت بها مصر فى مرحلة مفصلية من تاريخها، منذ عام 2011 وحتى الآن، العرض الذى قدمه الدكتور مصطفى مدبولى كان فى رأيى من أفضل العروض التى قدمت، كان بالنسبة لى شريط سينمائى جعلنى أستعيد كل الأحداث الصعبة التى رأيتها وعشتها بقلق بالغ وخوف على بلدى مصر.

أحيانا ننسى، الحياة أصبحت ذات إيقاع سريع جدًا، يجعل الأيام والسنين تمضى بسرعة خرافية، وأثناء ذلك تختفى أو تتوارى أحداث من ذاكرتنا. تذكرت الأيام السوداء التى عشناها أيام اعتصام ميدان رابعة الذى حول أحد أهم شوارع القاهرة إلى ثكنة إرهابية للإخوان، وهدد السكان الآمنين فى تلك المنطقة الحيوية، تذكرت العمليات الإرهابية وترويع المواطنين، تذكرت كيف قام الشعب المصرى يوم 30 يونيو 2013 على قلب رجل واحد وقال «لا» لأخونة الدولة وسرقة هويتها.

تذكرت رحلة البناء والعمل. التشبث بالإيمان والأمل التى بدأت بتولى قائد عملية إنقاذ مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى من براثن الإرهاب، واستعادة شخصية مصر القوية، الأبية. تذكرت الطاقة الجبارة التى ولدت فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخ مصر، والتى استطاعت أن تبنى وتؤسس لدولة قوية تستعد للانطلاق، وتؤهل شعبها للنهوض والتقدم، فى نفس الوقت الذى تحارب فيه الإرهاب.

تذكرت بداية المشروعات العملاقة، كيف كانت طرق مصر، ومحاورها وكيف أصبحت الآن بعد تسع سنوات على تحررنا من حكم الإخوان. كيف نهضت مصر ببنيتها التحتية، وكيف صنعت فارقا هائلا فى مستوى الخدمات الصحية، خاصة فى منظومة التأمين الصحى، والتأمين الصحى الشامل الذى تم تطبيقه كمرحلة أولى فى ست محافظات. كيف ترعى مصر بسطاءها من خلال مشروعات عظيمة مثل «حياة كريمة» و»تكافل وكرامة».

تذكرت كيف استعادت مصر مكانتها الدولية عبر سياسة خارجية ناجحة ومتوازنة قائمة على تعدد العلاقات، وتنوع محاور التعاون المشترك من كتل مختلفة من العالم، كيف استعدنا دورنا فى أفريقيا، وكيف انضممنا إلى العديد من المنظمات والتكتلات الدولية.

الحديث يطول عن هذا الشريط الطويل من الأحداث، لكنى أود هنا أن أسجل إعجابى الشديد بما قاله الرئيس السيسى عن الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها فى العاشر من ديسمبر القادم. «من يريد التغيير فليذهب إلى صندوق الانتخابات ويسجل رأيه، فليس المهم أن تنتخبونى أنا، انتخبوا من تشاءون، لكن المهم أن تذهبوا، وأن تمارسوا حقكم كمواطنين فى هذا الاستحقاق الدستورى».

كذلك قال «لكن أرجوكم لا تستجيبوا لأفكار الهدم، فهو يحدث سريعًا، لكن إعادة بناء الدولة يستغرق الكثير من الوقت والمال والتضحيات. وذكر الرئيس أمثلة مما جرى فى يناير 2011 وكيف كان يتم التحريض على الهدم من قبل جماعات الظلام عن طريق استغلال فقر البعض، ومنحهم المخدرات والمال».

استمعت وتأملت كل ما قيل فى «حكاية وطن» وأعتقد أننى وبحس وطنى خالص سأعطى صوتى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، فهو القائد الذى وثقنا به ولم يخذلنا، حاول وعمل بكل جهد على أن ينقل مصر خطوات إلى الأمام .

صحيح أن الظروف المحلية، الإقليمية، والدولية لم تكن فى صالح طموحاته الكبيرة لبلده وشعبه، لكنه حقق الكثير رغم كل شىء، ولديه القدرة، والإيمان بأن مصر سوف تتجاوز أزماتها الحالية بالعمل، والإيمان، والثقة فى الله أولا، ثم فى أنفسنا كمصريين استطعنا أن نعبر الكثير من المستحيلات على مدى تاريخنا، وليس هناك دليل على ذلك أقوى من عبورنا العظيم لخط بارليف وانتصارنا المشرف فى حرب أكتوبرالمجيدة، الخالدة دوما فى قلوبنا وعلى جدران ذاكرتنا.