قول لين

الثمن

محمد سعيد
محمد سعيد

شاردة نظراتهم.. عابسة وجوههم.. مجهول مصيرهم.. ضبابى مستقبلهم.. أطفال وعجائز وشباب.. نساء ورجال.. لا تفرق رحى الحرب إن دارت بين جنس أو لون أو عُمر.. فالكل أمام الموت أو الفرار من الموت سواء.. مهرولين فى قوافل نزوح جماعية يحملون ما استطاعوا من متاع.. مودعين بأسى ذكريات أيام وسنين عاشوها آمنين مطمئنين فى منازلهم.. سواء كانوا ساخطين أو قانعين بأحوال معيشتهم فى أوطانهم قبل أن تتهاوى.

الأطماع متعددة ومختلفة يتداعى أصحابها على ضحيتهم فى هجوم متزامن لايهم وقتها من بادر بطلقة البداية.. المهم أن الوقت قد حان للهجوم.. المسرح أصبح مهيأ لظهور أبطال العرض.. كل ينفذ دوره كما كتبه المؤلف.. لا مانع من الارتجال لكسب المزيد من الأضواء طالما كان الارتجال فى سياق السيناريو المكتوب سلفا.

لم تعد البوارج تُبحر لهدم الأوطان.. أصبح أهلها أولى بهدمها مادام بينهم من يلهث وراء دور مكتوب ضمن سيناريو متفق عليه فى سبيل تحقيق مآربه.. مرتديا فى سبيل إتقان دوره ثياب الوطنية رافعا شعارات رنانة.. فالمؤلف كاتب كبير له من الخبرات ما تمكنه من أن يتقن الجمل التى يرددها أبطال العرض لتطرب آذان المستمعين أيا من كانوا وأينما كانوا.

وجميعهم.. المؤلف والأبطال غير عابئين بما خلفه عرضهم من خراب.. كل ما يهمهم هو تحقيق أهدافهم.. وأن تتآكل الأوطان داخليا.. وقتها يحصلون على الثمن.