قدمت فرقة إسماعيل يس وأبو السعود الإبيارى فى شهر مارس من عام 1963 مسرحية «كناس في جاردن سيتي»، والكاتب الكبير أحمد الإبيارى نجل أبو السعود الإبيارى يتذكر مواقف طريفةً مرت بها هذه المسرحية التى تم تصويرها للتليفزيون وأذُيعت مرة واحدة، ولم يتم بُثها مرة أخرى بعد انتهاء الخلاف المحتدم بين الرئيس جمال عبد الناصر وعاهل المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك حسين، ويرى أحمد الإبيارى كيف كانت هذه المسرحية تتسبب فى مشكلة كبيرة عند وضعها على خريطة السهرة أثناء زيارة الملك حسين للقاهرة بعد انتهاء خلافه مع الرئيس عبد الناصر!
يقول أحمد الإبياري: من حظى أننى حضرت تصوير هذه المسرحية بمسرح ميامى، وكان وقت تصويرها يوجد خلاف شديد بين الزعيم جمال عبد الناصر والملك حسين، وانتهز إسماعيل يس فرصة ما تنشره الصحف عن هذا الخلاف فأخذ يؤلف نكاتٍ ارتجالية ضد الملك حسين لصالح الرئيس عبد الناصر، وكلما سمع إسماعيل يس ضحك الجمهور وتجاوبه معه زاد وأفاض! وتمت إذاعة المسرحية بكل ما فيها من نكاتٍ سياسية، وبناء عليه منعت المملكة الأردنيه عرض أفلام إسماعيل يس، وبعد فترة تم تسوية الخلافات التى كانت بين الرئيس عبد الناصر والملك حسين وعادت المياه إلى مجاريها، وجاء الملك حسين فى زيارةٍ لمصر، وفى نفس يوم الزيارة قرأت فى برامج التليفزيون بالجريدة أن السهرة ستكون مع مسرحية «كناس فى جاردن سيتي» التى سبق إذاعتها فى التليفزيون، وتذكرت النكات السياسية الساخرة والإفيهات التى أضافها إسماعيل يس للعرض، فأسرعت لوالدى الذى كان بالمنزل واطلعته على الجريدة وبرامج السهرة فى التليفزيون وذكرته بما أضافه عمى إسماعيل يس للعرض من نكاتٍ مُرتجلة تسببت فى منع عرض أعماله فى الأردن، وفى طلب والدى رئيس التليفزيون وأبلغه بتفاصيل الموضوع وطلب منه اختيار مسرحية أخرى لإسماعيل يس غير هذه المسرحية التى كانت ستسبب أزمة دبلوماسية بعد الصلح الذى تم بين الرئيس جمال عبد الناصر والملك حسين !
◄ اقرأ أيضًا | حفيدة إسماعيل ياسين: جدي عمل 18 فيلما في سنة واحدة.. ولم يمت فقيرا
ويقول أحمد الإبياري: ظهرت بعد دقائق مذيعة الربط على شاشة التليفزيون لكى تنوه عن السهرة مع مسرحية أخرى من المسرحيات التى صورها إسماعيل يس للتليفزيون، وبعدها بدقائق رن جرس التليفون وسمعت والدى يقول «أهلا يا إسماعيل»، وفهمت من حوار أبى على الهاتف أن عمى إسماعيل سأله عن سبب استبدال مسرحية «كناس فى جاردن سيتى» بمسرحية أخرى له فى السهرة، وسمعت والدى يقول له ضاحكاً: «الملك حسين بيسلم عليك يا إسماعيل»!!.
وقدم أحمد الإبياري على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ثلاثة إيصالاتٍ لأجور بعض الفنانين الذين شاركوا إسماعيل يس فى تصوير المسرحية، ومنها: إيصال موقع من القدير إستيفان روستى بأجره فى التصوير بمبلغ «7 جنيهات ونصف الجنيه»، وإيصال بأجر الفنانة القديرة زينات صدقى بمبلغ «12جنيهاً»، وإيصال بأجر الفنان القدير محمود المليجى بمبلغ «15 جنيهاً»، وهذه الأرقام كان لها قيمة شرائية فى عام 1963.
