أخر الأخبار

ضحية مستريح المقاولات يكشف لأخبار الحوادث أسرار النصب عليه

المحامى الشاب اسلام يتحدث لأخبار الحوادث
المحامى الشاب اسلام يتحدث لأخبار الحوادث

القليوبية‭: ‬آلاء‭ ‬البري

حيلة غريبة وماكرة.. ولولا انها مسجلة في الأوراق الرسمية، ورواها الضحية بنفسه ما كان يصدق أحد حدوثها؛ الغريب فى الواقعة ان الضحية محامى، ورسالته حسبما أكد القانون هى الدفاع عن الضحايا والكشف عن الحقيقة وكشف ملابساتها بمساعدة الأجهزة المعنية، والنظر ايضاً فى القضايا وإكتشاف الثغرات وجمع الأدلة، بالإضافة الى صياغة العقود وكافة المستندات القانونية.

لكن ان يقع ما يملك كل هذه الأدوات ضحية لنصاب، هذا هو المدهش، والذى أكده المحامى الشاب اسلام، والذى كشف ايضاً عن تفاصيل الواقعة الغريبة، محذراً من حيلة النصابين للإيقاع بالضحايا، مشيراً الى انه لن يترك النصاب ينعم بالمال، ليس فقط لأنه محامى، لكن حتى لا يقع ضحايا جدد له.

تفاصيل القضية، وكيف دار السيناريو الذى تحول الى نزال بين الطرف الثاني فيها محامى اخر يعاون النصاب، والذى صنع فخاً جديداً فى محاولة لإنقاذه من السجن، هذا ما سنتعرف عليه الان.

القصه بدأت مع رغبة المحامى الشاب إسلام في استثمار أمواله بإحدى الشركات المضمونه، ليبدأ رحله طويله من البحث عن أحد المستثمرين الموثوقين كي «يشغل» معه أمواله، وبعد رحله بحث تعرف على أحد المقاولين الشباب الذي يعمل بالنظام الحر، وبعد فتره قصيرة توطدت بينهم العلاقه، وقرر إسلام أن يستأمنه على «تحويشة» عمره على شرط أن يوقع على إيصالات أمانه له مقابل المبلغ الذي أعطاه له.

وبالفعل وافق المقاول الشاب علي طلب إسلام، ولكن على عكس المتوقع قرر المقاول فجأه أنه لن يعطي أية أموال لاسلام هكذا بمنتهى البساطة، حتى بعد أن هدده المحامى اسلام برفع دعوى قضائية ضده قد تزج به في السجن.

وحسبما أشار المحامى اسلام لنا؛ أنا لست الضحيه الأولى في مسودة ذلك النصاب، ولكني أحاول أن أكون الأخير حتى لا يتعرض غيري لألاعيبه ونصبه، فهو شخص بلا ضمير أو أخلاق.

مماطلة وانكار

واستطرد المحامي اسلام يحكي الحكاية قائلا: أقيم في محافظه بني سويف، ولظروف عملي كمحامي حر أحياناً أكون مضطراً للنزول إلى القاهره لكي أنجز بعض الأمور المتعلقه بعملي، وبحكم عملي كمحامي لا يجوز أن أقوم بامتلاك مشروع تجاري خاص بي، ولذلك كنت أفكر أن استثمر أموالي في مشروع مضمون مقابل نسبة من الأرباح، وبالفعل بعد فتره من البحث تعرفت على المتهم (أ.ع)، وأقنعني أن استثمر أموالي معه في أعمال المقاولات على أن أحصل على أرباح ثابتة كل فتره بشكل مستمر بدون مشاكل.

ويتابع قائلاً؛ فكرت في الأمر كثيراً، وبعدها قررت اعطاءه مبلغ 300 ألف جنيه لكي استثمرهم معه في المقاولات، هو حاول طمأنتي بكل الطرق، وعندما عرضت عليه أن يوقع على إيصال أمانه لي بالمبلغ المذكور لم يرفض أو يجادل، وافق على الفور، وبالفعل وقع على إيصال الامانه بسرعة إمعانًا كي اصدقه.

لكن بعد فتره حاولت التواصل معه لكي أعرف متى سيسدد لي الدفعه الأولى من الأرباح لكنه بدأ يماطل معي وأخبرني أنه سيسدد الأرباح بعد فترة، وظل على ذلك الأمر كلما حاولت التواصل معه بخصوص أموالي يتهرب مني ويتحجج تارة أن العمل في ركود مستمر بسبب الظروف الاقتصاديه الصعبة وتوقف حركة البيع والشراء، وتارة يخبرني بأن العمل يخسر، وتاره ثالثة يوعدني بأنه سيسدد كل الارباح المتأخره على دفعة واحدة.

لكن – والكلام على لسان المحامي إسلام - كأي شخص نفد صبري بعد فتره ليست بالقصيرة فذهبت إليه وواجهته، وطلبت منه إما أن يعطيني أموالي كلها التي أخذها مني ووقع بها إيصال أمانه أو يعطيني الأرباح المتفق عليها بيننا، لكنه بكل جرأة أخبرني بأنني لم أعطه شيئا وقال لي بالنص (أنت مالكش حاجه عندي والشيك اللي معاك بله وأشرب ميته)، وهو ما أثار غضبي فحذرته أنني سأقوم باتخاذ إجراء قانوني ضده وسوف أزج به في السجن، لكنه أصر على موقفه.

اجراء رسمي

ويتابع المحامى اسلام؛ بعد فشل كل النقاشات بيننا، وبدوري قمت بتحرير محضر ضده اتهمته فيه بعدم سداد قيمه الشيك، وبالفعل أحالت النيابه الدعوى لمحكمه جنح شبرا الخيمه، وبعدها فوجئت باتصال هاتفي من المدعو(م.ع) والد النصاب ( أ.ع) يطلب مني أن نقوم بإنهاء الأمر ودياً، وذلك بأن أتنازل عن الدعوى مقابل تسديده كل اموالي التي اخذها مني ابنه.

والغريب كما يقول المحامى اسلام، بعد فتره حاولت التواصل معه لكي نتفق على ميعاد لتسليم الأموال، لكنه رفض التحدث معي وقال لى (اللي عاوز تعمله اعمله ومالكش فلوس عندنا)، بعدها قررت الاستمرار فى القضية لكي أحصل على حقي من ذلك المحتال، وبالفعل تحدد موعد للدعوى، وأخبرت ذلك النصاب به لكي يحضر، لكنه تغيب عن الحضور، وتم صدور حكم ابتدائي ضده بالسجن ثلاث سنوات، لكنه تمكن من الهرب بعد صدور الحكم ولم يتم القبض عليه.

جريمة أخرى

حلقة جديدة من الاعيب النصاب يكشف عنها المحامى اسلام مشيراً، بعد مدة طويله كنت أستعلم بشأن القضيه لأفاجئ بأن القضيه أنتهت بالصلح بين الطرفين، وذلك ما أثار صدمتي، فأنا لم اتصالح معه لأقرر السفر إلى  القاهرة ومعى كل أوراق القضيه.

وبعدها بدأت رحلتي في البحث حول ذلك النصاب، وكيفيه كشف تزويره لأصاب بصدمه كبيرة؛ فذلك النصاب المدعو (أ.ع) قد قام بتوكيل محامي يدعى (خ.ا) وبالاشتراك معه قاما بالاتفاق مع شخص مجهول لكي يقوم بتزوير توكيل رسمي مني لذلك المحامي المدعو (خ.ا) وبعدما بحثت أكتشفت أن ذلك التوكيل صدر من مكتب التوثيق بمدينه قليوب، وقام ذلك الشخص المجهول بتقليد خاتم شعار الجمهورية الخاص بمكتب توثيق قليوب وختم التوكيل المزور به.

ولكن لغباء المتهم الأول (أ.ع) قام بالتوقيع والبصم باسمي على التوكيل، وأقر بمسؤوليته الكامله والشخصية بأن ذلك التوكيل ساري وسليم وأن الموقع هو المسؤول الأول عن ذلك التوكيل ويتحمل العقوبه القانونية عن ما يوجد به.

وبعدها ذهب إلى المحكمه مع المتهم الثاني المحامي (خ.ا) وقدما التوكيل المزور في جلسة الاستئناف، وذلك على أنني قد وافقت بموجب ذلك التوكيل على التصالح معه وبذلك أقفلت القضية صلحًا.

ملاحقة جديدة

ويضيف المحامى اسلام؛ قدمت طعن بتزوير هذا التوكيل، وبالفعل تم اثبات واقعة التزوير في ذلك التوكيل، وتم اثبات أن الخط الموقع على التوكيل يعود للمتهم الأول (أ.ع)، وبالتالي ثبتت واقعة التزوير ضد المتهمين الأول المقاول (أ.ع)، والمحامي (خ.أ).

وعندما بحثت عن ذلك المحامي هالني ما عرفته؛ فهذا المحامي المدعو (خ.أ) قد صدر ضده أحكام بالسجن لمده 20 عاماً في قضايا مشابهه، وهو يعتمد على تقديم استئنافات ضد تلك الاحكام، لكني لم ولن أتراجع عن حقي ومازلت مصراً على كشفه هو وموكله ذلك النصاب كي يأخذا عقابهما.

وبالفعل صدر ضد المتهم الأول حكم بالسجن سبع سنوات، وضد المتهم الثاني المحامي حكم بالسجن لمده عامين وذلك لأنه جاوز الـ 56 عاماً، ويحق له طلب الرأفه من المحكمة بسبب حالته الصحية، وأنا لازلت اتتبع اثرهما حتى أسترد حقي، وأرى هذين الشخصين خلف الأسوار، فـ حقي بالقانون حصلت عليه، وسوف أظل وراءهما حتى يصدر ضدهما حكم نهائي بالسجن ويعلم الجميع بأمر ذلك النصاب والمحامي المحتال الخاص به.

اقرأ أيضًا : تفاصيل سقوط رجال الشرطة المزيفين للنصب على المواطنين بشبرا 


 

;