فكرتى

شاطئ السعادة

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

قضيت عدة أيام هذا الصيف فى الساحل الشمالي، قسّمتهم  بين الساحل الطيْب والساحل الشرير، كما يطلق عليه الكارهون. فى الواقع، أني أعترض  على هذه التسمية، لأن ليس منهم الطيب ولا منهم الشرير!

صحيح،  من يرتاد  ساحل السعادة غير من يرتاد ذاك الساحل، أولا القدرات المادية مختلفة، والطبقات الاجتماعية متفاوتة. ثانيا : البيئة  غير مطابقة،  والمتطلبات غير متماثلة. هل يُعيب شاطئ السعادة أنه  جاذب للاستثمار، يناسب الأثرياء والمليادرات والأخوة العرب، وبالتالي يتواجد فيه رجال الاعمال وفنانون.. وتقام فيه الاحتفالات والمهرجانات. 

الأسعار مرتفعة جدا، تباع السلعة  بعشرة اضعاف سعرها  فى الساحل الطيب. محلات الموضة العالمية  تتنافس لعرض ازيائها.. وأغلى المطاعم وافضلها فتحت أبوابها هناك.  

قد لا يكون  هذا الجزء من الساحل الشمالي  فى متناول معظم الناس  ولكنه  أصبح مقصدا سياحيا دوليا، ينافس أجمل مصايف العالم! .. فُتحت بيوت كثيرة بعد أن أصبح أصحابها يشغلون وظائف  هناك..  فانتعشت حياتهم وحُلت الكثير من مشاكلهم!

«ما له الساحل الطيب!» الذى نعرفه من زمان، فلنستمتع بشواطئه التى  تتفق مع قدراتنا المالية.. ونترك الآخر لمن لديه القدرة على تحمل غلائه الفاحش! 
أهلنا علمونا أن كل شخص يجب أن يعيش حسب قدراته المالية، ولا ينظر أبدا لمن  هو أكثر قدرة منه. المهم، أن يحاول أن يستمتع بما هو متاح ويرضى به.
أنا فخورة جدا بشاطئ السعادة!