«اللقاء الأخير» قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ

«اللقاء الأخير» قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ
«اللقاء الأخير» قصة قصيرة للكاتب مجدي محفوظ

أمهليني وقتاً ربما يكون بيننا لقاء؟ كانت تلك آخر الكلمات بيننا وهي تغادر المكان.

 لا أدري هل سنلتقي قريباً أم سيكون هناك لقاء أخر؟

 

ظل فكري يؤد أحلامي بقلب ممزق، يعايش الماضي على أثر ذكرياته ولقاءاته التي كانت فيما بيننا، مرت سنوات وما زلت انتظر اللقاء، فاحتياجنا للماضي كاحتياج ذاك الطفل المتشبث بصدر أمه دون العلم بموتها، لا يشغله إلا حنين صدرها، لكن صمتت الحكايات التي كانت بيننا تطوي طريقنا وكأنه أمتار قليلة.

 

كنت لا أدرك الوقت فأنا ذاك العاشق الذي أعياه الفناء في صومعته، يتعبد ثم يذكرها في سكينة العشاق، بعدما أصابني اليأس، ولم أزداد حماساً ولم تغب عني ملامحها، فهي في خيالي تؤازر غربتي التي أصابتني في وطني الذي عشته غريباً في دياره، وتمنيت عصا موسى وحكمة لقمان ووله زليخة وعمر نوح.

 

فأين نحن من الرسل؟ فالمرايا تتساوى فيها الشخصيات لأتساءل في نفسي !!كيف صادف أدم حواء؟ فهل تنفع الأوردة بغير رحال، وأين أنا منها ومازلت في غربتي الممزقة لم أضع رحالي، أوهام في رأسي ترتكب الخطايا في هزيع الليل ونومي يتنفس من أعماق ليلى أصنع الخطايا للبحث عن المغفرة، لكن هيهات ...فلا يروي الماء ظمئاً إلا بك، لقد ضاع عمرنا فراقاً ولم يضع في الحب ..... فيا سيدة الأحلام متى نلتقي؟ .