صلوات الله وسلامه على سيدنا محمد النبى الأمى . تحدث الدكتور أحمد عرفات القاضى أستاذ الفلسفة الإسلامية فى المقال السابق عن نقد الغرب لرسالة سيدنا. واليوم يقدم لنا إعجاب الغرب ومدحهم للنبى الأمى . والذى ظهر مع بداية عصر النهضة فى أوروبا. ووصل إلى حد إعجاب المفكرين والفلاسفة التنويريين بشخصية محمد كقائد عظيم ،أسس مملكة عظيمة، كبرت وتمددت بفضل أفكاره وتعاليمه.
توماس كارليل صاحب كتاب الأبطال وهى سلسلة محاضرات ألقاها فى جامعة أدنبرة فى منتصف القرن التاسع عشر وفى إحداها تحدث عن عظمة نبى الإسلام محمد باعتباره قائدا عظيما من قادة البشرية العظام الذين أثروا فى تاريخ البشرية. ثم توالت من بعده الكتب والدراسات لعل أشهرها كتاب العظماء مائة وأعظمهم محمد لمايكل هارت الأمريكى الجنسية يهودى الديانة، ونشر الكتاب لأول مرة عام ١٩٧٨م باللغة الإنجليزية وتمت ترجمته لأكثر من ١٥ لغة والترجمة العربية قام بها الكاتب والصحفى الكبير المرحوم أنيس منصور وقد أكد هارت على عظمة محمد عن غيره من الأنبياء والزعماء فى تاريخ البشرية جاءت على مستويين دينى ودنيوى بصورة لم تتحقق لأحد قبله أو بعده. ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرت حركة علمية فى عالم الاستشراق أكدت على ضرورة دراسة الإسلام دراسة علمية أكاديمية بعيدا عن مبدأ التأثير والتأثر التى قامت عليها الحركة الاستشراقية من قبل .
ننسى أن نشيد بدور مسيحيى الشرق فى الثناء على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا من مسيحيى لبنان مثل إلياس فرحات وجبران خليل جبران والشاعر القروى وبدوى الجبل والشاعر جاك شماس وقد جمع الدكتور محمد عمارة أشعار هؤلاء الشعراء المسيحيين الشوام فى كتاب نشره مرفقا مع مجلة الأزهر فترة عمله رئيسا لتحرير مجلة الأزهر خلفا للمفكر الكبير الشاعر والإنسان وصاحب الموسوعة الكبيرة فى الدفاع عن الأزهر والتعريف بأعلامه الدكتور محمد رجب البيومى رحمه الله. وفى مصر كان الدكتور نظمى لوقا المسيحى صاحب دراسات تاريخية كثيرة حول رسول الإسلام وصحابته أشهرها كتابه محمد الرسول والرسالة.
دعاء : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
