«الأكسجين النشط» لعلاج مضاعفات الأمراض المزمنة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

سمعنا مؤخرا عن علاج يمنح الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة حياة أكثر صحة بعيدا عن المضاعفات الخطيرة التى تصيبهم جراء هذه الأمراض، وهو العلاج بالأوزون أو الأكسجين النشط. كيف يكون هذا العلاج وكيف يعمل وهل له تأثيرات سلبية وماذا يعالج وماذا قال المرضى الذين قاموا بتجربته؟

◄ جومانا تودع ضمور العضلات
تقول والدة جومانا، إن ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات تعانى حالة ضمور بالعضلات أفقدتها الحركة تماما ولا تستطيع القيام بأى فعل سوى إطعامها وحملها لقضاء حاجتها أو التنقل بها بين المراكز الطبية والمستشفيات، وروت أنها قامت بتجربة العديد من أنواع العلاج والمحاولات التى تساعد ابنتها على الحركة فقط، لكن لا حياة لمن تنادي، حتى علمت بعلاج الأوزون وذهبت إلى الدكتور نادر المصرى للتحدث معه بشأن ابنتها وعلمت أن العلاج آمن وليس له مضاعفات، فرأت أن التجربة لن تضر ابنتها شيئا، وأخبرها الطبيب بأن مدة العلاج سيتم على مدى 12 جلسة قد تزيد أو تقل حسب استجابة الحالة، وبالفعل بدأت الجلسات ولم تر تحسنا ملحوظا حتى الجلسة التاسعة، مما جعلها تفقد الأمل ثانية، لكنها قررت أن تستكمل عدد الجلسات ورأت أن بداية من الجلسة العاشرة استطاعت ابنتها أن تحرك أعضاءها قليلا، وقررت أن تستكمل رحلة العلاج حتى فاجأت الطبيب بدخول جومانا إليه مشيا على الأقدام.

◄ آية تتخلص من تقشر الجلد
أما الطفلة آية التى لم تتجاوز الـ6 سنوات، فهى تعانى مرضا نادرا يجعل جلد جسمها يتقشر بالكامل وكذلك تُكسر أظافرها أسبوعيا ثم تُجدد وتعاود التساقط ثانية، احتار والداها معها لسنوات عديدة حتى أن الأطباء كانوا يخشون الاقتراب منها، ومن ضمن المحاولات التى قام بها الأهل هو الذهاب لحدود ليبيا لتلقى علاجا يعرف بـ«بير عين كبريت» لكن للأسف لم يأت بنتيجة، حتى علمت بالعلاج بالأوزون وحصلت آية على جلسات العلاج لتصبح آية إنسانية جديدة طبيعية مثلها مثل بقية الأطفال، لتستطيع الذهاب لمدرستها بعد أن كانت عزفت عنها وبدأت تمارس حياتها بشكل طبيعي.

◄ أحمد تجنب بتر القدم السكري
يقول أحمد محمد، (50 عاما)، إنه مريض بالسكرى ومنذ 10 سنوات وهو يعانى حالة القدم السكرى حتى وصل الأمر للتهديد بالبتر لعدم استجابة القدم لأى علاج نهائيا، كما أنه أصيب بعدد من الجلطات كنوع من مضاعفات مرض السكر والضغط وأصبح لا يستطيع التحدث بشكل طبيعي، حتى أخبره صديق له مقيم بأمريكا بأن يحاول تجربة العلاج بالأوزون إذا كان ذلك متاحا فى مصر، كحل نهائى قبل القدوم على إجراء عملية البتر، موضحا أن هذه التقنية الجديدة مفيدة بشكل كبير فى تحسين حالة الجسم بأكملها، وبالفعل وجد أن نسبة السكر فى الدم بدأت تنخفض بالتدريج وكذلك تم ضبط ضغط الدم وأصبح القدم يلتئم بعد أن كانت الجروح توغلت به ويستطيع حاليا أن يتحرك وتم استبعاد فكرة عملية البتر تماما.
مكونات الأوزون
يُعرف الدكتور نادر المصري، طبيب القلب وعضو الاتحاد العالمى والألمانى والمصرى للأوزون والطب التكميلى والذى عمل كخبیر للأوزون منذ عام 1999، مفهوم الأوزون أولا بأنه أكسجین یتكون من ثلاث ذرات یتولد من تأثیر أشعة الشمس الفوق بنفسجیة على الأكسجین فى طبقات الجو العلیا من خلال تأثیر شحنات كهربیة عالیة مثل البرق على الأكسجین، تأثیر أمواج البحر على الأكسجین قرب الشواطئ.
ويوضح أن الله عز وجل جعل الأوزون هاما لحياة بنى آدم لحمايته من أحد أنواع الأشعة الفوق بنفسجیة الضارة، كما أنه يعمل على التواجد فى طبقات الجو حیث یتحد مع المواد الضارة (الهيدروكربونات) ویحولها إلى مواد غیر ضارة (ثانى أكسید الكربون والماء).
ويقول د. نادر إن الاتجاه فى العالم حاليا نحو استخدام الطب التكميلى فى العلاج نظرا لندرة آثاره الجانبية، والأوزون هو أحد وسائل الطب التكميلى وأكثرها أمانا علاوة على أنه يمتاز عن كل وسائل الطب التكميلى بأنه خضع للبحث العلمى الذى أثبت فعاليته وأمانه.

◄ طرق العلاج
ويشير إلى أن الأوزون الطبي يستخدم فى العلاج على شكل خليط من الأوزون (وهو أكسجين منشط أو ثلاثى الذرة) بنسبة ما بين 0.5إلى 5 أوزون مضافة من 99.5 إلى 95 أكسجين، وعندما يدخل الأوزون الجسم يتحول بسرعة الى الأكسجين الطبيعي الذي نحيا به وهو موجود فى الدم ولا يمكن الحياة بدونه لمدة دقائق، ويتم توليد غاز الأوزون الطبى من مولدات الأوزون الطبى والذى يكون مصدرها هو أسطوانات الأكسجين الطبية والتى تنتج نسبة لا تزيد عن 5% أوزون فى الأكسجين. 

ویعتمد استخدام طرق العلاج على حسب نوع المرض، فلكل طریقة معاییر خاصة من درجة التركیز، ضبط الجرعة وعدد الجلسات، ويمكن العلاج عن طریق الجلد من خلال جهاز ساونا الأوزون (حیث یدخل المریض كابینة خاصة ليتعرض الجسم إلى مزیج من بخار الماء وغازى الأوزون والأكسجین)، أو يكون العلاج عن طریق أنبوبة رفیعة من الشرج بدون آلام ویتم حقن الأوزون وامتصاصه من الشعیرات الدمویة إلى الكبد ثم جمیع أجزاء الجسم، ويمكن أيضا استخدام كریم الأوزون أو كیس الأوزون (حیث یوضع العضو المصاب داخله ثم یمرر علیه غاز الأوزون والأكسجین).

◄ اقرأ أيضًا | الطب التكميلي| «الحمية الكيتونية» تواجه صرع الأطفال

◄ بلا أضرار
ومن مميزات الأوزون أنه لا يوجد ضرر منه فهو أكسجین ثلاثى الذرات لا یدخل معه أى عناصر كیماویة ولا یتعارض مع أى نوع من العلاجات الأخرى، وليس هناك شروط قبل أو أثناء أو بعد الجلسات ولا ینتج عنه آلام أو مضاعفات أو أعراض جانبیة أثناء أو بعد العلاج.

وتابع الطبيب حديثه: من أهمية الاستخدام الطبى لغاز الأوزون أنه قاتل للمیكروبات والفطریات والطفیلیات والخلایا السرطانیة ومثبط للفیروسات، ینشط الجهاز المناعي، یرفع من كفاءة وحیویة خلایا وأعضاء الجسم.

ولأن الأوزون یعمل على مستوى خلایا الجسم فإن الحالات المرضیة التى یعالجها كثیرة وفى تخصصات مختلفة ومن الممكن استعماله علاوة على طرق العلاج التقلیدى كعامل إضافى فعال، أو یستعمل وحده فى الحالات التى لا یكون هناك جدوى من العلاج التقلیدى أو ضرر آثاره الجانبیة، مثل الالتهابات المزمنة بالمفاصل وآلام الركبتين وعلاج تقلصات العضلات، وبعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية مثل القدم السكرى وكذلك الأمراض المناعية مثل الروماتويد والصدفية والذئبة الحمراء، وأيضا أمراض الربو والحساسية وحساسية الجيوب الأنفية.

◄ سبب المخاوف
من جانبه يؤكد الدكتور طارق الطنبولي، رئيس الجمعية الطبية المصرية للعلاج بالأكسجين النشط والطب التكميلي، أنه على الرغم من المميزات السابقة إلا أنه مازال هناك تخوف من بعض الأشخاص من خوض تجربة العلاج بالأوزون، ويعد ذلك نتيجة طبيعية بسبب تغيير المفاهيم التى اعتاد الناس عليها والخوف من الأعمال التى تقدم بدون قاعدة علمية، وذلك لأن الطب التكميلي لا يعد مادة دراسية فى كلية الطب، ولكن على الجانب أصبح يوجد أكثر من 50 رسالة ماجستير ودكتوراه فى مصر تتحدث حول كل ما يخص مجال الطب التكميلي.

وقد تم الإقرار فى عام 1999 بأن العلاج بالأكسجين النشط هو علاج تكميلى لا جديد ولا مستحدث ويستخدم فى العديد من الدول الأوروبية، ولابد من توافر مواصفات المختص بالعمل فى مجال العلاج بالأوزون بأن يكون طبيبا بشريا وحاصلا على دورة تدريبية للعلاج بالأكسجين النشط والأوزون.