أولياء الله

د.على جمعة عضو هيئة كبار العلماء
د.على جمعة عضو هيئة كبار العلماء

حديث سيدنا رسول الله  هو نبراس الهدى ومصباح الظلام، أخرجه البخارى عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه تعالى قال، قال رسول الله  : « إن الله قال : من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما افترضت عليه ، وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى يبصر به ، ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ، وإن سألنى لأعطينه ، ولئن استعاذنى لأعيذنه ، وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن.

يكره الموت وأنا أكره مساءته » هذا الحديث هو أعلى ما روى فى شأن الولى عن النبى  ، ربنا يأمرنا أن نوالى أولياء الله، وألا نبارزهم بالإهانة والحرب، ومن بارز أولياء الله بالإهانة والحرب فإنه يكون مواليا لأعداء الله، والله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نوالى أعداء الله، فعلينا إذن أن نمتثل لحب أهل الله لأن حب أهل الله لا يكون إلا من حب الله سبحانه وتعالى، أعلى الأولياء فى هذه الأمة هو سيد الخلق .

فهو خير ولى كما انه خير نبى، وهو لنا مثل الوالد للولد وهو  المقياس والمعيار الذى إذا أردنا لهذه الحياة الدنيا أن تسير على مراد الله لاتبعناه (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) وأولياء الله عبر التاريخ حاولوا أن يكونوا فى ظاهرهم وباطنهم مثل سيدنا رسول الله ، حتى انهم كانوا يلتمسون أخلاقه وأوامره ونواهيه ومشيته، وهيئته وسمته فى مأكله ومشربه.

يقول الإمام السيوطى: إن من رحمة الله بالعباد أن أوجد فيهم أولياءه وأصفياءه، فإنهم يدعون الله فيستجيب فيستقر الخلق ويؤمنون بالله ويعلمون أن وراء هذا العالم خالقا قادرا حكيما يستجيب الدعاء، وانه فرض على الأمة ان يخلص منها بعضهم حتى يلجأ إلى الله بالليل والنهار، لا يفتر لسانه عن ذكر الله ولا قلبه عن التعلق به سبحانه وتعالى، يخرج الدنيا من قلبه لتكون فى يده حتى يلجأ إليه الناس، حتى يفزع إلى الدعاء فإذا سأل الله أعطاه، وإذا استعاذه أعاذه وإذا دعاه أحبه وقربه إليه.

عودوا إلى حب أولياء الله، من الأتقياء والأنقياء ومن أهل بيت رسول الله  وعترته رجالا ونساء وعلماء وأتقياء فإن هذا هو الصراط المستقيم وهو المنهج الذى نستطيع به أن نلم شعثنا.

د.على جمعة عضو هيئة كبار العلماء