تساؤلات

الأستاذ حيرم التونسى!

أحمد عباس
أحمد عباس

الخناقة على شاشة قناة اخبارية مهمة دائرة بين العالم هناك عن اعلان وكالة الفضاء الأمريكية « ناسا» عن كائنات فضائية وأكوان موازية وأحياء غيرنا وحددت مناطق فى العالم هى الأكثر عُرضة لتكرار ظهور هذه الكائنات منها منطقة الشرق الأوسط والصين ومنطقتان أخريتان، وضعت كفى على قلبى وتأكدت أنه لا كائنات فضائية ولا غيره، المسئولون الدوليون من جانبهم شككوا فى نية الوكالة الأمريكية الاعلان بوضوح عن معلومات مفيدة وأكثر دقة ومتأكدون من طمس الوكالة لمعلومات هامة فى هذا الخصوص، ويقينى ان هذه الفضائيات هى زعم أمريكى باقتدار هدفه زرع خوف ما فى قلوب البشر عامة حتى اذا حان موعد حرب آخر الزمان نشرت أمريكا أسرابًا هائلة من مركبات الـ» يوفو» الطائرة لتملأ الفضاء وتحسم الحرب فورًا.


الخبر التالى على نفس الشاشة يقول.. مسئولو الكونجرس يلتقون خبراء الذكاء الاصطناعى الكبار فى العالم ويبحثون تنظيم هذه التكنولوجيا الجديدة، ويفكرون فى وضع أدبيات لها ومواثيق أخلاقية تؤصل لهذه التكنولوجيا المخيفة، ولا أعرف الى ماذا وصلوا فى هذا الموضوع لكن الكلام عنه مهم.. على أية حال لا وقت لمزيد من الأخبار المتلفزة فالنهار لا يتسع للمزيد والخروج وَجب.
على كوبرى اكتوبر الموتوسيكل على يمينى يصمم على العبور وأنا لا مساحة على يسارى كافية تسمح لى برفاهية تمريره، فيسبنى بأسلافى عشرات المرات بسارينة مزعجة جدا تصنع ضوضاء رخيصة وطنين من نوع رديء..


مذيعة الراديو أكثر بؤسا قررت الاحتفاء فجأة بمثقفى مصر فقالت: وطبعًا الأستاذ نجيب محفوظ وأحمد رجب وسيد درويش والفنان الكبير حيرم التونسي.. نعم قالتها هكذا وأكدتها مرتان بغنجة محترفة فقالت: ولا ننسى أن نتذكر الفنان الكبير حيرم التونسي. كل ذلك وأنا أتقلى على كرسى سيارتى فى قيظ الظهيرة والجو خانق جدًا والهواء كأنه دخان لحريق يخرج من الأسفلت وسائق الموتوسيكل محشورًا.


آه على ذلك الصباح كان نهارًا سمك لبن تمر هندى، البعض ساح فى الكل وصارت كستليتة، أعلنت المذيعة فى الفقرة التالية عن فتح باب مشاركة المستمعين عبر رسائل صفحة البرنامج والموضوع «ايه أكتر حاجة زعلتك بجد فى الفترة الأخيرة»، المستمعة فلانة أرسلت أولى الرسائل تلتها المذيعة بنفس الغنجة وقالت: آخر مرة اشتريت حاجة أونلاين وكان قلم ماسكرا كورى لانى كنت عايزة اكون شبه الكوريات.. هكذا تقول المستمعة فى رسالتها والمذيعة تقرأ وتواصل: لكن للأسف الماسكرا طلعت مضروبة وشكلى طلع وحش أوى.


تُعزيها المذيعة بمنتهى المشاطرة وتطلب منها ألا تحزن على شىء فهذه تجربة والانسان الشاطر هو الذى يتعلم من تجربته ولا يكررها، إلخ.. والموتوسيكل ما يزال عالقًا بينى وبين سور الكوبرى.


رسالة أخرى كانت أكثر إيلامًا من السابقة ذلك لما قال خالد فى رسالته: اشتريت كلبًا من نوع شيواوا ذلك الصغير جدًا لكنه فارق الحياة بعد أسبوع فقط، وتأثرت جدًا لا على ثمنه ولكن على فراقه.


فخمت المذيعة نبرتها وقالت: يا خالد لا تحزن فهذه الدنيا فراق يجر فراقًا ونحن دائمًا على طريق الذهاب ننتظر وداع بعضنا فى كل لحظة، المهم فقط أن تظل تحاول!
وأنا لا أفهم ما الذى على خالد أن يحاول من أجله، ولا لماذا ودت صديقة البرنامج أن تكون شبه النساء الكوريات، ولا من هو السيد حيرم التونسى الذى لايجب أن ننساه، ولا لماذا يصر سائق الموتوسيكل على توجيه كل هذا السُباب.