شد وجذب

وليد عبدالعزيز يكتب: دعوة صادقة من زعيم صادق

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

قد يرى البعض أن الأوضاع فى السودان الشقيق تنذر بخطر الحرب الأهلية وهو أمر فى غاية الخطورة ويمهد الطريق لكوارث قد تمتد لسنوات فى ظل حالة الغيوم والضبابية فى المشهد السوداني.. وبعد أن قامت الدولة المصرية ومنذ اليوم الأول لاشتعال الحرب فى السودان بفتح حدودها للأشقاء النازحين وسارعت بتقديم عشرات الأطنان من السلع الغذائية والأدوية لتخفيف آلام الأشقاء دعا الزعيم عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الماضية قادة دول جوار السودان لعقد قمة عاجلة فى القاهرة لبحث الأوضاع بكل صراحة وشفافية والتشاور لإيجاد مخرج من الأزمة التى ستنعكس بالسلب على دول الجوار ..كلمة الرئيس السيسي أمام القادة الأفارقة كانت كاشفة وواضحة وصادقة وهدفها مصلحة السودان الشقيق ووقف نزيف الدم والحفاظ على مكتسبات مؤسسات الدولة الوطنية ..قد تكون الدعوة وموعد انعقاد القمة بداية لمرحلة جديدة من الفهم والوعي خاصة وأن المتابع للموقف فى السودان يكتشف أن الأوضاع تزداد سوءاً كل يوم ويكفى أن نعرف أن هناك مناطق فى السودان تعانى من انقطاع مياه الشرب والكهرباء منذ اليوم الأول لبدء الحرب الداخلية وحتى الآن ..ما فعلته مصر لوضع حد للأزمة السودانية هو رد فعل طبيعى من دولة كبيرة تربطها بالسودان علاقات أخوة تاريخية ..لو كان قادة المعارك فى السودان يرغبون فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه فعليهم أن يستجيبوا فورا لتوصيات قمة دول الجوار وأن تنتقل المعارك الدائرة من الشوارع إلى مائدة التفاوض وتتوقف أصوات الرصاص ويبدأ صوت العقل فى الانتصار من خلال حوار هادئ بناء يضمن للأشقاء من الشعب السوداني العيش فى أمان بدلاً من الهروب والنزوح وتدمير البنية التحتية للدولة فى معركة نتيجتها أن الكل خسران ..دور مصر في إفريقيا ممتد وقوي والدليل المشاركة الناجحة للزعيم عبد الفتاح السيسي فى قمة منتصف العام الأفريقية والتى عقدت في كينيا بمشاركة أفريقية كبيرة .. مصر خلال القمة عرضت تقديم الخبرات للأشقاء فى مجالات تطوير البنية التحتية والتنمية بعد أن نجحت الدولة المصرية فى بناء نفسها من جديد وأصبحت تقدم تجربة ناجحة للجميع ..إشادة القادة الأفارقة بدور مصر الفاعل للتعامل مع أزمات وتحديات القارة وخاصة فى المحافل الدولية تؤكد أن مصر عادت لوضعها الطبيعى على المستويين العربي والأفريقي وتبقى النوايا الصادقة بين الدول لنخرج من الأزمات التى تفرضها علينا المتغيرات العالمية بأكبر المكاسب بشرط أن نتعاون جميعا ونكون أكثر حرصاً على مصلحة شعوب القارة السمراء .. وتحيا مصر