حديث وشجون

صفعة الإفاقة

إيمان راشد
إيمان راشد

هالنى ما سمعت وشاهدت من أحداث زلزال المغرب المدمر وما حدث من هرج ومرج و الفزع الذى سكن عيون وقلوب الضحايا من هول الصدمة فهذا يصرخ.. وذاك يسقط...وآخر تلجمه المفاجأة..وإذ بالأرض تنشق لتبتلعه فى باطنها مع كل ما فوقها من إنسان وحيوان ونبات... دقائق تمر كأنها يوم القيامة لا يبقى شىء على حاله ورويدا رويدا يعم المكان الهدوء وكأن شيئا لم يكن ولكن بعد أن كتب نهاية حياة الآلاف...وقبل أن نفوق من هول الصدمة يعلن إعصار دانيال عن نفسه فى ليبيا ويموج البحر ليطغى على البسيطة هادما كل من يقف فى طريقه لتتحول مدينة كاملة إلى بحر عميق ابتلع داخله كل الكائنات مخلفا اسئلة ودهشة ورعشة يد ورجفة قلب..


وهنا انزويت داخل نفسى خائفة خاشعة وهرعت لقراءة سورة الزلزلة وتفسيرها فوجدت أنها تصف مشهد يوم القيامة حين ترتجف الأرض الثابتة وتنفض ما فى جوفها وتخرج ما بداخلها من الدفائن والأموات ويخيل للإنسان أنه يترنح والأرض تهتز أسفلهم فيحاول أن يتشبث بأى شىء فلا يستطيع وهنا تنطق الأرض ويقوم الناس من القبور أشتاتا، فالمحسنون فريق والمسيئون فريق ويرى كل منا جزاء عمله من خير أو شر حتى لو كان مثقال ذرة.!!!


إذن ما حدث أمامنا كان وحيا من الله لمن يريد أن يتعظـ، فأنا أظن (وقد أكون على خطأ فلست عالمة دينية) أن الله خلقنا لنعبده ونحسن استخدام نعمه التى أنعم علينا بها ويمنحنا فرصا كثيرة لنحسن من أعمالنا ويظهر لنا آياته لعلنا نتعظ، فهل أعددنا العدة لذلك... هل أدينا ما أمرنا الله من عبادات...وكم منا احترم الجسد الذى احتواه وأحسن استخدامه...هل رحمنا أنفسنا من الغيبة والنميمة.. تصدقنا ..تعففنا... رحمنا صغيرنا ووقرنا كبيرنا هل وهل وهل...أم أننا لاهون وكأننا سنعيش إلى الأبد... ما حدث كان صفعة إفاقة لنا جميعا لنرجع إلى الله ونتذكره ونتدبر آياته ولا نلهث خلف ملذات الحياة من مال وجاه فكله إلى زوال وهذه ليست دعوى للتصوف أو الرهبنة ولكن اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ولكن ضع نصب عينيك أن كله فانٍ وستسدل الستار ولن يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام فأين المفر؟!.