زينب إسماعيل تكتب: وبيقولوا «لا توجد وظائف»

الكاتبة زينب إسماعيل
الكاتبة زينب إسماعيل

من منا لم يلاحظ الزيادة الفاجرة للمقاهي خاصة في وسط البلد ومعظم روادها شباب للأسف اجتمعوا لملئ الفراغ أو للدردشة و"المجادلة "! ونعوذ بالله أن نكون ممن غضب الله عليهم ورزقهم الجدل ومنعهم العمل ! وإذا تصادف وسألت شاب لماذا لا تستفيد من وقتك وتنشغل بما هو مفيد وفي نفس الوقت يعود عليك بالفلوس حتي لو كانت قليلة يرد بمنتهي الثقة وأين الفرصة والأعجب أنك تسمع إجابة أفظع وهي أنه لايريد البهدلة وياريت وظيفة مكتبية ! وعفوا لكل شاب مصري مكافح نحت في الصخر ووجد العمل دون ضرر أو تضرر منه .. كلامي هنا موجه لتلك الفئة من الشباب الذي إختار الجلوس في المقاهي أو متسكعا في الشوارع وفي أحيان كثيرة لا يؤدي حق الطريق! وحق الطريق سلوك حثنا عليه رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام إذ يقول: (إياكم والجلوس بالطرقات)، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدٌّ نتحدث فيها، فقال: (إذ أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه)، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)

..نعود الي موضوعنا وهو شكوي الشباب من عدم وجود وظيفة ! وأتساءل علي من عميت أبصارهم عن شباب سوريا الذين اضطرتهم ظروفهم السيئة اللجوء لمصر دون زاد أو زواد ومع ذلك لم تمض فترة قصيرة إلا وكانت الشاورمة السورية  أفضل أكلات المصريين وتنامت الفكرة وانتشرت أسياخ الشاورمة في شوارع العاصمة واكتسب اللأجئ السورى الأموال وتوسعت المطاعم السورية في أرجاء مصر .. ومع ذلك يقول الشاب المصري أين الوظائف ؟ مثال أكثر غرابة ذلك الشاب السوداني الذي هرب الينا من نار الحرب في بلاده ومع ذلك خلق العمل له ولأقرانه السودانيين في مصر وافتتح مكاتب النقل البري من القاهرة الي وادي حلفا ! ولمن يشكك يقوم بزيارة قصيرة الي منطقة وسط البلد، حتي أنك تجد مطاعم للأكلات السودانية ! ومع ذلك يقول الشاب المصري أين الوظائف؟  لابد أن يقابلها استجابة لن أقول فورية بل متدرجة لتنظيم حياة هؤلاء الشباب الذي عاني الإهمال والبطالة وفراغة العقل والسوشيال ميديا وتراكمات اقتصادية واجتماعية دفعته دفعا للطرقات والمقاهي، والسؤال الذي يؤرقني هو لماذا يهرب شبابنا من مصر بالطرق الغير شرعية معرضا حياته للموت غرقا بحثا عن العمل الذي لم يجده في مصر؟ من ييقرأ سؤالي يهديني الجواب أكرمكم الله !