«عين جالوت».. قصيدة للشاعر صبري الصبري

 قصيدة للشاعر صبري الصبري
قصيدة للشاعر صبري الصبري

لسيف الدين أهديت الزهورا

          توافي بالوفا (قطز) الأميـرا

أحيي فيه سلطانا عظيما

       يصاحب في علا الإكبار نورا

لـركن الدين (بيبرس) قصيـدي

       يلاقي (ظاهـرا) ردءا ظهيـرا

لديـن الله فـي حـزم وعـزم

         يلاحـق بالإبـا وغـدا كفـورا

يواجـه للتتـار حشـود بغـي

         ترامـت بيننـا ظلمـا وجـورا

وينشر جيشه الميمـون نشـرا

       جريئا بالثرى شهمـا جَسـورا

منيعـا شامخـا فخمـا فضيـلا

       مهابا ناضـرا شهمـا طهـورا

لـفذٍّ قائـد الشجعـان يمضـي

     بسيف صارم يهـوي صبـورا

ويفتك بالعـدا فـي كـل ركـن

       ويقتـل غاصبـا لصـا مكيـرا

بـ(مصـرٍ) أقبلـت بالعـزِّ تلقـى

        تتارا أشعلـوا فينـا السعيـرا

وعاث طغاتهم فينـا فسـادا

   نواجه من أولي البغي الغُـرورا

وحرَّق وغدهم (بغـداد) حرقـا

     وصَيَّرَ روضها الباهي قبـورا

وشنوا حربهم صبحـا وظهـرا

 وعصرا بالدجى دهموا القصورا

وخَرَّتْ دولة العباس أرضا

        وأمسى عزها عزا كسيرا

بدجلـة مـاؤه يجـري دمـاء

    تناهت بالـردى سحقـا مريـرا

ونـادت بالأسـى ليـلا فراتـا

    يواسـي للـورى نخـلا ودورا

وقتلا سجَّـل التاريـخ بطشـا

   يسائل بالبكـا عنـه العصـورا

مصائب أقبلـت فيهـا البلايـا

  بأرض واجهـت جدبـا وبـورا

وإجرامـا شديـدا مـن عتـاة

    تخطوا بالدجى فينـا الجُسُـورا

وراموا (مصرنـا) زحفـا كثيفـا

     وظنوا مغنمـا فيهـا الثغـورا

فـلاح لقائـد الإسـلام بـأسٌ

   وفأسٌ مزقـت جيشا غَـرَورا

لـشهمٍ سيـف نهضتنـا وجيـش

     قـوي دمـرا خصمـا كبيرا

و(ظاهر) عزمنا المنصـور يبـدو

      بساحـة بأسنـا نجمـا مثيرا

يمزق محتوى الأعداء أضحـوا

    ولائم جمَّعـت فيهـا النسـورا

ولاحت بالثـرى جيفـا تلاقـي

    بطعم غذائهـا الفـج الطيـورا

وماجت ثورة الفرسـان موجـا

    يواكب في سنا العزم البحورا

تتابع في فضا الأكوان زحفا

       يؤجج نوره فينـا الشعورا

ويحيي في سنا الوجدان مجـدا

      يرافق بالعـلا منـا الهديـرا

جميعا لا نـرى الخـذلان حـَلاًّ

          فهيا نبدأ الآن العبـورا

نحرر قدسنا المغصـوب يرنـو

     لنـا بالقيـد مهمومـا أسيـرا

ويدعـو أمـة الإسـلام تأتـي

   لتطرد غاصبـا قزمـا حقيـرا

رجـال جهادنا قامـوا قديمـا

   أبادوا المعتدي التتري الخطيرا

رجـالٌ صـدَّقـوا بالله ربــا

    أحبوا المصطفى البدر المنيـرا

وراموا بالجهاد الحـق نصـرا

      وراموا ربهم عونا نصيـرا

جنـود للضيـا عـزوا بـعـز

       لـرب واحـد منـح الأجـورا

لـقـوم أخلـصـوا لله قلـبـا

       وأَمُّوا واحـدا فـردا قديـرا

فهيـا كلنـا للقـدس جـنـدا

    لنرضـي ربنـا الله البصـيـرا

وصلـى الله ربـي كـل وقـت

على المحمود من ركب الأثيـرا

وطار لمسجـد أقصـى بإسـرا

   ولاقـى بالعـلا الصمـد الخبيرا

وآل البيـت مـا هبـت ريـاح

   بسحب أغدقت غيما مطيـرا !!