يعملون تحت أى ظروف وفى بيئة عمل مختلفة .. حرارة شمس مرتفعة وغير مسبوقة .. برد قارس وأمطار غزيرة .. رياح شديدة وأتربة وعواصف .. .. هم عمال مصر الشقيانة الذين يواصلون العمل ليل نهار لرفعة وبناء هذا الوطن ..
نمر عليهم يومياً فى مئات المشروعات القومية التى تجرى على فى كل بقعة على أرض مصر الغالية ، يخرجون يومياً والجميع فى رقبته أسرة صغيرة كانت أو كبيرة سعياً للرزق فى مشروع أو مصنع أو شركة أو هيئة حكومية أو خاصة سواء كانوا عمالاً باليومية أو معينين ..
فالجميع يسعى و يعافر ومكملين بكل نشاط وحيوية وخير وبركة ليساهموا فى معركة البناء والتنمية التى تقوم بها الدولة المصرية فهم وقود معركة البناء فى الجمهورية الجديدة .
أحزن بشدة وأنا أشاهد بصورة متكررة يومياً بعض عمال اليومية يرفعون زجاجات مياه الشرب الفارغة وهم يعملون فى بعض المشروعات وخاصة مشروعات الطرق و الكبارى التى يتصادف مرورى عليها يومياً فى بعض مناطق محافظتى القاهرة والجيزة بحكم مكان عملى و معيشتى ، وتزايدت بالتأكيد هذه الظاهرة بصفة خاصة مع بداية فصل الصيف والارتفاع الكبير فى درجات الحرارة التى تمر بها مصر ، ويتصادف معى فى مرات معدودة زجاجة مياه لأقف وأقوم بإعطائها لهؤلاء العمال ومرات كثيرة لا يتواجد معى أى زجاجات مياه تروى عطشهم تحت حرارة الشمس القاسية .
أتمنى أن تهتم الوزارات والجهات المعنية بالدولة بمراجعة البيئة التى يعمل فيها «إيد مصر الشقيانة» ويكون هناك محاسبة لأى مقاول لا يهتم بالعمال فى هذه الظروف الجوية الصعبة التى نعيشها جميعاً خاصة وأن عمال اليومية يخرجون كل يوم لكسب قوت يومهم ولا يعترضون على العمل تحت أى ظروفٍ وليسوا حمل الجلوس ساعة واحدة فى المنزل بدون دخلٍ لأسرهم فى حالة إصابته بضربة شمس أو أى مرضٍ آخر بسبب الظروف التى يعملون بها .
كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماماً كبيراً بعمال مصر على كافة المستويات وتوجيهاته المستمرة بتوفير البيئة الملائمة للعمل والإنتاج وتحسين الأحوال المعيشية لهم ويعتز بشدة لجهدهم وكفاحهم فى شتى ميادين العمل والإنتاج باعتبارهم المحور الأساسى للتنمية والقاعدة الراسخة للإنتاج ، كما أتمنى من مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية ورجال الأعمال وكل شخص مقتدر أى يساهم ويقوم بدوره فى هذا الشأن كنوعٍ من التكافل الاجتماعى بين أبناء هذا الوطن ، فبدون عمال مصر لن يكون هناك طريق أو مستشفى أو كوبرى أو مدرسة وغيرها من الخدمات الأساسية .
