قول لين

المظلة

محمد سعيد
محمد سعيد

مع التطور التكنولوجى فى وسائل التواصل.. أصبح من السهل التلاعب بالمصطلحات لعكس القيم والمفاهيم.. فتجد أن الجواسيس يطلق عليهم مناضلون.. والإرهابيون ينعتون  بالمعارضة المسلحة أو أقلية مهمشة.

وكما تغيرت أساليب الحروب عالميا وظهور الحرب بالوكالة عن طريق ميليشيات وجماعات إرهابية.. تغيرت أيضا أساليب الحروب الإعلامية ومكنت أدوات التواصل الحديثة الدول المعادية أو التى لها مصالح فى هدم دولة بعينها من تطوير آليات الهجوم..

فلم تعد تعتمد فقط على أسلحتها الإعلامية الثقيلة؛ وإن كانت تستخدمها بشكل مختلف قد لا يظهر فيه مباشرة الاستهداف الواضح للدولة «الهدف»..

فلجأوا لتمويل مواقع إليكترونية وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعى بتكلفة قليلة تقدم محتوى خبريا ومعلوماتيا تخاطب مواطنى الدول المستهدفة بلغتهم المحلية..

 أغلب هذه الوسائل تم إنشاؤها فى عدة دول مختلفة وبعضها قد تكون مقراته أو الأفراد العاملين به داخل الدولة «الهدف».. هذه المنصات التى أصبح يطلق عليها «إعلامية» بسبب تطور التكنولوجيا تلعب نفس الدور الذى تلعبه الميليشيات الإرهابية فى حروب الوكالة (جماعات متفرقة خفيفة تخوض حرب شوارع ضد جيوش مركزية) ..

وبخلاف «الميليشيات الإعلامية» يظهر أفراد مقيمون خارج الدولة «الهدف» فى فيديوهات تقدم محتوى تحليليا يحمل بالطبع وجهة نظر داعميهم من الدول المعادية وأصحاب المصالح.

كل هذه الأدوات وغيرها مما قد تفرضه تطورات التكنولوجيا  خاصة مع الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعى يستوجب معه أن تقوم أى دولة بصناعة مظلتها الخاصة والتى يأتى استخدامها لصد وتشتيت الهجمات التى تشنها «المليشيات الإعلامية».