تساؤلات

الموضوع إياه

أحمد عباس
أحمد عباس

أنا الآن مُرتبك جدا متوتر حتى الثمالة، يداى ترتعشان وأدخن سيجارة خبأتها وحيدة قبل الهوجة، أتت لحظة الكتابة المؤجلة حتى اللحظة الأخيرة.. كالعادة لا أتعلم أنا من أخطائى وأكررها بإفراط.. أستمتع، أفكر بجهد، أحاول أن أستجمعني، أبحث عن رأسى فى كل مكان وأجتهد.


قررت هذا الأسبوع أن أكون مسالمًا لا أشاغب أحدا ولا أشاكس انسانا وأكون طيبا جدا بلا لزمة والموضوع هين مش أزمة، فلا داعى مثلا للكتابة عن الموضوع الذى ولا القضية التي، فنحن هكذا كذلك.. ربما، ولا بأس فكلنا لديه من الحاجات كثير، لا بأس إذن من هذا ولكن ذلك بلا داع اطلاقًا أما كذلك.. ربما.


آه.. تستهلكنى جدا تلك الكتابة اللعينة تأخذنى عنوة تعرف، كأنها بالظبط تضعنك فجأة فى المرآة وتمسكك من رأسك بقوة وتسألك: ها شايف، قول هاتكتب ايه وريني!، والله كأنها كذلك لا أبالغ، أما أنا فأتلعثم فورا من دون ذنب ارتكبته وأخاف وأضطرب وأقول.. ريما.
ضاع منى عشر دقائق الآن كنت أبحث عن شمعة والحمد لله وجدتها، اضاءتها موحية أكثر من الكشاف الزينون، لا أذكر متى آخر مرة بحثت عن شمعة فى بيتى لكننى عادة أجد الأشياء التى أضعها بيدى فى مكان ما تماما كما بدأنا، نرجع لمرجوعنا، ساعة جدى على الحائط مؤنسة جدا لا تتوقف بانقطاع المسائل، لديها زمبلك زنبركى عظمة، وبندول لا يهدأ رايح جاي، أحب دائما أن أذكر الظروف والمتغيرات كلما أمكن ذلك وعلى قدر المستطاع، أن أُبين هدفى بلا لف أو دوران بمنتهى الوضوح والدقة، مضت ثلث الساعة على العشر دقائق الأولى على خير والحسبة ثلاثون دقيقة بالتمام، ساعة جدى على تقول هكذا كذلك. وظنى أن المسائل صارت كُفتة لانه قطعا عليها طحينة ضيعت طعم البهيمة مننا، أو هكذا كذلك.. ربما.


وأما عن القضية التي.. طبعًا وزى ما احنا شايفين كلنا كل المساءل ممكنة، وعشان نكون على بينة الحفر فى المحفور زيادة عن كده يعمل مشاكل هينة، وكله عارف اننا ماشيين باسمه ايه المدهول الشرف من غير سبب انما ذوق مننا.


وعن أولئك وهؤلاء الذين هم كأنهم، فلا داعى أيضًا.. خليك ظريف، أقول لنفسي. الدنيا ضلمة يا سى الأستاذ.. يقولها عيل ابن ليل برقاعة وضحكة ساقطة ويجرى على موتوسيكل صيني، الولد سريع جدا لكن على مين مسيره يقع ابن الأبالسة، الساعة الرابعة بالتمام والدنيا ضلمة لكن هوا البلكونة والله يرد الروح وكله ماشى على الجميع.
النور جه..


المذيعة أمامى وقورة فى مداخلة هاتفية مهمة مع أحدهم، تسأله عن أشياء ماكرة وأنا أضع التليفزيون دائمًا على وضع الصامت خاصة فى برامج الحوار، وجهها متجهم تمسك قلما كأنها تكتب وأنا متأكد انها ترسم بطة!، أو هكذا كذلك.. ربما.
أما الكتابة.. فأنا اجازة، الجمعة معروف عننا والسبت مدفوع أجرنا والحد لسه جديد علينا كلنا، بعَتّ أقول للمسئولين عن كتابة شغلنا.. النهارده اجازة عارضة والبركة فيكم زينا أصل الحكاية طويلة جدا للسما انما.. اذ ربما!