الإهمال والتقاعس، السبب الرئيسى وراء ما نراه من كوارث نعيشها مع انهيار أى عقار. والإهمال والتقاعس ناتج عن عدم قيام كل منا بواجبه، الحى ومهندسيه، والمالك الذى يغض الطرف، والساكن الذى يرى الخطر داهما ولا يتحرك، والجار الذى يشاهد كل ذلك ويصمت. يجب أن نسمى الأشياء بمسمياتها، نحن فى عصر الشفافية والصراحة والنزاهة. تحرك وقم بواجبك، تكلم واشتك واثبت حقك فى الشرطة والنيابة.
بلاشك يقع الدور الأكبر على المحليات، لم نشهد لها منذ عشرات السنين تحركا جادا لوقف مهازل انهيار العقارات. ولم نر دراسة أو بحثا علميا عن هذه القضية. وحينما اقترحت الدولة تنظيم وتسجيل العقارات، اعترض البعض وتقاعس عن تسجيل العقار بدعوى أنه يكلف رسوما كبيرة. قد تكون وجهة نظر، لكن الأفضل أن تسجل العقارات، ولا يكون ذلك من أجل التسجيل فقط، بل يكون اطمئنانا على سلامة العقار للسكن. أى أن الهدف الأسمى يكون لأمان السكان.
وليسمح لى المهندس حسام الدين فوزى نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية بالاختلاف معه فى أن عقار حدائق القبة المنهار عبارة عن أعمدة خرسانية وأن مستأجرا بالدور الأرضى أراد عمل تعديلات مما تسبب فى انهيار العقار. وأن عمر العقار يتخطى الـ 70 عاما والحوائط الحاملة لا تتحمل إزالة حوائط. هذا الكلام لا يبرر مصرع 9 ضحايا تحت انقاض العقار. ثم أين رجال الحى من ذلك؟!.
لهذا أنا سعيد بالتحرك السريع للمستشار حافظ عباس رئيس هيئة النيابة الإدارية بفتح تحقيق عاجل فى واقعة انهيار عقار حدائق القبة المكون من أرضى و4 طوابق، والذى أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء الحادث. وقد بدأت الأجهزة الأمنية والمعنية بمحافظة القاهرة عمليات رفع الأنقاض بالعقار. واستمع رجال المباحث بمديرية أمن القاهرة لأقوال شهود العيان والجيران بالعقارات الملاصقة للعقار المنهار، فيما تم إخلاء منازل مجاورة لموقع العقار تحسبًا لحدوث أى طارئ.
دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها.
