خطوط حمراء

القارة السمراء تقرر مصيرها

محمود بسيونى
محمود بسيونى

تمثل اجتماعات القمة الروسية الافريقية حلقة جديدة من حلقات التعاون بين القارة السمراء والقوى العظمى فى العالم من نقطة القوة والبحث عن المصالح المشتركة وتمسكها بقرارها الوطنى وقرارات شعوبها الخروج من فلك التبعية لتصبح القارة الافريقية قوى دولية بازغة تتحكم فى قرارها ومقدراتها وتحول مواردها الطبيعية الى قوة دافعة لتنميتها وتحقيق مصالح شعوبها .

المتابع لتحركات دول القارة لرفض محاولات الهيمنة فى ظل مناخ الاستقطاب الناشئ عن الصراع العالمى بين الكتلة الشرقية بقيادة الصين وروسيا والغربية بقيادة الولايات المتحدة ودول الناتو وحرص أفريقيا على استقلال قرارها حتى فى أزماتها الداخلية وآخرها الأزمة السودانية يكتشف أننا أصبحنا امام قارة استوعبت دروس الماضى وتقرأ التحركات الدولية جيدا وتسعى لحل مشاكلها بالاعتماد على مواردها الذاتية وتفتح أبوابها أمام الاستثمارات المفيدة رغم الشروط المجحفة من قبل مؤسسات التمويل الدولية على الرغم من أنها تدفع فاتورة باهظة للتغيرات المناخية التى لم تتسبب فيها .

تعرف دول القارة ان هناك سباقا بين القوى العظمى لكسب ودها وتوسيع الشراكة معها وتدرك قيمة ما تملكه من موارد طبيعية وقدرات بشرية تمكنها من المشاركة كقوة لها دور فى صناعة القرار العالمى فى ظل عالم متعدد الأقطاب، ولذلك تحافظ على استقلاليتها وحيادها تجاه الملفات المتفجرة بين باقى القوى العظمى وتحاول تقليل خسائرها الناجمة عن الصراع الأوكرانى دون أن تخسر حلفاءها التقليديين وهو نجاح فى ظرف بالغ الصعوبة فى ظل عودة الحرب الباردة .