تواصل الضربات الأوكرانية المتواصلة على جسر كريتش الذي يربط شبه جزيرة القرم روسيا الرئيسية التأثير على قدرة موسكو على نقل الموارد وصد هجمات أوكرانيا المضادة المستمرة، وفقًا لما أشارت مؤسسة دراسة الحرب المتخصصة ومقرها واشنطن العاصمة يوم السبت الذي أوضح إن التركيز الذي تقوم به القوات الأوكرانية على اللوجستيات الروسية في القرم "جزء من حملة متعمدة للتدخل تهدف إلى إيجاد ظروف مواتية لعمليات مضادة أكبر".
يركز الهجوم الأوكراني المضاد، الذي يدخل الشهر الثالث، على جنوب وشرق أوكرانيا، بما في ذلك منطقة خيرسون التي تم ضمها، ولكن طوال 18 شهرًا من الحرب الشاملة وفي السنوات السابقة، تعهدت أوكرانيا باستعادة القرم الذي تسيطر عليه روسيا منذ عام 2014.
اتهمت موسكو أوكرانيا بضرب جسر تشونهار، الذي يربط خيرسون بالقرم، وجسر كيرتش، الذي يربط القرم بروسيا الرئيسية.
تقول مؤسسة دراسة الحرب المتخصصة في تقييمها الأخير: "تواصل الضربات الأوكرانية السابقة على الجسور على طول خطوط الاتصال البرية الروسية بين القرم المحتلة ومنطقة خيرسون المحتلة في تعطيل اللوجستيات الروسية".
يمتد جسر تشونهار من مركز اللوجستيات العسكرية الروسية في ديجانكوي في شمال القرم إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا.
في يوم السبت، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بـ "محاولة" استهداف جسر كيرتش "باستخدام صاروخ موجه أرض-جو من طراز S-200 تم تحويله إلى نسخة هجومية".
وقال سيرغي أكسيونوف، حاكم القرم المعين من قبل روسيا، على منصة تلجيرام أن الدفاعات الجوية "أسقطت صاروخين أوكرانيين في منطقة مضيق كيرتش"، وأضاف أن الجسر الذي يمتد على مسافة 12 ميلاً من البر الروسي إلى الشبه الجزيرة المُلحقة لم يتضرر.
وفي بيان أصدرته موسكو في وقت سابق يوم السبت، قالت إن أوكرانيا أطلقت 20 طائرة بدون طيار على القرم، تم تدمير 14 منها بواسطة الدفاعات الجوية. وأضافت وزارة الدفاع أن الستة المتبقية تم "إخمادها بواسطة الحرب الإلكترونية".
تستمر ضربات أوكرانيا على الجسور في إجبار قوات موسكو على التفكير في طرق جديدة لتوصيل الذخيرة والإمدادات من القرم إلى قواتها في أوكرانيا الرئيسية.
وقالت لناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة العملية الجنوبية في أوكرانيا: "نحن نواصل العمل على تدمير ما تم تجميعه بالفعل لديهم، ونعمل على ضمان عدم سماح اللوجستيات بإعادة التجميع".
تعد الجسور الرئيسية المستهدفة، جسر تشونهار وجسر كيرتش، حيوية للحركة العسكرية واللوجستية بين القرم وروسيا الرئيسية وجنوب أوكرانيا. تتسبب الهجمات المتكررة على هذه الجسور في تعطيل الإمدادات الروسية وتشويش على اللوجستيات العسكرية لقوات روسيا في القرم.
تعد الحملة التي يشنها الجيش الأوكراني على اللوجستيات الروسية في القرم جزءًا من استراتيجية أوسع للتصدي للقوات الروسية واستعادة السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وتهدف هذه الحملة إلى إعاقة حركة القوات الروسية وقطع خطوط الإمداد وتقديم الدعم للعمليات المضادة الأوكرانية الأكبر.
من المهم أن يستمر العمل الدولي والجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة ووقف إطلاق النار في المنطقة. إن استمرار العنف والتوترات يهدد الاستقرار الإقليمي ويعرض السكان المدنيين للخطر. يجب على الأطراف المعنية العمل بحزم للتوصل إلى حل سياسي يحقق السلام والأمن في المنطقة.
