للمرة الأولى منذ 20 عامًا قوات الاحتلال الإسرائيلى تجتاح جنين جــوًا وبــرًا

الدخان يتصاعد من أحد مبانى مخيم جنين جراء قصف إسرائيلى جوى
الدخان يتصاعد من أحد مبانى مخيم جنين جراء قصف إسرائيلى جوى

تل أبيب تنشر «القبة الحديدية» على حدود لبنان وغزة

جنين - وكالات الانباء:
استُشهد ثمانية فلسطينيين، وأصيب 27 آخرون، بينهم 7 بجروح خطيرة، جراء عدوان جديد شنه جيش الاحتلال الإسرائيلى جوًا وبرًا فجر أمس على مدينة جنين ومخيمها. وذكر موقع «واينت» العبرى أن تل أبيب أبلغت واشنطن بعمليتها العسكرية فى جنين شمال الضفة الغربية، دون تحديد توقيت لهذه العملية التى أطلقت عليها «المنزل والحديقة».واستهدفت طائرات الاحتلال بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطراف المخيم. وفى أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت المخيم، وقطعت الطرق التى تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل وعلى البنايات المطلة على المخيم،

ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائى عن أجزاء كبيرة من المخيم. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال التى تحاصر المخيم من مختلف الجهات تمنع سيارات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقى العلاج. وتعمدت جرافات الاحتلال العسكرية إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات المواطنين، كما جرفت العديد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية فى محيطه، الأمر الذى أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين. وطالب الهلال الأحمر الفلسطيني، بتوفير ممر آمن لإخراج الجرحى من المخيم فى ظل تصاعد عدد الإصابات. وأكد بيان للهلال الأحمر الفلسطينى أنه ينسق مع الصليب الأحمر والمنظمات الدولية لإجبار الاحتلال الإسرائيلى على فتح ممر آمن.
وتشهد سماء جنين ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، سواء «الأباتشي» أو طائرات الاستطلاع.


من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلى فجر أمس تنفيذ أكبرعملية عسكرية له فى الضفة الغربية منذ نحو عشرين عامًا. وأكد جيش الإحتلال أن أكثر من 150 آلية عسكرية ومدرعة، بالإضافة إلى سلاح الجو والسايبر، تشارك فى العملية العسكرية بجنين. وذكر موقع «والا» العبرى إن أكثر من 1000 جندى إسرائيلى من وحدات مختلفة يشاركون بالعملية العسكرية الواسعة فى جنين.
كما اعلن جيش الاحتلال نشر منظومة «القبة الحديدية» على حدود لبنان وقطاع غزة، تحسبا لإطلاق صواريخ من هناك، على خلفية قصف مخيم جنين. وقالت إذاعة الجيش إن «المؤسسة الأمنية فى إسرائيل تستعد لإمكانية رد فعل الفصائل الفلسطينية فى غزة ولبنان، كعلامة على التضامن مع مخيم جنين للاجئين. وأضافت «تم نشر بطاريات القبة الحديدية»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلى يجرى استعدادات لتصعيد واسع النطاق وهجمات فلسطينية على أهداف فى الضفة الغربية.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى أن نتنياهو يواكب تطورات الأحداث فى جنين. وتجدر الإشارة إلى أنها العملية الأولى من نوعها منذ سنوات عديدة التى تشمل قصفا جويا واقتحاما بريا فى الوقت ذاته.


من جانبه، اكد وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت إن قواته عملت فى الساعات الماضية بجهد مُركّز ضد مراكز المقاومة فى جنين، مضيفا أنهم سيتخذون نهجاً هجومياً ومباغتاً ضد المقاومة، مشددا على أن «أى شخص يؤذى كيان الاحتلال سيدفع الثمن غالياً، ومستعدون لكل السيناريوهات» على حد تعبيره. وأضاف أن «القوات الميدانية تتمتع بحرية عمل كاملة».
من جهته، اعتبر المتحدث الرسمى باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، «ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلى فى مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل». وأكد فى بيان أن «الشعب الفلسطينى لن يركع ولن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء وسيبقى صامدا فوق أرضه فى مواجهة هذا العدوان الغاشم، حتى دحر الاحتلال ونيل الحرية». وطالب «المجتمع الدولى بالخروج عن صمته المخجل والتحرك الجدى لاجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاسبتها على كل هذه الجرائم».