تساؤلات

شِرا واللا مرازية

أحمد عباس
أحمد عباس

فى أسواق البلد الحقيقية الصورة مغايرة زحام جَم بلا إقبال على الشراء وشكاوى مستمرة من البائعين لكن دون إغلاق لأبواب الدكاكين، وزبون حريص متردد جدا فى لحظة الشراء والدفع والحلول الالكترونية للدفع صارت مسيطرة، فإذا كنت زبونًا حقيقيًا تبتغ سلعة محددة ونزلت لتسوقها من أسواق ميدان العتبة فلا حاجة لك بـ «فلوس كاش» فى محفظتك لئلا تسقط منك أو ينشلها نشال أريب.


المحافظ الالكترونية سدادة وتطبيق البنك المركزى «انستاباي» وضع نهاية للنشل أو الضياع، البائعون لديهم محافظ مربوطة على حسابات خطوط هواتفهم المحمولة أعتقدها ساهمت فى دمج جزء يسير من حركة النقد الدائرة فى السوق وقللت من محاضر السرقات التى تحرر بنقطة شرطة الحي، لكن النقود ليست العملة الوحيدة فبعض الأمور تجرى بعملات أخرى كثيرة بعضها مشروع وأغلبها لا، كل شيء هنا هو بحد ذاته عملة يعنى السيجارة عملة وكارت الشحن أيضًا وكوب الشاى وهذه هى العملات البديلة المشروعة فقط أما غير المشروعة فالقائمة طويلة من المحظورات.


الزبون تغير، ربما!
يميل زبون الأيام دى للتصليح أو تحديث ما يملكه فعلا أما الشراء فهذه مسألة أخرى تعتمدها محددات كثيرة منها، السعر والسعر ثم السعر أما الجودة فباتت رفاهية مطلقة، تمامًا كالأخلاق والدين كلاهما رفاهية إذا انحدر التعليم وزاد الزحام وارتفعت الضوضاء وشحت الاحتياجات ساعتها يحكم الموضوع مبدأ أنانى جدا، فإذا وُضعت فى محط تخيير بين نفسك وشخص آخر ساعتها ستختار نفسك بلا شك، تمامًا هى كذلك فإذا فاضل الزبون بين الجودة والثمن اختار السعر بلا تفكير.


البائعون غليظون، جايز!
«شِرا واللا مرازية» يسأل البائع الزبون هذا السؤال وجهًا لوجه، البائعون يفعلون كل شيء يعنى مثلا محلات علان مشهورة ببيع السلعة الفلانية لن تجد ما يستدل به إلا إذا كنت تعرفه جيدا، ثم إياك أن تسأل أهل الشارع من الباعة عن موقع هذا المحل إذا كان يعمل فى نفس النشاط الذى يبيعونه ساعتها ربما ينتحل أحد صفة واسم البائع الآخر، تمامًا كمبدأ أنا أولا ثم من بعدى السوق كله.
موجات التسوق ضخمة جدا لكن حالات الشراء معدودة، ما تزال السوق تحاول استيعاب هذه النقلة التى وقعت وتبعاتها، من أول الشموع ولوازم السبوع حتى أكبر السلع والثلاجة أم ٧٠ ألف جنيه، ومهما كانت المناهدة حامية بين البائع والمشترى يظل بينهما دائمًا «يفتح الله».


الناس أرتالا تسير فى كل اتجاه وأصحاب المحال شديدو الدهاء لا يهمّون على كل من هبّ ودبّ يعرضون بضائعهم بل ينتقون من يطيب لهم فقط، البائع يفهم الزبون من طّلته ويثق إن كان جادا وسيبرز من جيبه ويعرفون الزبون المتردد ويحفظون عن ظهر قلب الذى نزل السوق للمناهدة فقط، غالبًا رواد السوق من العرائس وهن من أشهى وجبات التجار، العروس يلزمها جهاز والجهاز تلزمه أدوات والبضاعة مهما قلت وعلا سعرها وتغيرت ماركتها وبلدان المنشأ تبقى البضائع موجودة.


شخصيًا.. أطمئن لما تكون الصورة كذلك، حتى لو توقف الأمر عند المناهدة لفترة- لا لشيء أكثر من أن هذه السوق الرمادية استطاعت وتستطيع جر هذا الاقتصاد المتلعثم إلى منطقة آمنة، تستغرق قدر ما تستغرق لكن فى النهاية ستتمكن منه كأنها معدة هذا الاقتصاد، غاية ما هناك أن قدرا هائلا من التوائم تحتاجه كل أطراف السوق أهمها الزبون صاحب القدرة الشرائية والتاجر صاحب البضاعة ورأس المال والمستورد صاحب الملاءة المالية وكلها أطراف أصيلة لو اختل منها طرف سارت تتوكأ على طرف صناعى.