حكايات| «شريك ليس به نبض».. فتاة تجد الحب بين أحضان جثث الموتى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نعيش الحياة بين شقي الرحى، نُطحن بين أحجار العمل وتحقيق الذات، وبين مآسي الحياة ومشكلاتها وصعابها، مطالبين بأني نمشي مرفوعين الهامة مهما أكلت الدنيا من قلوبنا وشربت، آملين أن تضحك لنا الدنيا يوما بثغرها ونلتقي بشريك نتقاسم معه اللحظات الصعبة والحزينة قبل الأوقات السعيدة، يكون عونا وسندا نتكأ عليه حين عثرة، طيب الرفقة، رقيق القلب، ولكن لأن لكل قاعدة شواذ، هناك من أراد شريك دون نبض، جسد خالي من الحياة، إنها كارين جرينلي الفتاة العشرينية البالغة من العمر 23 عاما، وتعمل بإحدى دور الجنائز في ساكرامنتو ميموريال لاون بمدينة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي كان كل مهمتها أن تنقل عربات الموتى إلى المقابر من أجل دفنها.

 

الجثة.. شريك مثالي
كارين، وجدت في جثث الموتى الشريك المثالي، عشقت الأحضان الباردة العفنة، ربما لأنها لا تتكلم أو تتألم، لا تشتكي أو تغضب، ليس لها متطلبات أو رغبات، وعاء تفرغ فيه رغباتها الشهوانية والجنسية المكبوتة، فالناس تبحث عن الحب في الأحياء ولكنها وجدته في الموتى.

 

البداية كانت في 17 ديسمبر 1979، حين وصلت فيها إلى دار الجنائز جثة شاب ثلاثيني يسمى جون إل ميكيور، قد توفى إثر حادث اصطدام بسيارته، وما أن وقعت عيني كارين، على جثة الشاب وقعت في حبه ولم تستطيع أن تخرج من رأسها فكرة الإرتماء بين أحضانه وقضاء وقت حميمي معه. وبالفعل ما أن تسلمت الجثة بعد أن تم تغسيلها وتعطيرها ووضعها في عربة الموتى تمهيدا لحملها إلى المقابر، ولكنها بدل أن تذهب به إلى عائلته المنتظرة على المقابر من أجل إتمام مراسم الدفن، أخذته إلى منزلها لتفرغ مشاعرها الشهوانية معه.

الضحية 40 جثة
وحينما طال انتظار عائلة الشاب المتوفي، تم إبلاغ الشرطة التي هرعت للبحث عن كارين وجثة الشاب دون طائل، حتى هاتفهم أحد جيران كارين حينما عمل بالواقعة وأخبرهم أنها في منزلها وسيارة الموتى متواجدة أمام منزلها، توجه رجال الشرطة إلى منزل كارين الذي يقطن على بعد أميال من دار الجنائز في ساكرامنتو الواقعة في كاليفورنيا، وما أن اقتحموا المنزل لتحتل وجوههم تعابير الدهشة والصدمة مما رأوه، فقد كانت كارين نائمة على الأرض وبين أحضانها جثة الشاب المتوفي وهما الإثنان عاريان تمام من ملابسهما، ومتناثر حولهما حبوب حاولت من خلالها الانتحار عن طريق تناول جرعة زائدة من الباراسيتامول والكوديين، وحين ظنت أنها تفارق الحياة كتبت 4 ورقات ونصف بخط يدها اعترفت فيهم بأنها مارست العلاقة الحميمة مع أكثر من 40 جثة منذ التحاقها للعمل في دار الجنائز.

 

كارين كانت قد كتبت تلك الاعترافات معتقدة أنها تنازع الموت، لكنها في الواقع كشفت عن أحلك رغباتها الشهوانية، وغيرت كيف رآها كل شخص تعرفه أو تحبه إلى الأبد، وتم نقلها إلى المستشفى ونجت من محاولتها للانتحار، وانتقلت من سيدة لا يعرفها أحد إلى أكثر النساء شهرة، في ظل أنها تمثل أقل من 10 % من الأشخاص الذين يفضلون ممارسة الجنس مع الموتى في العالم.

معاشرة قانونية
تم وضع كارين تحت الفحص الطبي بواسطة أطباء نفسيين، لإثبات أنها كانت بكامل وعيها عندما اقترفت جريمتها وانتهاك حرمة الموتى. وأقر الأطباء بأن كارين واعية تمامًا لأفعالها، ولكن بشكل لا يصدق لم تكن معاشرة جثث الموتى غير قانوينة في في كاليفورنيا، لذا وجهت الشرطة اتهامات لكارين بسرقة سيارة الموتى وما فيها من جثة، والتي كان عقابها أن تدفع غرامة قدرها 255 دولارا وأن تقضي 11 يوما في السجن فقط، وكذلك أوصى القاضي بإخضاعها للمعاينة الطبية لمتابعة حالتها النفسية لمدة عامين. كما تم طردها من العمل في دار الجنائز. ولكن لم تكن هذه نهاية مشاكلها القانونية، حيث أن والدة الشاب ميركيور ماريان جونزاليس قررت مقاضاتها مقابل 1 مليون دولار. وفي المحكمة، اعترفت كارين بسرقة التوابيت من مكان عملها للتحرش بالجثث وشرب الخمر بكثرة في شقتها التي كانت ملحقة بالمشرحة.

 

في السنوات التالية للحادثة تأقلمت كارين مع ميولها الجنسية ولم تعد نادمة على ما اقترفته ولا خجلة من التحدث علنا عن انجذابها نحو الجثث، لقد أخبرت الجميع بأن ندمها حول ميولها الجنسية كان سببه ضغط المجتمع وليس وليد مشاعرها وأفكارها الحقيقية.

 

جرذ المشرحة
وفي عام 1987 كان هناك المزيد من الاكتشافات المروعة، حيث تم إجراء مقابلة مع كارين والتي جاء تحت عنوان: «إنها تعترف بممارسة الجنس مع الموتى»، شرحت فيها جميع الطرق المختلفة التي استخدمت بها جثث الموتى للوصول إلى النشوة الجنسية، واصفة نفسها بأنها كانت «جرذ المشرحة». وقالت، إن: «الناس لديهم هذا الاعتقاد الخاطئ بأن الوصول إلى الإشباع يتطلب اتصالا جنسيا كاملا.. ولكن هذا الجسد هو مجرد عامل مساعد للوصول للنشوة وأنا كان لدي كل ما يلزمني لأصبح سعيدة، فالبرد وهالة الموت ورائحة الموت والمحيط الجنائزي، كل ذلك كان يساهم في إثارتي».

وأوضحت كارين: «أجد رائحة الموت مثيرة للغاية»، مضيفة: «لفترة من الوقت وجدت نفسي أفكر، نعم، هذا ليس طبيعيا.. لماذا لا أستطيع أن أكون مثل الآخرين.. لقد مررت بكل هذا الجحيم الشخصي وأخيرا قبلت نفسي وأدركت أن هذا أنا.. هذه طبيعتي وقد أستمتعت بذلك.. وأنني سأكون بائسة إن لم اتقبل نفسي وأحاول أن أكون شخصا أخر».

 

وأشارت إلى أنها: «عندما كتبت تلك الرسالة كانت لا تزال تنصت إلى ما يقوله المجتمع، فالجميع قالوا بأن النيكروفيليا خطأ، لذا اعتقدت بأن ما أقوم به خاطئ.. لكن كلما حاول الناس إقناعي بأني كنت مجنونة، كلما أصبحت أكثر اقتناعا برغباتي وميولي».

 

ربما ما صرحت به كارين يدعو للصدمة، ولكن ما وجده الكثير من الناس أكثر إثارة للصدمة هو أنها لم تصدق أن ما فعلته كان خطأ وأنها لم يكن لديها خطط للتوقف. الآن، لا أحد يعرف مكان كارين، لكن يعتقد أنها غيرت اسمها وابتعدت لبدء حياة جديدة بعد نشر المقابلة «المؤسفة».