زينب إسماعيل تكتب: مولد وصاحبه حاضر

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

مازالت أيامنا تتنفس نسائم ربيع مولد رسولنا وحبيبنا محمد ابن عبد الله والذي جاء في ذكر بعض من شمائله الصادق الأمين أو المصدوق الأمين أو المطاع الأمين هي إحدى أشهَر أسماء الرسول محمد التي عُرِف ولُقِّب بها من قِبل أهل مكة قبل وبعد نزول الوحي ، شمائله التي يجب علينا التحلي بها حتي نعيش "المولد" ونطلق عليها مولد وصاحبه حاضر.. جدير بالذكر هنا ما حدث بعد ثلاث سنوات من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وكلفه الله بالجهر بالدعوة ، فيصعد النبي صلى الله عليه وسلم فوق جبل الصفا مناديًا: «يا بني فلان.. يا بني فلان» ليجمع القبائل؛ فأتوا إليه جميعًا؛ حتى إنه من كان لا يستطيع أن يأتي، أرسل رسولًا عنه - نتساءل لماذا الإستجابة السريعة لنداء رسول الله -  ذلك لأنه نداء من الصادق الأمين! فالكل هنا يشهد بصِدْقه، ويريدون أن يعلموا لِـمَ جمعهم، وما الذي سوف ينبئهم به! فلما تجمَّعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَلْفَ هَذَا الْجَبَلِ خَيْلًا تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ فيُعلِنُها القومُ صريحةً مدويَّةً قائلين: «مَا جرَّبنا عليكَ كَذِبًا قَطُّ»!! فقال للقوم: «إِنِّي نَذِيرٌ إِلَيْكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فيردُّ أبو لهبٍ قائلًا: «تَبًّا لكَ أَلِهَذا جَمَعْتَنا؟!! تأمل معي   حتى بعد قوله صلى الله عليه وسلم لهم إنه نبي، كان ردُّ أبي لهب: تبًا لكَ! ولم يجرؤ أن يُكَذِّبَ النبي صلى الله عليه وسلم ..!! نعم كفار قريش في قرارة أنفسهم يعلمون صِدْقه، بل أقرُّوا له بذلك، لكنهم لم يؤمنوا به لمصالح وأهواء خاصة بهم.. ويكفيه صلى الله عليه وسلم شهادة ربه عز وجل مُزكِّيًا له صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون) 
ونحن نعيش أيام ميلاد الصادق المصدوق هل تحلينا بهذه الصفة هل تمسكنا "بالصدق" المنجي حتي وان كان فيه هلاكنا استنادا الي أن الله أبدا لن يضيعنا .. عندما يتعود الانسان على الكذب ينفلت لسانه من فمه ويصبح من الصعب التحكم فيه، وهذا ما يفسر أننا في كثير من الأحيان نعتقد أن الكذبة البيضاء مباحة ولاندري أنها مقدمة لكذبة سوداء !  العجيب أن بعضا من الناس هذه الأيام يعتبرأن «الكذب» ذكاء وشطارة والدهاء مهارة يتميز بها أصحاب الشخصية المقتدرة , وأسوأ نتائج هذا الأمر هو انعدام الثقة بين الناس. لا شك أن للكذب آثاراً سيئةً قد تمتد تلك الآثار و العواقب لتشمل المجتمع كله ذلك حينما تنطلق الكذبة من وسيلة "إعلامية مغرضة " تلك هي الكارثة !.

عزيزي القارئ قد نرتكب الكذب دون قصد أو عن قصد اذا تحققت تلك العبارة فينا (عجبا لمن قيل فيه الخير كذبا وليس فيه كيف يفرح !! وعجبا لمن قيل فيه الشر كذبا وليس فيه كيف يغضب !! ) فكر جيدا في تلك المقولة.

واستنبط معناها إذا توافقت مع غضبنا وفرحنا هنا أقول " ياعزيزي كلنا كذابون !