عاجل

أما قبل

نستطيع .. ومضمونة !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

أنت تظلم الكرة المصرية والمنطق  معا  عندما تقارن الدورى المصرى بالمسابقات الأخرى  بالمنطقة التى يتم الإنفاق عليها بالمليارات لدرجة تفوق دوريات العالم كله ..  هذا ظرف استثنائى لأسباب أخرى لا يمكن القياس عليه ولا المقارنة المنطقية فيه .. لكننا  يجب ألا نقف مكتوفي الأيدى بينما نحن  نملك ما يكفل لنا التطور والتقدم بالكرة المصرية لآفاق بعيدة .. نستطيع .. ومضمومة كمان !

دعونا من المقارنات غير الجائزة ، ولننظر لتجربة قريبة الظروف منا وهى تتمثل فى التجربة المغربية وكيف أنهم نجحوا فى غضون بضع سنوات فى امتلاك منتخب ينافس بقوة وتميز حتى الدور نصف النهائي لكأس العالم  رجالا ..وسيدات ..وأيضا الفوز بالبطولات القارية للأندية والكرة الشاطئية وكرة الصالات .. تقريبا لم يدع المغاربة شيئا له علاقة بكرة القدم إلا وتفوقوا فيه ..  أندية ومنتخبات .. رجالا وسيدات .. كبارا وناشئين .. محليين ومحترفين بالخارج . نهضة كروية شاملة وملهمة كيف نتعلم منها ؟

تمتاز الكرة المصرية بتوفر العنصر البشرى والارث الحضارى  والحضور التاريخى والواجهة الدولية المعتبرة    فكيف نبدأ ؟

فى المغرب تم تعيين فوزى لقجع  وهو الأمين العام للخزانة المغربية ، يعنى بسلطات وزير مالية،  ليس فقط رئيسا لاتحاد الكرة بخبراته ونفوذه كعضو بالفيفا والكاف ولكنه حمل ملف الإصلاح الشامل فقام بتنفيذ مشروع الملك محمد السادس لرعاية الناشئين وكشف الموهوبين وتقديمهم من خلال اكاديميات انتشرت فى ربوع البلاد ،  كما تم  توجيه الاهتمام الخاص بالملاعب وتطويرها وانتشارها وفقا لخطة زمنية وخريطة جغرافية معلنة وباعتمادات مالية كبيرة   لكن بجانب هذا وربما قبله  : التخطيط. ..ثم التخطيط ..

تكوين الروابط التى تدير كل مسابقة احترافية رجالا وسيدات وفرض الحوكمة التامة من خلال لوائح واضحة ومنضبطة تضم فى عضويتها  ممثلين لكل عناصر اللعبة :  جمعية اللاعبين المحترفين وجمعية المدربين وأخرى  مستقلة تماما للحكام ثم للأطباء الرياضيين هذه الجمعيات تنتخب عناصر تمثلها فى هذه الروابط التى تدير مجالسها هذه المسابقات بمختلف الدرجات باستقلالية عن الجامعة المغربية لكرة القدم .. أى اتحاد الكرة ..  وتضع جداولها  وتدير حقوقها وتوزع عوائدها من بث تليفزيونى وخلافه . النظام .. ثم النظام ..

الكرة المصرية تستطيع النهوض  بل وتملك مقومات  ضامنة للنجاح والتحرك من هذا المربع الصفرى ..

نمتلك طاقة جماهيرية جبارة.. تمثل طاقة هائلة لتنمية العوائد ونجاح الاستثمار الرياضى ..جماهير بالملايين يمكن أن تعمر المدرجات وتعيد تدفق الحياة للملاعب   وشغف كبير بكرة القدم  يمثل نقطة انطلاق هائلة .. وعمق تاريخى يخلق سمعة كبيرة بالقارة والإقليم وحضور قارى  متميز تصنعه نجاحات الأندية قاريا وعالميا ( الأهلى نموذجا )  ثم واجمة عالمية براقة تشع من توهج نجم كبير بقيمة محمد صلاح الذى يصنع سمعة جاذبة للاعب المصرى بلا شك فى الخارج ..

الموهبة الفطرية للناشئ المصرى تلفت انتباه الكثير من المدربين الأجانب. لدرجة أنهم يشبهون المواهب المصرية فى الكرة باللاتينية والمهارة البرازيلية تحديدا ..نملك ما لا يملكه الآخرون . الكرة المصرية غنية جدا بثرواتها المهارية التى يمكن أن تحقق فائضا قابلا للتصدير  والتألق فى ملاعب العالم وتتحول لروافد مهمة للدخل القومى .. عندنا كنوز صدقونى 

مع كل هذه المقومات الطبيعية المتوفرة بغزارة. ينقصنا فقط التخطيط . آفة مدينتنا الفوضى !

الأمانة تقتضى التأكيد على حاجة الملف الرياضى لمراجعة جادة فى قمته وتفصيلاته وتفضيلاته .. وكرة القدم تحتاج لعمل جاد وبتخطيط مدروس عمليا وواقعيا .. 

 رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الحالى  لا تظلموهم ..  قد يملكون  الرغبة وحسن النية لكن معظمهم لا يملك الرؤية  والإرادة والاستقلالية فى الرأى والحركة ..

 الكرة المصرية تحتاج لشخصية إدارية كبيرة ..فاهمة ونظيفة اليد والسمعة  لقيادة الكرة المصرية باستقلالية وجرأة ومجابهة للواقع الصعب . ليختار .. وحده وبنفسه. ولنفسه  عناصره المساعدة وفريق عمله الذى يحاسب عليه حساب الملكين ..  بحيث  يضع برنامج اصلاح شاملا على كافة الأصعدة.. أندية ومسابقات .. ملاعب ومنتخبات .. مواهب وأكاديميات .. وبخطط  قصيرة وطويلة المدى . والثمار مؤكدة .

على فكرة .. لم نعد نملك رفاهية الانتظار !