حكايات| «سلسبيل».. موهبة فنية تتألق في قلعة السوشيال ميديا بلوحات عالمية

جانب من أعمال الرسامة سلسبيل حسين
جانب من أعمال الرسامة سلسبيل حسين

وهب الله سلسبيل حسين إمام، الشهيرة بإسم «بيلا» ابنة منطقة فيصل بمحافظة الجيزة صاحبة الـ 20 عامًا والتي تدرس نظم معلومات إدارية بالصف الثاني بإحدى المعاهد العليا الخاصة بالجيزة، موهبة الرسم منذ نعومة أظافرها والتي اكتشفها والدتها ووالدها وكانوا داعمين لها طوال الوقت ويوفرون لها كل أدوات الرسم التي تُساعدها على موهبتها ويُشجعونها طوال الوقت ويُطالبوها بالإستمرار وعدم اليأس من المُحاولات المتكررة لكي تُصبح فنانة ترسم الرسومات الكرتونية والبورتريهات والرسم الديجيتال وتهتم بأدق تفاصيله لكي تظهر رسوماتها بشكل طبيعي لافت للأنظار.

◄ بدايتها مع الرسم:

قالت «سلسبيل» لمُحرر بوابة أخبار اليوم بإنها منذ الطفولة، كانت والدتها تشتري لها قصص كرتون وكانت تضع ورقة الرسم على الرسومات الموجودة في القصص لكي «تشف» الرسومات لتقليدها، ومع مرور الوقت الوقت بدأت «سلسبيل» تمسك القلم الرصاص لترسم بشكل حر لكي تقلد الرسومات ولكن لم تظهر بالشكل الدقيق مثل رسومات القصص، وعندما تمت الساعة من عمرها كانت والدتها تشجعها وتُدعمها وتشتري لها قصص كرتونية حتى ترسم مثلها، بدأت رسوماتها تتحسس بشكل ملحوظ حتى أصبحت ترسم مثل رسومات القصص الكرتونية بشكل مماثل بنسبة كبيرة جدًا.

◄ اقرأ أيضًا | حكايات| «باسنت» بنت الإسكندرية.. لوحاتها تطوف العالم

◄ تعلُم الرسم من المُدرسين والدخول في المُسابقات المدرسية:

قالت «سلسبيل» إنها كانت تذهب إلى مُدرسين الرسم بالمدرسة الإبتدائية التي كانت تدرس بها لكي يقوموا بإعطائها نصائح وطريقة الرسم الصحيحة التي تُساعدها بإخراج الرسم بشكل جمالي ودقيق، ثم وكانت تشترك في المُسابقات المدرسية الخاصة بالرسم، وعندما ذهبت إلى المرحلة الإعدادية كانت «سلسبيل» تُريد تنمية موهبتها أكثر فقامت بتحميل «أبلكيشن» للرسم على الموبايل وبدأت تقلد الرسومات لكي تأخذ خبرة وتُنمي موهبتها وكانت تستغل أغلب أوقاتها عند جلوسها على الموبايل في الرسم بأدوات بسيطة مثل كراسة «إسكيتش» الخاصة بالرسم وأقلام الرصاص.

◄ السوشيال ميديا ورسم الفنانين:

بدأت «سلسبيل» بوضع رسوماتها الكرتونية على صفحتها الشخصية على الإنستجرام وتلقت التشجيع والدعم من زملائها ومُتابعيها، ومع مرور الوقت تعلمت رسم البورتريهات وبدأت برسم الفنان أحمد حلمي ونشرتها على صفحتها وفي اليوم التالي عندما أستيقظت من نومها وفتحت صفحتها على السوشيال ميديا وكانت المفاجآة الغير مُتوقعة وجدت الفنان أحمد حلمي نشر الرسمة التي رسمتها «سلسبيل» على صفحته الشخصية وعمل لها تاج لربط صفحتها بالرسمة، وإنهالت عليها المتابعات والتعليقات والتفاعل الكبير جدًا وسبب لها سعادة غامرة لا توصف وتحمست أكثر لكي تستمر في رسم البورتريهات للفنانين والمشاهير، مثل إسعاد يونس وسوسن بدر ومحمد رمضان وأحمد أمين وعمرو وهبه وغيرهم، وعندما يشاهدوها ينشروا الرسمة على صفحاتهم الرسمية ويشكروها على رسوماتها الرائعة لهم، وكانت كلماتهم التشجيعية والداعمة لها أكبر حافز لها لكي تستمر وتُبدع وأكثر وأكثر وتعلمت الرسم الرقمي «Digital Art» على الموبايل. 

◄ رسم الأصدقاء والأقارب ودعمهم لها: 

بدأت «سلسبيل» برسم بورتريهات لأصحابها وأقاربها وإنبهروا برسوماتها لهم ونشرتها على صفحاتها الشخصية وووجدت تفاعل كبير وتعليقات تشجيعية وتحفيزية وداعمة لها بالإستمرار.

◄ رسومات للمُتابعين:

تلقت «سلسبيل» رسالة من إحدى متابعيها لفتاة كانت تريد رسمة لصديقتها وقالت لها بكم سعرها، وقالت «سلسبيل» إنها رسمة مجانية لها وقالت الفتاة لابد من شرائها بمُقابل مادي وليس مجاني لإن رسوماتك رائعة وبها مجهود كبير، ومن هنا بدأت «سلسبيل» تُفكر بعمل بورتريهات وبيعها لمُتابعيها بأسعار رمزية بـ30 جنيهًا وفي ذلك الوقت أغلب الرسامين يبيعون البورتريهات بـ100 جنيه، ولكن لم تنظر للمُقابل المادي وكانت فرحة الناس برسوماتها وإنها تتمنى إن تُصبح رسامة عالمية أهم من المال.

وطلبت إحدى متابعيها من مُحافظة الشرقية رسومات لها ولوالدها وتكون مهيئة للطباعة، وبحثت «سلسبيل» على أفضل خامات لتطبع عليها رسوماتها ووجدت ورشة تتعامل معها لكي تطبها رسوماتها مثل الطباعة على «المج» والتيشيرت وغيرها، وكان متاح لها التوصيل للمُحافظات داخل مصر.

وطلبت إحدى مُتابعيها من السعودية رسمتين وتوصيلها لبلدها ولكن إعتذرت لها «سلسبيل» بأن لا يوجد خدمة توصيل حاليًا خارج مصر وحزنت جدًا، وبحثت «سلسبيل» عن أي طريقة توصيل خارج مصر حتى وجدت طريقة لخدمة توصيل خارج البلاد وفرحت «سلسبيل» بإنها وجدت حل لهذه المشكلة.

◄ مُسابقات على مستوى المُحافظة:

عندما دخلت «سلسبيل» مرحلة الثانوية بدأت كل طالبات المدرسة تعرفها تدريجيًا من خلال رسوماتها الجميلة والتي نالت إشادات وإستحسان مُدرسات الرسم، وقامت «سلسبيل» بعمل رسمة وحصلت على المركز الأول في إحدى المُسابقات على مستوى مُحافظة الجيزة، وكانت «سلسبيل» هى أول من أدخل الرسم الرقمي «Digital Art» داخل مدرستها الثانوية.

◄ تبخر أمنياتها:

قالت «سلسبيل» كان حلمها منذ الطفولة بأن تدخل كلية الفنون الجميلة وكنت «بتخيل نفسي وأنا أذهب إلى الجامعة ومعي إسكيتش الرسم والألوان» وبحضر مُحاضرات الكلية، ولكن تبخر الحلم وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي عندما حصلت على مجموع أقل من المطلوب في كلية الفنون الجميلة، وعلى الرغم من دخولي في إختبارات قدرات فنون جميلة وتربية فنية ونجحت بهما ولكن المجموع حسم الموضوع وتبخر الحلم، وقاد مجموعي إلى دخولي إحدى المعاهد العليا الخاصة، وحزنت جدًا لإنها كانت عكس رغبتي وطموحاتي التي راودتني في أحلامي منذ الصغر، وقالت لها أسرتها قدر الله وما شاء فعل، لا تحزني وإن «ربنا سيعوضك خيرًا في يومًا من الأيام».

◄ مُسابقات على مستوى مصر:

قالت «سلسبيل» بأن الله جبر بخاطري عندما كانت في الصف الأول بالمعهد كان يوجد مُسابقة للرسم خاصة بوزارة التعليم العالي وشاركت بها وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية على مستوى معاهد وجامعات مصر، وكنت في غاية السعادة وحمدت الله كثيرًا على حكمته، وبعد فترة حصلت أيضًا على المركز الثالث على مستوى الجمهورية من قصر الثقافة والفنون في مُسابقة إبداع، وحصلت أيضًا على مركز ثاني على مستوى المعهد في مُسابقة الرسم.

◄ المرحلة الجامعية:

بدأت «سلسبيل» تحب المعهد التي تدرس فيه بعدما وجدت به أنشطة مُختلفة منها «الرسم» الذي تعشقه منذ الطفولة وكنت أتردد عليه دائمًا وقامت إدارة المعهد بعمل برنامج إسمه «مشواري» ووكنت أريد التدريب به، ووقفت سارحة في خيالي «هل يأتي يومًا من الأيام وأقف مكان الدكتور الذي يُدربنا» وكان ردي بداخلي يقول «ولما لا»، وبدأت على الفور بأخذ الموضوع بجدية، وكنت أريد معرفة ما هو برنامج «مشواري»، وتحدثت مع الدكاترة لكي أشارك في هذا البرنامج، وبعد مرور عام شاركت بالفعل في هذا البرنامج بعد مجهود كبير في التدريبات والشغل والمُذاكرة، حصلت على التدريب في هذا البرنامج وأصبحت مُدربة مهارات حياتية للنشئ معتمدة دوليًا من وزارة الشباب والرياضة ومُنظمة الأمم المُتحدة «اليونيسيف»، وأضافت «سلسبيل» عندما أذهب إلى التدريب لكي أُدرب الأطفال في تنهال الفرحة علي عندما أشاهد فرحة الأطفال حولي في آخر حصة ويريدون إستمراري في التدريب معهم وأصبحت في السعادة معهم.

◄ حديثي مع الصحافة وتريند السوشيال ميديا:

قالت «سلسبيل» لمُحرر بوابة أخبار اليوم، بإن أول مقال كُتب عني في إحدى المواقع الشهيرة التابعة لإحدى الصحف عندما كنت في المدرسة كنت في غاية السعادة عندما يقوموا الصحفييون بتوجيه الأسألة لي وأقوم بالرد عليهم وكنت متحمسة جدًا في أول حوار صحفي معي وشاهدت صورتي نُشرت في الموقع مع صورتي ورسوماتي وشاهدت إسمي يظهر في مُحرك البحث «Google» كنت في سعادة غامرة لا توصف.

ومع مرور الوقت قامت إحدى المجلات الشهيرة بعمل حوار صحفي معي وإنبهروا من طريقتي وإسلوبي في الكلام، وعرضوا علي بأن تعمل معهم كـ«صحفية»؟

وكنت في غاية السعادة ووافقت وبدأت أبحث عن المقالات والموضوعات والحوارات الصحفية لكي أشاهد وأتعلم كيف يكتبون ويعبرون في كتابتهم وأحاول تقليدهم، وبدأت أكتب مقالات بإسلوبي.

قالت «سلسبيل» بإنها قامت بعمل رسمة وقمت بعمل كل التفاصيل الدقيقة والحس الفني بداخلها ووضعتها على مواقع التواصل الإجتماعي «الفيسبوك، وإنستجرام، وتويتر»، وذهبت بعدها النوم، وعندما إستيقظت من نومي، أجد هاتفي يتصل بي وأمسكت بهاتفي لأرى مكالمات كثيرة من أصحابي فقمت بالإتصال بهم وأبلغوني بأن رسمتك التي وضعتيها بالأمس على صفحتك أصبحت تريند على «الفيسبوك، وإنستجرام، وتويتر»، وكنت في سعادة غامرة لا توصف، لم أتخيل في يومًا ما بإني أصبح تريند على منصات التواصل الإجتماعي وأصبحت حديث عشاق الرسم على السوشيال ميديا، وإنهالت علي الصحفيين لبعض المواقع الشهيرة لإجراء الحوار معي وتم إستضافتي في بعض القنوات الفضائية الشهيرة بعدما أصبحت تريند السوشيال ميديا، وقالت «سلسبيل» في حديثها مع الصحافة «أصبحت عندي يقين بأن ربنا يدخر الخير لنا وقتما يشاء»، لكن الأهم أن نحمده على كل حال في السراء والضراء، ونسعى ونجتهد جيدًا وسنحصد تعبنا لاحقًا في يومًا من الأيام بإذن الله.

◄ التخرج والعمل المهني:

تحدثت «سلسبيل» مع مُحرر بوابة أخبار اليوم بإنها خريجة الأكاديمية الوطنية التابعة لرئاسة الجمهورية لبرنامج «Value»، ورئيس لجنة إبداع وأفكار في إتحاد الشباب العربي، وقدمت برنامج «إيجاد فرص عمل بديلة للهجرة الغير شرعية» أمام الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة وإيرك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية، والسفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية للهجرة الغير شرعية والإتجار بالبشر، واللواء إسماعيل الفار رئيس قطاع الشباب بوزارة الشباب والرياضة، كما شاركت في العملية الإنتخابية 2024 كُتابع محلي.

◄ أمنياتي ونصيحتي للمبتدئين ومُحبين الرسم:

قالت «سلسبيل» بإنها تتمنى بأن تصبح فنانة عالمية مثل الفنانين العالميين المشهورين وأن تعرض لوحاتها في كبرى معارض العالم بجوار الفنانين العالميين، وأحب أن أوجه نصيحة لكل المُبتدئين ومُحبين الرسم، «أسعى وراء حلمك ونمي هوايتك ولا تتركها لكي تمحوها الأيام مع مرور الوقت ولا تيأس إن فشلت وحاول أكثر من مرة وستنجح في يومًا ما طالما بتجتهد لتحقيق حلمك اللي بتحلم به».