مصطفى شوقى: إرضاء جمهور « القلعة » مش سهل l حوار

المطرب مصطفى شوقي
المطرب مصطفى شوقي

ندى‭ ‬محسن

تألق المطرب مصطفى شوقي بمشاركته الأولى في سادس ليالي مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، وأشعل أجواء الحفل بمجموعة متميزة من أجمل أغانيه التي تفاعل معها الحضور بشكل كبير، طوال الحفل، وهو الأمر الذي شغل اهتمامه وحرص عليه أثناء اعداده لبرنامج الحفل .. في الحوار التالي يتحدث مصطفى عن كواليس المشاركة واختياره المتنوع بين أغنياته وعدد من أغنيات الزمن الجميل، كما يتطرق للحديث عن أغنيته الجديدة “بومبا”، وسر نجاح “ملطشة القلوب”.

في البداية.. ماذا عن كواليس مشاركتك الأولى ضمن فعاليات مهرجان “محكى القلعة”؟

سعدت كثيرًا بهذه المشاركة، وتحمست لها للغاية لإنني مُدرك ومُقدر مدى أهمية هذا المهرجان، فهو المهرجان الأهم والأعرق في المنطقة على مدار 31 عام من التواجد والنجاح المستمر، ويتميز أيضًا بموقعه التاريخي الساحر والخاطف للأنظار، لذا شعرت بحماس شديد فور صعودي على المسرح للقاء الجمهور.

كيف أعددت برنامج الحفل؟

حرصت على إعداد برنامج غنائي متنوع، وهذا الأمر تطلب وقت واهتمام كبير حتى وصلت إلى التوليفة التي تُرضي جميع الأذواق لاسيما أن جمهور القلعة متنوع للغاية بمختلف طبقاته الثقافية، والاجتماعية، وله ثقافات سمعية مختلفة، لذا إقناعه وإرضائه ليس بالأمر السهل، وله حسابات كثيرة، وحرصت أيضًا على اختيار برنامج “ميتزهقش منه” قدر الإمكان، لذا تنوعت بين أغنياتي الخاصة منها “ملطشة القلوب، أبويا وصاني، ضارب عليوي، عرقسوسي”، واختياري لهذه الأغنيات على وجه التحديد لها حسابات عديدة، حيث أنها الأغنيات التي نالت قدر كبير من النجاح الجماهيري، وتتميز كل منهما بمقامات موسيقية مختلفة حتى لا يشعر الجمهور بالملل، وكنت أتمنى تقديم جميع أغنياتي الخاصة لكن الوقت لم يسعفني.

قدمت خلال الحفل أيضًا عدد كبير من أغنيات الزمن الجميل.. كيف وقع اختيارك عليها؟

اخترت الأغنيات التي تتناسب مع شكل وطريقة أدائي مع الأخذ في الاعتبار مدى حُب وتفاعل الجمهور معها أيضًا، ومنها “أما براوة” لنجاة، “في يوم وليلة” لوردة الجزائرية، “والله ولعب الهوى” لأحمد عدوية، “جايلكم يا اللي وحشتوني” لمدحت صالح، “حارة السقايين” لمحمد منير، وغيرهم، وراعيت في اختياراتي أن يكون البرنامج “لايق على بعضه”.

يُتيح المهرجان فرصة تواجد قوي للأصوات الشبابية.. كيف ترى هذا الأمر؟

شيء إيجابي وصحي، ولابد من تجديد الدماء من فترة لأخرى، وإتاحة الفرصة للمواهب والأصوات الشبابية وتقديمها للجمهور، وليس هناك أفضل من مهرجان “القلعة”، وخطوة عظيمة لأي صوت جديد أن تكون أولى مشاركاته الجماهيرية من خلال هذا المهرجان العريق، فهذا بمثابة تشجيع ودفعة قوية للإستمرار.

 ماذا عن المسارح الأخرى التي تحلم بالغناء عليها؟

ليس هناك مسارح بعينها، وبالطبع أتمنى الوقوف على جميع مسارح العالم، لكن الأهم بالنسبة لي هو مدى تفاعل الجمهور وتجاوبه مع أغنياتي بصرف النظر عن مكان تواجده أو جنسيته.

طرحت مؤخرًا أغنيتك الجديدة “بومبا”.. ماذا عنها؟

فكرتها مختلفة وجديدة من حيث الكلمات والألحان، فاللحن “غريب”، ويتخلله قفزات غير متوقعة، والاعتماد على “المونوتون” في بداية الأغنية هو تقليد لا يُستخدم كثيرًا، لكنه إسقاط على الملل والرتابة الذي يُصيب العلاقات الزوجية، والأغنية قد تبدو بسيطة، لكن هناك فلسفة كبيرة في الكلمات التي كتبها ولحنها عزيز الشافعي، وهذه الأغنية كان من المفترض أن تُعرض ضمن أحداث أحد الأفلام المقرر عرضها في السينمات قريبًا، لكن المنتج نصر محروس أُعجب بالفكرة واللحن، وقرر أخذها، وتحمست للأغنية كثيرًا خاصة بعد تسجيلها، إذ شعرت أن صوتي وأدائي أضاف لها.

تستعين بمصطلحات جديدة غير دارجة في عناوين أغنياتك.. هل تقصد ذلك من أجل إثارة فضول الجمهور لمضمون الأغنية؟

إطلاقًا، فالأمر يأتي عن طريق الصدفة، والمنتج نصر محروس هو المسئول عن عملية اختيار الأغنيات، وما يُميزه هو إنه يلتفت للكلمة المختلفة، والموضوع الجديد، واللحن المستساغ بطريقة جديدة أيضًا، لذا تأتي اختياراتنا غير متوقعة، وبالتالي عنوان الأغنية يكون مختلف وجديد أيضًا، وما يهمنا فقط هو المحتوى، وهل سأستطيع فرض صوتي وشخصيتي الفنية على الأغنية أم لا؟، لإن إذا صوتي لم يُضيف جديدًا للحن “يبقى الأغنية ملهاش لازمة”، وهذا الأمر يتحكم في اختياراتنا معظم الوقت، لإن في النهاية الفن فكرة، ونحن نبحث عن الأفكار المناسبة والملائمة لنا.

ما سر النجاح الكبير الذي حققته أغنية “ملطشة القلوب” حتى الآن؟

“ملطشة القلوب” هي بطاقة تعارفي بالجمهور، والتي وضعتني على بداية الطريق، ونجاحها الكبير هو توفيق وكرم كبير من الله، خاصة إنني كُنت أحد ابناء شركة “فري ميوزك” منذ أواخر 2015، وتم طرح أولى أغنياتي مع الشركة أواخر عام 2019، إذ إنني قضيت 4 سنوات مع الشركة بدون إنتاج أي أغنية، وهذا الأمر لم يُسبب لي أي إزعاج لإنني كنت أعي أن الفكرة التي يبحث عنها المنتج نصر محروس لتقديمي من خلالها “لسه مظهرتش”، لكن عندما ظهرت فكرة أغنية ملطشة القلوب “شاور عليها” فورًا، وكان اختياره، فكره، وتوقيته مُوفق إلى حد كبير.

هل تبحث في اختياراتك على نجاح جديد يوازي “ملطشة القلوب”؟ 

أنا في رحلة بحث دائمة عن الأغنية “الحلوة” والمتميزة، وأطمح بنجاح أعلى من “ملطشة القلوب”، لكن أرفض تكرار نفس الفكرة لمجرد أنها حققت نجاحًا كبيرًا مع الجمهور، ولا أُحبذ السير على هذا النهج، لإن “محدش عارف النجاح فين”، وليس له كتالوج مُعين لاسيما أن أذواق الجمهور في تغير دائم، والمعروض أمامهم كثير، بل وأحيانًا الذوق العام يفرض نوعية مُعينة من الأغنيات، وإذا نظرنا على مشوار حياة أي فنان لن نجد جميع ألبوماته وأغانيه ناجحة و”كسرت الدنيا”، وتتراوح ما بين نجاحات واخفاقات، فضلًا عن أن أي فنان يتخيل دومًا أن اختياراته ستحقق نجاحًا باهرًا لكن الجمهور يكون له رأي آخر، ورغم جودة المنتج لكن من الممكن أن يمر مرور الكرام.

اقرأ أيضًا : مصطفى شوقي يحيي حفل مهرجان القلعة | صور

;