حضور عربى وأفريقى مميز.. فى مهرجان تورونتو الثامن والأربعين

لقطة من الفيلم الأردنى «إن شالله ولد»
لقطة من الفيلم الأردنى «إن شالله ولد»

فى مهرجان تدرك إدارته تماما أهمية السينما كصناعة ورسالة وهدف ، يبدو برنامج عروض تورونتو فى دورته الثامنة والأربعين ، والتى تقام خلال الفترة من ٧ إلى ١٨ سبتمبر الحالى ، برنامجا متنوعا يفتح الباب لآفاق واسعة وممتدة، ليمثل كل أطياف العالم بلا تمييز أو حدود ، ويبدو إضراب الممثلين والكتاب الأمريكيين قد أفاد صناع السينما فى الجانب الآخر من العالم.

كان تركيز مهرجان فينيسيا الثمانين الذى اختتم فعالياته السبت الماضى ٩ سبتمبر ،أوروبيا وآسيويا ،تحسبا لعدم حضور النجوم الأمريكيين للمهرجان ، وكانت واحدة من أفضل دوراته ، يبدو هذا ما يحدث الآن فى تورونتو ، الذى وسع دائرة اختياراته ، وكان بينها عدد كبير من الأفلام المتميزة والتى تستحق التأمل.
احتضن برنامج تورونتو هذا العام عددا كبيرا من الأفلام العربية والأفريقية المتميزة والمختلفة ، بعضها فى البرنامج الرسمى ، والآخر فى برامج الصناعة ،منها ماتم عرضه فى مهرجان كان فى مايو الماضى ، ونال اعجابا وجوائز أيضا.

من بين هذه الأفلام ، الفيلم المغربى « The Mother of All Lies» والذى يتم تسويقه فى العالم العربى تحت اسم «كذب أبيض» لأسماء المدير والتى تبحر بلغة سينمائية رائعة فى ذكريات قديمة وعميقة بعمق وعمر الجدة العجوز ، وفى القلب مواجهة بينها وبين المخرجة التى عبرت عما يدور داخلها من صراع بدأ شخصيا وتطور ليصبح عاما تاريخيا ، لترصد جانبا مهما من تاريخ المغرب من خلال حكايات عائلتها، وبعض الوثائق.

الفيلم التونسى « عائلة ألفة» لكوثر بن هنية ، والقادم من مهرجان كان أيضا ، حيث شارك فى المسابقة الرسمية ، تم عرضه ، ولقى تجاوبا كبيرا من جمهور تورونتو ، الذى اهتم بحكايات المخرجة عن ألفة الأم العربية التى استغاثت بالسلطات التونسية لانقاذ ابنتيها القاصرتين بعد هروبهما مع اثنين من الدواعش والزواج منهما فى ليبيا، مزيج من القهر والغضب والجهل ، والعنف ضد المرأة المتوارث عبر الأجيال، رصدته كاميرا بن هنية ، وجسدته ألفة وابنتاها ، ولعبت دورها تمثيلا هند صبرى ، التى اضافت للفيلم روحا بحضورها المميز.

ومن الأردن عرض الفيلم الأردنى « إن شالله ولد» لأمجد الرشيد ، وهو أيضا قادم من مهرجان كان ، وحقق حضورا قويا ومميزا فى تورونتو ، الفيلم يحمل وجهة نظر تقدمية ، ويدافع عن حقوق المرأة المغلوبة على أمرها فى المجتمعات الشرقية ، تحاول أن تقوم بأعبائها الأسرية وسط قيود كثيرة وقوانين يستغلها البعض للسيطرة على المرأة بدلا من دعمها.

السعودية كانت محط الأنظار ومحور الحديث ، بحضورها المكثف بثلاثة أفلام أجادت التسويق والترويج لها وللسينما السعودية الشابة ، الفيلم الأول «هجان» للمخرج المصرى النمساوى أبو بكر شوقى والذى حقق أول أفلامه « يوم الدين» نجاحا كبيرا، يعود شوقى ليقدم الفيلم السعودي»هجان» فى تورونتو والذى عرض فى مسابقة «Discovery» ، الفيلم شارك فى كتابته السيناريست المصرى عمر شامة، مع السعودى مفرج المحفل، ولعب بطولته كل من ابراهيم الحساوى وعمر العطاوى و الشيماء الطيب .

فى نفس المسابقة عرض الفيلم السعودى «مندوب الليل» لعلى الكلثمى ، وتدور أحداثه حول كفاح سائق لجمع نفقات علاج والده ، فى رحلته البائسة لجمع المال ، يرصد ظروف وأحوال المجتمع السعودى التى تغيرت كثيرا.

الفيلم السعودى الثانى هو « ناقة» لمشعل الجاسر ، وتدور أحداثه حول فتاة شابة تواجه تعنتا أسريا ، وقواعد صارمة وضعها والدها ، فتخوض صراعا مع الزمن ونفسها تحاول العودة للمنزل من رحلتها بالصحراء قبل الموعد المحدد من قبل الوالد الصارم.

من جنوب أفريقيا عرض المهرجان فيلما جيدا جدا هو «Death of a Whistleblower» وفاة المبلغين» لإيان جابريل ،وهو فيلم مستوحى من أحداث حقيقية ،يرصد تفاصيل مروعة عن العنصرية، عن صحفية ماهرة تقرر التحقيق فى مقتل زميلها ، فتأخذها الأحداث لمحن خطيرة وشائكة.

من نيجيريا كان الفيلم الرائع « I Do Not Come to You by Chance» لم آت إليك بالصدفة» لإيشايو باكو ، مأخوذ عن رواية بنفس الإسم للأديبة النيجيرية أدوبى تريشيا نوبانى تدور أحداثه حول القرصنة الإلكترونية ، والحياة البائسة والغامضة للشباب الذين يحترفون تلك الجرائم ..

ومن نيجيريا أيضا ، عرض فيلم « Orah» وتدور أحداثه حول مهاجر يعود من تورونتو ليقتل ابنه الشاب فى نيجيريا ،تتهم الأم عصابات غسيل الأموال المسيطرة على نيجيريا بقتل إبنها ، وتشن حملة عليهم لفضحهم.

من الكاميرون كان فيلم «Membar Pierrette» وهو عن مامبار بيريت ، إمرأة مكافحة تواجه ظروفا قاسية لتعول اسرتها كأم وحيدة فى ظل مجتمع ذكورى لا يقدر ولا يرحم المرأة.

ومازالت الأفلام والمفاجآت تتوالى فى المهرجان الذى ستعلن جوائزه الأحد القادم ١٧ سبتمبر فى حفل الافطار السنوى المعتاد.