حديث وشجون

الحب المفقود

إيمان راشد
إيمان راشد

أيام معدودة وتمر خمسون عامًا على حرب أكتوبر المجيدة التى أعادت إلينا كرامتنا المجروحة باسترداد أراضينا من الاحتلال الإسرائيلى سنوات وعودة كرامتنا المجروحة بهزيمة يونيو ٦٧...وبحسبة بسيطة نجد أن الجيل الذى عاش هذه اللحظات واستوعب كل فرحتها بعد ألم كابده وعاش فيه وذل قاساه لم يعد موجودا فى حياتنا فأغلبهم انتقل إلى الرفيق الأعلى أو وهن الفكر منه فمن كان فى العشرينيات وصل إلى السبعينيات.... حديثى هذا يؤكد لكم أن كل الأبناء والأحفاد مهما قيل لهم لا يملكون المشاعر والأحاسيس بما تكبده رجال جيل أكتوبر الذين سطروا تاريخ بلادنا بدمائهم فكانت مدادا لاستعادة حياتنا ورفع رأسنا...

كذلك لم يعوا دور الرئيس السادات بحفر طريق الحياة الكريمة وإعادة شريان الحياة للأجيال الموجودة حاليًا فدفع حياته غدرا من أعداء السلام.. كل هذه السنين ومازال الإعلام والفن يقدم لنا أعمالا مكررة أنتجت بعد النصر بمدة قصيرة وكانت مناسبة تماما لمن شاهدها فى هذا الوقت لوجود الخلفية الحياتية لها.. أما الآن فاحتفالات النصر لم تعد مناسبة لهذا الجيل ولابد من إعادة تقييم الأعمال الفنية التى تصلح لهذه المناسبة وأنا أكاد أجزم أنه باستثناء فيلم الممر الذى عرض منذ سنوات قليلة لا يوجد عمل فنى آخر يرسم خريطة لهذه الحقبة التاريخية التى نقلت بلادنا من اليأس إلى الأمل والحياة... كذلك أين من يكتب وقائع وخلفية الغدر الذى لحق ببطل الحرب والسلام وأسباب استشهاده برؤية صادقة.


نحن فى أمس الحاجة لتحفيز الأجيال الحالية والقادمة على حب الوطن المفقود وترسيخ قيم الانتماء داخل قلوبهم دون شعارات، فهذا الجيل ليس من السهل إقناعه بأعمال سطحية لا تحتوى فكره وعقله...وبما أنه فات الأوان هذا العام أرجو تدارك ذلك فى الأعوام القادمة بإذن الله.
رحم الله شهداء الوطن وكل عام وحضراتكم بخير وعاشت مصر حرة أبية.