صعود الإخوان للحكم .. السبب الرئيسي في بناء سد النهضة  

سد النهضة الأثيوبي
سد النهضة الأثيوبي

ما زالت قضية سد النهضة الأثيوبي تلقي بظلالها على المشهد السياسي المصري والسوداني، بعد التعنت الأثيوبي الذي تواصله الحكومة الأثيوبية، ورفضها الدائم الجلوس على طاولة المفاوضات، والتنصل بشكل مستمر من أى قرارات يتم الإتفاق عليها بتدخل بعض الدول الكبرى في العالم، والمتابع لهذا القضية منذ البداية يجد أن هذه المشكلة بدأت في فترة حرجة مرت بها البلاد في مصر، وتولى الحكم أناس ليس لهم علاقة بالسياسة، بعد أن قفزت جماعة الأخوان الإرهابية على الحكم، فاستغلت اثيوبيا هذه الفترة التي اتسمت بالقلاقل وعدم الإستقرار، للبدء في مشروعها الذي من شأنه يجور على حق مصر والسودان التاريخي في مياه النيل، وكانت هذه القضية أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الجماعة الإرهابية لا تمت للسياسة بصلة، أخطاء جسيمة ومراهقة سياسية كانت كلمة السر في أزمة سد النهضة الأثيوبي بعد تعامل جماعة الاخوان بسذاجة سياسية في تلك الأزمة الوجودية منذ بدايتها.

فضيحة على الهواء

ومن بين تلك المواقف التي تسببت في تفاقم الأزمة الـ«فضيحة على الهواء» ..التي صدرتها الجماعة الإرهابية بعد أن أستولت على الحكم في مصر، وكانت السبب الرئيسي في التحول لمسار قضية سد النهضة، الذي كان في طور المشاروات والخطط، وتحوله إلى سلاح استخدمته أثيوبيا أمام العالم ضد مصر لإستكمال مشروعها لبناء سد النهضة، بعد أن تحول الاجتماع التشاوري الذي دعت له الجماعة الإرهابية برئاسة الجمهورية آنذاك من خلال مندوبها بالرئاسة محمد مرسي، للاجتماع ببعض القوى السياسية لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي.
ضم هذا الاجتماع مندوبي القوى السياسية التي ليس لديها أدني معرفة بالدبلوماسية، والتعامل مع القضايا الوطنية بحرفية، فقد قامت الجماعة الإرهابية ببث الفضيحة على الهواء مباشرة أمام العالم، مع المقترحات التي لا تليق بقيمة وحجم والدولة المصرية، ولا تتصل بقاموس السياسية الدولية، من تهديد مباشر لدولة ببث تليفزيوني لما دار من حوار ومداولات لقضايا تمس الأمن القومي المصري، وبينها حلول تعتبر استراتيجية، للتحول السرية إلى فضيحة عالمية لجماعة إرهابية لا تمت للسياسية بصلة، وليس لها بدروب السياسة أي معرفة، الأمر الذي أثار أزمة سياسية شعبية اتخذتها أثيوبيا ذريعة أمام العالم للمضي قدما في تنفيذ مشروعها الذي يهدد الأمن المائي المصري.


تخبط وأسف واعتذار من اذاعة المناقشات حول سد النهضة على الهواء مباشرة، لم تشفع للعودة إلى مفاوضات حول كيفية بناء سد النهضة، وتلاها الوفد الشعبي الذي لم يضم أي من خبراء المياه أو السياسة الدولية، أطلق عليه وفد شعبي، لم يكن سوى اذن مرور لاثيوبيا بضعف الدولة المصرية للاستمرار في مشروعها الذي يهدد الأمن القومي المصري.

ترويج الشائعات 

وخرج الجميع يتندرون على الإجتماع الفضيحة على الهواء مباشرة، وكيف تم مناقشة الحلول الاستراتيجية السرية في مصر على الهواء مباشرة، وتحول الاجتماع التشاوري الذي عقده مندوب جماعة الأخوان الإرهابية في الرئاسة المصرية محمد مرسي، مع بعض القوى السياسية لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبي إلى حوار على الهواء مباشرة لقضايا تمس الأمن القومي، لتتحول الرئاسة المصرية في عهد الجماعة الإرهابية إلى أضحوكة أمام العالم أجمع، بطرح الحلول الاستراتيجية السرية أمام العالم، وأصبحت الواقعة محل سخرية وأضحوكة الشارع المصري ، ومن هذه التصريحات كان تصريح مدعي القيادة والمعارضة في نفس الوقت ، أيمن نور الذي طالب بترويج شائعات؛ لتضليل إثيوبيا وتخويفها من قوة مزعومة لمصر، فضلاً عن اقتراح آخر لأحد الأعضاء بضرورة مساندة مصر للمعارضة الإثيوبية.
وتسأل الكثير من الخبراء والسياسيين آنذاك عن كيفية حدوث مثل هذه المهزلة ، في وقت عصيب تمر به مصر، فكيف يتم تداول أطروحات التدخل العسكري، على الهواء مباشرة، وكيف يتم تداول الأعمال التي تدخل في صميم العمل المخابراتي بين الهواه ومحدثي السياسة، بالحديث عن الاختراق والدعم السياسي لخصوم إثيوبيا وغيرها من أطروحات استراتيجية كانت محل مناقشة على الهواء كلها كانت مشاعا.
إن ما قامت به جماعة الأخوان الإرهابية بمقر حكم مصر، أضاع الفرصة في عمل مفاوضات قوية بكافة السبل السياسية والأعراف الدولية، لإثبات حق الدولة المصرية في مياه النيل، ليعطي لأثيوبيا تصريح ضمني بألا يوجد أي خطر من المضي قدما في تنفيذ سد الأزمة الأثيوبي، وترك الأمور السياسية في يد من ليس لهم علاقة بها، مثل باكينام الشرقاوي صاحبة الإقتراح بإذاعة المناقشات على الهواء مباشرة, لتدخل مصر بعد استقرار الأمور في مرحلة صعبة للمفاوضات بعد بدء أعمال بناء السد، تلتزم فيه مصر بكل القوانين والأعراف الدولية، وتصريحات المسئولين بأن مصر لن تتنازل عن قطرة ماء من مياه النيل. 

الإجتماع الفضيحة على الهواء مباشرة في عهد الإخوان