سميرة داود تكتب: «الرحلة»        

سميرة داود
سميرة داود

على الأرض نحيا الرحلة نكابد مشاق الحياة نعايشها ، انها رحلة البداية لا النهاية ، رحلة الروح المتارجحة أَبَدًا بين عالم الصفاء الروحي وعالم المادة الفج ، رحلة العقل بإنتاجاته الغزيرة والمتفاوتة البناءة حِينًا والهدامة حِينًا  آخر ، أيضا رحلة النفس وما أدراك ماهية النفس وشهواتها المتلاحقة اللامتناهية !! .  

في الرحلة تختفي الصفات الجمالية الإنسانية  رُوَيْدًا رُوَيْدًا  تفتش عنها فلا يتراءى لك إلا قيما واخلاقا مهترءة ، والتي قد تندثر في المستقبل البعيد . ففي الفضاء تشم رائحة المؤامرات والمكائد القادمة إليك من بعيد لا محالة، يعلو الصخب والضجيج ، دول تندثر وشعوب لاجئة على الحدود ، تنظر إليهم الدول كأنهم شرذمة قوم " دونما حق في الحياة " ، بل وتتسابق فيما بينها وتتناحر على نيل  "جائزة القهر الدولية " في كيفية التعاطي والتعامل مع هؤلاء اللاجئين والعمل على إعادتهم قصرا او غصبا إلى دولهم مرة أخرى ، والتي "شاءت ام ابت" سحب البساط من تحت أقدامها ، فبات ينطبق عليها هذا المسمي الشائع   " شبه دولة " .

 أضحى اللامعقول هو السائد والجنون هو ناموس الكون ، فماذا جنيت أيها الإنسان الغافل على الدوام !!؟ ماذا فعلت بالروح والعقل والنفس ؟ هل ارتقيت بالروح ؟ هل ارحتها من عناء عالم المادة الفظ البغيض ؟ هل إستثمرت العقل في إنتاج الأبحاث الإيجابية غير السلبية ؟ أم به " على سبيل المثال " نسقط في براثن عالم الميتافيرس الإفتراضي " يتم الآن شراء عقارات في هذا العالم الإفتراضي " ؟ هل جاهدت النفس تجاه شهواتها التي لا تنتهي ؟ هل هذبتها على التشبث بقانون التخلي والتحلي " على سبيل المثال لا الحصر " .

ماذا نحن فاعلون بأنفسنا وبهذا الكوكب الأرضي ؟ ألا من هدنة لنفيق وندرك !!؟ فعلى الأرض نحيا الرحلة نكابد مشاق الحياة نعايشها  ، انها رحلة البداية لا النهاية ، فكن إنسان ياإنسان يامن قال الرحمن فيه " إني جاعل في الأرض خليفة " قبل ان تدق ساعة السماء باوان الرحيل .