أما قبل

مستر فيتوريا.. ممكن تسكت ؟!

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

هى كانت مباراة ودية.. يعنى تجريبية.. نعم الهزيمة كانت مستحقة فالأداء كان سيئا ولم يقدم المنتخب الوطنى ما يشفع له أمام  ضيفه التونسى.. لكنها تبقى مجرد مباراة.. ودية.. دروسها أهم من النتيجة التى كانت يمكن أن تكون فوزا لزملاء صلاح لكنها فى كل الأحوال يجب ألا تخفى ما هو أهم وأفيد.. لو تعلمنا كيف نناقش أمورنا ونستفيد من عثراتنا..

لست مع من يهيل التراب على جهاز المنتخب أو يفتح كشف الحساب بانفعال للمدرب البرتغالى روى فيتوريا إذا لا ننسى أنه  قاد المنتخب فى تسع مباريات لم يخسر سوى هذه الودية التونسية وفاز بجميع مبارياته.. لكنه، وكما استحق التحية قبلا، فهو من يتحمل الجانب الأكبر من هذه الهزيمة.. وليته يعى الدرس.
  وحتى نستفيد مما حدث فى ليلة الثلاثية الكاشفة برجاء التزام الهدوء.. وتعالوا نتكلم بالمنطق..

فيتوريا مدرب متحمس لتجربته مع المنتخب الوطنى. ومن الخطأ التعامل معه بانفعال مع أول هزيمة ودية.. ويجب ألا نكرر أخطاء التعامل بردات فعل انفعالية التى دفعت الكرة المصرية أثمانها غالية.. لا تقتلوا فيتوريا.. ولكن.. حاسبوه بالمنطق للتصويب وليس للتوضيب!

فيتوريا ليس مسئولا عن هذا النظام الكروى.. ولكن فيتوريا يجرم فى حق نفسه عندما يسمح للبعض بالزج به فى حرب الألوان الكروية.. فليس مقبولا منه على الإطلاق أن يقول بعد مباراة أدارها بسوء أن هناك من كان ينتظر الخسارة للمنتخب. ده مرفوض!

فيتوريا، وهو ليس مسئولا عن إدارة الكرة المصرية.. يتحمل - أى روى فيتوريا - وحده  اختياره للاعبين ليسوا الأفضل بين أقرانهم خاصة فى قلب الدفاع.. والأطراف.. وأيضا تعلل المدرب البرتغالى بخروج لاعبى الأهلى الأربعة من المعسكر مردود عليه بالمنطق الموضوعى: وهل يتوقف منتخب بلد كبير كرويا على لاعبى فريق واحد.. أنت تشكر أبو جبل وتعفيه من المسئولية عن أهداف تونس. فماذا كان سيفعل الشناوى لو وجد.. وتحيى عمر كمال عبد الواحد على جهده وهدفه فماذا كان سيفعل محمد هانى أكثر من هذا.. وتحتفظ لخط الوسط بثلاثى الخبرة الدولية والاحترافية والكفاءة : طارق حامد وحمدى فتحى وأحمد سيد زيزو.. فما هو الفراغ الذى تركه لاعب الأهلى مروان عطية حديث  العهد بالمنتخب ؟!!

اللاعب الوحيد من رباعى الأهلى الذى ربما يكون قد ترك فراغا بالمنتخب هو قلب الدفاع محمد عبد المنعم  ليس فقط لتميزه ولكن لسوء اختيارات فيتوريا للاعبى هذا المركز..

وما زاد الطين بلة فى هذه الليلة تقصير الجهاز الفنى فى تجهيز اللاعبين ذهنيا لمباراة خاضها نسور قرطاج بتحد وتركيز وحمية عالية. واستفادوا كثيرا من تأخر دخول لاعبى مصر فى أجواء المباراة مستغلين أخطاء دفاعية كارثية فى القلب وسجلوا هدفين أخرجا فيتوريا هو أيضا عن تركيزه وصوابه فدخل فى مشادات عنيفة مع منافسه التونسى دون مبرر..

فيتوريا أراد إلقاء المسئولية على غيره فقال بأن المنتخب التونسى لعب بكتيبة محترفين بالخارج بينما اضطر هو لإشراك لاعبين جدد على المنتخب فى الدفاع.. ونسى أن قلب الدفاع على جبر الذى تسبب لسوء حظه بنسبة كبيرة فى هدفى تونس هو من أكبر اللاعبين سنا وأكثرهم خبرة دولية.. فأين الإضطرار يا خواجة ؟!

أما تعلل فيتوريا بمحترفى تونس فهو قول زائف أيضا، ليس فقط للعدد الكبير من لاعبى الأندية التونسية المحلية بالمنتخب.. ولكن لأن خط هجوم المنتخب المصرى فى هذه المباراة ضم الثلاثى العالمى المتوهج دوليا: محمد صلاح الذى ينافس على أفضل لاعبى العالم بانتظام وصاحب السعر الأعلى عالميا. وعمر مرموش المتألق بالدورى الألمانى ومصطفى محمد الذى ينافس على صدارة هدافى الدورى الفرنسى مزاحما مبابى نفسه.. ومع هذا لم يشكل الثلاثى فى ليلة تونس خطورة حقيقية على مرمى  الضيوف ولم يسجل أى منهم هدفا.. وهو ليس ذنبهم وحدهم.. فقد وقع مدربهم فى جملة أخطائه:  اختيارا للاعبين.. والتشكيل.. والتجهيز.. وتوقيت المباراة القوية فى مستهل موسم لم يبدأ عندنا بعد.. وأسلوب اللعب.. والتبديل.

مستر فيتوريا..  نقدر عطاءك وحماسك.. ولكن.. ممكن تسكت !!