قصة النجاح التي أحزنت نجيب محفوظ

قصة النجاح التي أحزنت نجيب محفوظ
قصة النجاح التي أحزنت نجيب محفوظ

انتفض الأستاذ علي الجارم عضو هيئة المجمع اللغوي، قائلا: لا يمكن أن تحظى رواية (زقاق المدق) بجائزة من هيئة موقرة كالمجمع اللغوي، وأن كاتبها يستحق العقاب أكثر مما يستحق التكريم.

 

السطور التالية تروي قصة نجاح أحزنت الروائي الكبير نجيب محفوظ.

 

البداية عندما تقدم للاشتراك في مسابقة الرواية التي يقيمها المجمع اللغوي، حيث تقدم نجيب محفوظ بثلاثة روايات.. القاهرة الجديدة.. خان الخليلي.. زقاق المدق.

 

واستقر رأي أغلبية أعضاء اللجنة على أن تكون الجائزة لرواية (زقاق المدق) فيما عدا عضوا واحدا رفضها رفضا باتا، بل هدد بالاستقالة وكان ذلك العضو هو الاستاذ المرحوم علي الجارم، والذي كان رفضه مبنيا على أن رواية (زقاق المدق) تضم عددا كبيرا من الشخصيات ذات الأخلاق "البطالة" وأنها لايمكن أن تحظى بجائزة من هيئة موقرة كالمجمع اللغوي وأن كاتبها يستحق العقاب أكثر مما يستحق التكريم.

 

ابتسم نجيب محفوظ قائلا: إن أعضاء اللجنة وقعوا في معركة بين العقل والعاطفة، فالعقل يقول: لايجوز الحكم على عمل فني على ضوء الاختبارات الخلقية.

والعاطفة تقول: لاينبغي أن يستقيل الجارم، واخيرا تمكن المرحوم عبد القادر المازني من حل المشكلة فاقترح إعطاء الجائزة لنجيب محفوظ على رواية غير (زقاق المدق)، حتى لايغضب الاستاذ علي الجارم.

 

وتم منح الجائزة لنجيب محفوظ عن رواية اعتبرها في المرتبة التالية لزقاق المدق، وهي رواية خان الخليلي.

 

وقال نجيب محفوظ بأنه في ذلك الوقت أحس بشعور أشبه بشعور الأب الذي يتقدم خطيب لابنته الصغيرة قبل أن تتزوج الكبيرة فيقف حائرا هل يفرح للأولى أو يحزن على الثانية، وكان أشد ما أحزنه في هذا الوقت هو احساسه بمحنة الأديب عندما يجد أعماله محكوم عليها بمعايير لا علاقة لها بالأدب.

 

مركز معلومات أخبار اليوم