في ذكرى ميلاد الأستاذ.. هيكل: بين لعبة السياسة والكتابة

الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل
الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل

- النجاح الصحفي لا يتحقق إلا بالأهتمام بالمهنة.
هو ليس بعراف ولكنه عارف بحكم خبرته الطويلة حيث انه عاش وسمع ورأي وشارك وصنع , وبحكم تجربته الصحفية التي استمرت أكثر من خمسين عاماً , كان متفرداً وسياسي محنك وبعمق نظرته الصحفية كان أديباً وشاعراً ومفكر وهو الذي تقول عنه انه وضع مستقبله خلفة وليس أمامه.


تقول عنه أستاذ لأنه يري المشاهد ببساطه شديدة جداً يراها بالأسود ويراها مرة اخرى بالألوان لانه عنده عمق وبعد ثالث في قراءة الموضوعات.

دائماً ما يسترشد منه الصحفيين افاكرهم وحواراتهم التاريخية فهو استاذ جيل حاضر واجيال قادمة في بلاط صاحبة الجلالة.

محمد حسنين هيكل من مواليد الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1923 حيث بدأ حياته الصحفيه عندما كانت مصر مملكه.

علاقته بالظباط الأحرار:

بعد ثورة 23 يوليه كانت علاقه بالظباط الاحرار وجمال عبد الناصر بكم أنه صحفي ويبحث عن الأحداث وكان من متابعين الأحداث والاحوال السياسيه فى مصر لمده أكتر من خمسين سنه.

وبعد ثورة يوليه وقد تقرب هيكل من مواقع الاحداث فى خمسينات وستينات القرن العشرين فكان له دور مهم فى الحياه السياسية في الداخل والخارج ، وفى فترة السبعينات مع تغيير نظام الحكم فى مصر فضل تقرب من الرئيس انور السادات.

أزمة الصحافة الحقيقية:

يقول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في بعض احتفالات مؤسسة التدريب التي سميت بأسمه , ان الأداء المهني لابد ان يتم مراجعته ليواكب المناخ العام بالنسبة للسياسة وان الأجيال الصحفية الحالية تعاني من تشبع من الثقافة والفكر , وان نجاح الصحفي لا يتحقق إلا بالتركيز علي المهنة بحد عينها والصحفى الناجح لا يهمه ان يصبح زعيماً سياسياً, ولابد من مراجعة أخلاقيات المهنة من جديد ومن وجود مناخ افضل للاجيال الاقادمة في مهنة الصحافة, والواجب علي الجميع ان يعمل علي تهيئة الأدوات والمهارات المناسبة للتطور والتقدم لكي يظهر جيلاً ونخبة من الكتاب والصحفيين.

هيكل ومعاهدة السلام:

بعد ما عقد الرئيس السادات معاهدة السلام المصرية الاسرائيليه بعد اتفاقيات كامب ديفيد عندما اراد السادات ان يسترد ما بقي من أرض سينا، انضم هيكل للكتاب والصحفيين اللى هاجمو الاتفاقية وصوروها بطريقة سلبيه وكان ذلك بدعم من الانظمة العربية اللى رفضت الاتفاقيه، فتم القبض عليه هو وعدد كبير من الكتاب والصحفيين فى عمليه سميت اعتقالات سبتمبر.

الأفراج عن هيكل:

بعد إغتيال الرئيس السادات فى اكتوبر عام 1981 افرج الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن هيكل وعدد من المعتقلين وبعد الافراج عنه قام هيكل بتأليف كتاب اسماه "خريف الغضب " انتقد فيه الرئيس السادات وسياسته من وجهة نظره.

هيكل يقابل ديلماس:

في 17 من ديسمبر عام 1970 قابل محمد حسنين هيكل مسيو جاك شابان ديلماس رئيس وزراء فرنسا وقد اجتمع مع سانجيني رئيس لجنة الدفاع الوطنى بالجمعية الوطنية الفرنسية حيث كان في إستقباله الكاتب اندريه مالرو وزير الثقافة الفرنسي وكانت هذه هي أول مرة يستقبل فيها وزير الثقافة الفرنسي زائراً عقب وفاة صديقة الراحل الجنرال ديجول.

وقد قال هيكل عقب هذه الأجتماعات ان الحديث احتل الموقف في الشرق الأوسط وعن لقاءه بدلماس انه اتي بوصفه صحفيا مصرياَ.

توصيلة بالمجان لعامر وجمال:

بين الصحافة والسياسة عبدالناصر وعبد الحكيم عامر في سيارة هيكل حيث ان محمد حسنين هيكل كان في بيت اللواء محمد نجيب واذا به يستقل سيارته من امام بيت اللواء نجيب يرى جمال عبد الناصر وعامر يقفان في اتجاه الشارع المؤدي الي باب الحديد "ميدان رمسيس الآن" وبسؤاله لهم انني ذاهب الي وسط البلد دار أخبار اليوم فإذا كان ذلك اتجاهكم فاني بمفردي في السيارة فرد عليه جمال عبد الناصر قائلاً اذا لم يكن في ذلك تعب نأتي معك وبالفعل ركبا معه في السيارة حيث قال هيكل ان جمال عبد الناصر ركب بجانبي وعبدالحكيم عامر في المقعد الخلفي.

 وفاته:

توفي محمد حسنين هيكل يوم الأربعاء الموافق 17 فبراير عام 2016 عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع مع المرض.