فى الصميم

إذا أرادت أمريكا إنهاء الحرب..!!

جلال عارف
جلال عارف

بينما إسرائيل تتحدى العالم وتمضى فى مخططاتها لاجتياح رفح، يرى الرئيس الأمريكى "بايدن" أن وقف إطلاق النار "ممكن" غداً، إذا افرجت حماس عن الرهائن لديها.


والرئيس بايدن يعرف أن حماس وفصائل المقاومة عرضت بعد أحداث ٧ أكتوبر مباشرة، الافراج عن كل الرهائن مقابل افراج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين لديها، وأن إسرائيل رفضت، ومضت - بدعم أمريكى كامل - فى شن حرب الإبادة التى راح ضحيتها - حتى الآن - ٣٥ ألف شهيد. وتستكملها إسرائيل الآن بالكارثة الأكبر مع اجتياح رفح.


والأهم.. أن الرئيس بايدن لديه بالفعل موافقة حماس وفصائل المقاومة على مشروع الاتفاق الذى شاركت أمريكا نفسها فى إعداده مع مصر، والذى ينص على الإفراج عن "جميع الرهائن الإسرائيليين" مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين، فى اطار هدنة تفتح الباب لوقف كامل ونهائى لإطلاق النار. وهو الاتفاق الذى نسفته إسرائيل رغم محاولات أمريكا نفسها لتمريره، وكان الرد هو البدء فى اقتحام "رفح" الذى يضع العالم أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، ويضع المنطقة كلها فى قلب الخطر.


أمام أمريكا موافقة حماس، ولديها الأهم: وهو قرار مجلس الأمن بإيقاف القتال وعودة الرهائن الذى تم تمريره بعد أن امتنعت أمريكا عن استخدام "الڤيتو" لكنها أجهضته بعد ذلك باعتباره قراراً غير ملزم (!!).. فلماذا لا نعود لمجلس الأمن من أجل وضع القرار تحت الفصل السابع الذى يفرض تنفيذه.. أم أن "الڤيتو" جاهز كالعادة؟!


العالم كله يطلب إنهاء الحرب ويحذر من مخاطر الجنون الإسرائيلى الذى يجتاح "رفح". والجيش الإسرائيلى - كما تعرف أمريكا - حذرت قياداته من أن الحرب فى غزة وصلت إلى طريق مسدود، والمعارضة الإسرائيلية تحذر من موقف ملتهب على الحدود مع مصر وعلاقات تسوء مع الحليف الأمريكى الأكبر والوحيد!!.. لكن جنون نتنياهو يرفض أى صوت للعقل، وينسف أى احتمال للتهدئة، ويصر على أنه قادر على أن يحارب العالم كله بمفرده!!
استمرار الحرب وتفجير الموقف هو قرار نتنياهو وعقيدة صبيانه (بن غفير وسموتريتش) وإنهاء الحرب وإيقاف الكارثة هو مسئولية أمريكا.. إذا أرادت!!