تساؤلات

ولا دياولو

أحمد عباس
أحمد عباس

كيف أصبحت وكيف الحال، بخير؟، الحمد لله يارب دائمًا. هل لازلت تقلق وتشغلك دروب الحياة وترهقك.. أعرف ذلك فكلنا بالكاد بتنا ننشغل لأوضاعنا الشخصية والخاصة فقط وما عاد يهمنا ما يجرى فى أى شأن آخر لا عام ولا دياولو، لم يعد يهم أن الفنانة الفلانية قضت اجازتها فى المريخ ولا الفنان العلانى ظهر بعد طول غياب ولا ان الجو ممتع أين ولا دياولو، صحيح ما معنى دياولو!


دياولو هى كلمة تستخدم بكثرة فى العامية المصرية القديمة ولا مرجعية لها أو تأصيل لكنها يقصد بها «ولا غيره» ولما بحثت عن اشتقاقها قيل انها ربما تعود الى الكلمة الايطالية «ديافولو» ومعناها الشيطان، ويعتاد الطليان استخدامها بنفس المفهوم، يقولون لا كذا ولا ديافولو أى لا فعلت كذا ولا الشيطان.


تخيل ان كل الاشياء لم تعد تهم!، الدنيا تتشقلب أمامك رأسا على عقب وأنت قلق أنك غير مكترث لكن عادي، هذه مسائل تحدث مع التقدم فى العمر، نعم كبرنا الى ذلك الحد، أما أنتِ يا سيدتى فالجملة الفائتة لا تنطبق عليكِ فلم يزدك العمر الا جمالا ورونق، وهذا اتقاء للدخول فى أى جدل بشأن العمر الذى هو مجرد رقم وان الجمال لا يفنى ويستحدث من العدم، هذا الحديث يستهلكنى جدا ولم أعد أهتم بحقيقته ولا دياولو.
العملية العسكرية الروسية طالت جدا ووصلت أغلب المدن ونحن لم نحفظ اسم مدينة واحدة فى أى من البلدين ولا فهمنا ما يدور خلف الابواب المقفلة، صحيح.. هذا غريب جدا لماذا دائما نستخدم توريات غريبة فى يومنا كأننا نستخدم تحت الترابيزة، وبين السطور، والغرف المغلقة، هذه جمل كلها تبعث على الريبة والغموض وتثير الشكوك لكننا نحب استخدامها، شيء ما يضيف لكلامنا ألغازا كأنه ذو مغزى ومعنى، لكنه فى الواقع لم يعد يهم ان كنت غامضا او كلامك من فوق الترابيزة، كلامنا كله صار بلا أهمية ولا دياولو.


كأن الناس كلهم يحبون الغموض وادعاءه ويفتقرون لوسيلته، والأمريكان يحبون الامعان فى تلبية تبادل الأسرار والا ما كان هاتفهم ذو التفاحة المقضومة باع فى العالم كل هذه المبيعات، فلا هو الأكفأ ولا الأرخص ولا الأجود بل هو ناقل الأسرار وفاضحها، لولا «فيس تايم» ما سرت النميمة فى العروق ولا تداولت التسريبات، يقتنيه الناس - أبو تفاحة- حبًا فى النميمة فقط ودرءا للشبهات والشائعات التى قد تطول أحد تسرع وفضفض بكلمتين فى الهواء، أما أنا فقررت ألا أتلقى كل مكالمة تأتينى عبر هذا الملعون فلم أعد حمل سر ولا تسريب ولا دياولو.
أما هل كل ماسبق له معنى فى بطن الشاعر أو اشارة لما يدور فى الغرف المغلقة، فالحمد لله هو ليس كذلك ولا ربما ولا دياولو.