صباح الفن

جدل فيلم «باربى»

انتصار دردير
انتصار دردير

لا يزال فيلم «باربى» يصنع حالة من الجدل، والنقاشات المختلفة حول المنع والعرض فى بعض الدول والذى بدأ عرضه أمس فى مصر، وما يقدمه من رسائل حول المرأة والصور النمطية لعلاقة النساء والرجال، وتناول مفاهيم مؤثرة ولافتة بين الثنائى «باربى وكين» وعالمهما «باربى لاند» بكل ما فيه وعليه، وهو ما جعل العمل يتعرض لهجوم رهيب عبر «السوشيال ميديا»، وأصبح الأمر يحتاج إلى وقفة للفصل بين ما هو سينمائياً وآراء قد نتفق ونختلف حولها.

بالفعل، لا أحد مطالب بأن يحب فيلم «باربى»، لكنه نجح فى أن يكون ثانى عمل هذا العام تتجاوز إيراداته المليار دولار خلال 17 يوماً فقط، وأن تدخل مخرجته جريتا جيرويج التاريخ بهذا الإنجاز، بعد فيلميها «ليدى بيرد» و«نساء صغيرات»، لتكمل مشوارها مع سينما المرأة، وسيجلب لها «باربي» فى موسم الجوائز رصيداً وافراً خصوصاً مع فئات متعددة ضمن أوسكار 2024.

ورغم أن «باربي» هو فيلم خيالى لا يمت إلى الواقع بصلة، معتمداً على لعبة شهيرة إلا أن السياسة والعادات والتقاليد، دفعت الكثيرين إلى المطالبة إما بحظره مثل فيتنام والفلبين لظهور خريطة بحر متنازع عليها، أو منعه لتحميله رسائل نسائية غير عادلة عرضته لانتقادات رأت أنه يطمس هوية الرجل.

وبعيداً عن حسابات «شباك التذاكر» وأشكال الجدل التى أثارها الفيلم، ومنها حصوله على تصنيف «pG -13» الذى يعنى أن جميع الأعمار مسموحٌ لها بمشاهدته، حسناً ما فعلته الإمارات سينمائياً عندما أكدت أنه لن يُسمح دون سن الـ 15 عامًا بدخوله، وأشارت مصادر بأن السعودية ستمنع الأطفال من مشاهدته، وهو ما يشير إلى أن أجزاء من محتواه لا تتناسب مع هذه الفئة العمرية التى صُنعت من أجلها لعبة «باربي» قبل 64 عاماً.

عقل جريتا جيرويج الذى كتب السيناريو، نجح فى اصطياد فكرة براقة لسفر باربى إلى العالم البشرى لكى تفهم نفسها، لكنه للأسف وقع فى المحظور.

ومن هذا المنطلق، لم تكن «باربي» يوماً مجرد دمية، بل شكلت دوماً جزءاً لا يتجزأ من ذكريات وأحلام الطفولة لكل فتاة، وكان من الأفضل أن تحمل نسبياً معنى سينمائياً يعيد الاعتبار للمرأة من دون تجاوز الرجال.