أمنية

أجيال محظوظة!

محمد سعد
محمد سعد

قلبى مع الأجيال التى لم يتخط عمرها العقد الثالث ومن هم أصغر، فالتطور المتلاحق وظروف المعيشة فرض عليهم حياة رتيبة، علي عكس أيامنا كانت الحياة بسيطة للغاية وعلى طبيعتها، ولم يكن هناك كم الزخم الموجود هذه الأيام، ولم نعان معاناة من هم أصغر منا فى العمر، أتحدث عن أجيال الستينيات وحتي الثمانينيات، أكبرهم سنًا 63 سنة وأصغرهم عمره 34 عاما.


‫هل تدرون من هم هذه الأجيال؟، كانت تفاصيل يومهم عفوية جدا‬، نشأوا وتربوا على الاحترام والذوق، تعلموا مثلا، أن هناك ساعة قيلولة للأب بعد الغداء فلا يجرؤ أحد على الكلام بصوت مرتفع داخل المنزل، وموعد التلفاز يبدأ مع نشرة أخبار السادسة مساء ثم المسلسل العربى وحديث الروح ونشرة التاسعة، ويختتم اليوم بتناول وجبة العشاء والخلود للنوم الساعة العاشرة كأقصى موعد للسهر.


‫هذه الأجيال كانت تبجل المعلم وتخشى غضبه، لكنها لم تنهر نفسيا من عصا المدرس، هم من وقفوا طابور الصباح بنظام، وأنشدوا بلادى بلادى بكل طاقة وحيوية،‬ ولم يسمح لهم بدخول المدارس بالهواتف المحمولة، ولم يجرؤ أحد أن يشكو من كثافة المناهج الدراسية ولا من حجم الحقائب المدرسية ولا من كثرة الواجبات المنزلية، وأغلب هذه الأجيال كانت معتمدة على قدرتها وتحصيلها داخل الفصل فلم يحصلوا على دروس خصوصية ولم يذاكر معهم أولياء أمورهم ولم يكتب لأحدهم الواجب.


هؤلاء القوم أضاعوا ساعات من طفولتهم وشبابهم بل اجتهدوا لوقت طويل في حل الكلمات المتقاطعة، هم من كانوا يحيون الطائرات فى الهواء ويلوحون لها بأكفهم وهم على الأرض، كانوا يسيرون في الشوارع بأمان لايخشون ‬مفاجآت الطريق، وقلما اعترض طريق أحدهم لص.
‫ هل عرفت الآن من هم أصحاب هذه الأجيال؟ وهل تعتقدون أنهم الأوفر حظًا؟.