عاجل

حديث وشجون

رفقًا بكبار المواطنين

إيمان راشد
إيمان راشد

لفت نظرى هذه الأيام فى محيط معارفى ظهور وتباين مشاكل كبار أفراد العائلة ممن تقاعدوا أو وصلوا لسن المعاش ليس بسبب المرض الجسدى فقط وإنما الآلام النفسية الكثيرة التى يعانون منها وأولها الوحدة رغم وجود أبناء أو أحفاد بالمنزل إلا أنه يشعر بفقد أهميته، فبعد أن كان له الكلمة والهيبة والصولجان فى عمله أصبح لا يفعل شيئا سوى النوم والطعام وهنا تبدأ المشاكل فيصبح حاد الطباع يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة بالمنزل ليشعر بذاته ويزيد الطين بلة إذا توفى رفيق عمره فلا يجد ونيسًا فى وقت لا يستطيع التفاهم مع الآخرين للفجوة السنية أو الفكرية مما يترتب عليها حالات اكتئاب تؤدى للعديد من الأمراض...

ولأن أغلبنا وأنا أولهم نرفض فكرة دار المسنين لأهالينا بغض النظر عن كلام الناس فهو لا يغنى ولا يسمن من جوع وإنما نظرة إلى هذا الشخص الذى كان بيته يعج بالأهل والأقارب والأحباب ثم يجد نفسه وحيدًا غريبًا فى مكان لا يحبه ولا يألفه فإنسانيا أنا رافضة لهذه الفكره تماما وألوم على الأبناء إذا فعلوا ذلك إلا فى الحالات المرضية الشديدة وعدم الاستطاعة المادية للاستعانة بجليس.. وأعلم أن هناك أبناء هاجروا وتركوا آباءهم وأمهاتهم ليموتوا بمفردهم ولم يكن يضره أن يصحبهما معه فالوالدان كانوا يخدمون ويربون ويسهرون الليالى بجانب أولادهم ولو خيروا بحياتهم أو حياة أبنائهم لن يترددوا لحظة للتضحية بأنفسهم لإسعاد أبنائهم هؤلاء الذين ملأ الجحود قلوبهم..


ولذلك اقترح أن تنشئ كل شركة أو مؤسسة أو بنك دارًا لاستضافة كبار المواطنين ممن وصلوا لسن التقاعد لاستضافتهم ثلاثة أيام فى الأسبوع إعاشة كاملة بأجر رمزى وكأنها رحلة مع زملاء ورفقاء وأصدقاء زمنهم وسيجد كل منهم متنفسا للحديث والذكريات التى تجمعهم، ففكرهم واحد واهتماماتهم مشتركة ..وبذلك نضرب عصفورين بحجر كما يقولون إسعاد الكبار وتخفيف الضغط عن الأبناء .... ياليت حديثى هذا يجد صدى فى النقابات وشركات البترول والوزارات السيادية والبنوك فكل تلك الجهات قادرة على تخصيص مبنى لذلك وتجهيزه ونكون بذلك قدمنا للكبار بعض ما بذلوه من جهد وعمل.